مؤشر مصري يرصد ترويج كُتب لسيد قطب والقرضاوي «تحض على التطرف»

أكد أن «الإخوان» «استغلت مواقع مساجد أوروبا على الإنترنت» في «أزمة كورونا»

TT

مؤشر مصري يرصد ترويج كُتب لسيد قطب والقرضاوي «تحض على التطرف»

رصد مؤشر عالمي للفتوى في مصر «ترويج كُتب لسيد قطب (مُفكر جماعة الإخوان) ويوسف القرضاوي المقيم في قطر (الذي يوصف بالأب الروحي لـلإخوان) على قناة بموقع إلكتروني لأحد المراكز الإسلامية في ألمانيا».
وقال المؤشر، وهو تابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أمس، إن «الجماعة سعت لاستغلال مواقع المساجد الأوروبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتضليل وإشعال الغضب في المجتمع الأوروبي، حيث هاجمت قرارات إغلاق المساجد، وإلغاء صلاة التراويح في رمضان. كما نشر عناصر (الإخوان) آراء وفتاوى تتعلق بأن فيروس (كورونا المستجد) عقاب من الله، ووسيلة لتذكير المسلمين بدينهم».
وأكد رسمي عجلان، الباحث في شؤون الحركات الأصولية، لـ«الشرق الأوسط» أن «جماعات الإرهاب تعد قطب مثلاً أعلى ونموذجاً يحتذى به، وعلى رأسهم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم (القاعدة) الإرهابي... وسبق أن أكد القرضاوي، في تصريحات سابقة، أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم (داعش) السابق، كان من المنتمين لـ(الإخوان)».
ولفت مؤشر الفتوى إلى «استمرار استغلال اليمين المتطرف في أوروبا لـ(أزمة كورونا) لزيادة ظاهرة (الإسلاموفوبيا)، من خلال نشر أكاذيب وإشاعات حول نية المسلمين فتح المساجد لأداء صلاة التراويح بالمساجد، وتحول دور العبادة الإسلامية والمساجد إلى بؤر لانتشار الفيروس... كما لفتوا إلى رغبة مسلمي ألمانيا في إقامة مظاهرة رمضانية كبرى تحمل اسم (فيستي رمضان)، كانت تُقام كل عام في الليالي الرمضانية خلال الأعوام السابقة، وتُعد أكبر مظاهرة رمضانية من نوعها في أوروبا، ليؤكدوا بذلك على عدم التزام المسلمين بقرارات ألمانيا منع التجمعات وإغلاق المساجد، ومن ثم تأجيج مشاعر الكراهية ضدهم داخل المجتمعات الغربية».
وكشف المؤشر عن أن «فتاوى (الإخوان) والمشايخ غير الرسميين، التي تعلقت بـ(كورونا)، تمحورت حول التشكيك في قرارات الدول، وزعزعة الثقة برجال الدين، واستغلال مشاعر المسلمين وقلوبهم المتعلقة بشعائر الشهر الكريم، وجذبهم لآرائهم وأفكارهم، ومن ثم سهولة إقناعهم بأي آراء أو مخططات ذات أهداف سياسية».
وذهب مؤشر الفتوى إلى ما يتعلق بآراء «الإخوان» و«العناصر الجهادية» في أوروبا، فقال إن «30 في المائة من الآراء والفتاوى المتعلقة برمضان الصادرة من قبلهم (غير مُنضبطة)، وتركزت أغلبها حول قضية إغلاق المساجد، وصلاة التراويح، ومن بينها فتوى تؤكد ضرورة الاندفاع إلى المسجد في أثناء المصائب والأحداث الجسيمة لرفع البلاء»، مشدداً على «ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الأفكار المتطرفة مع (أزمة كورونا)، من خلال اعتماد مواقع إلكترونية تشرف عليها المؤسسات الدينية، تنشر الفتاوى والمواعظ الدينية من خلال علمائها، وذلك للحيلولة دون وصول الفكر المتشدد المتطرف إلى العقول، خاصة أن الفضاء الإلكتروني الآن أصبح الملاذ لكل باحث عن فتوى أو نص ديني».
وأشار المؤشر إلى «خطورة ترك الساحة الإلكترونية لأصحاب الفكر المتطرف، لما يمثله من خطورة نشر محتوى ديني متشدد بعيداً عن الرقابة». كما لفت أيضاً إلى «ضرورة التواصل مع المراكز الإسلامية في الغرب، وإمدادهم بالمحتوى الديني المعتدل، خاصة في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول لمواجهة فيروس (كورونا)».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.