قطاع الأعمال السعودي يتحدى «كورونا» بلجنة وطنية للصادرات

طلب حكومي بتقييم تحديات وفرص تعزيز التجارة الخارجية

مجلس الغرف السعودية يؤسس لجنة وطنية للصادرات (الشرق الأوسط)
مجلس الغرف السعودية يؤسس لجنة وطنية للصادرات (الشرق الأوسط)
TT

قطاع الأعمال السعودي يتحدى «كورونا» بلجنة وطنية للصادرات

مجلس الغرف السعودية يؤسس لجنة وطنية للصادرات (الشرق الأوسط)
مجلس الغرف السعودية يؤسس لجنة وطنية للصادرات (الشرق الأوسط)

وسط التحديات الاقتصادية وتداعيات تفشي فيروس «كورونا»، تبنى مجلس الغرف السعودية أول لجنة وطنية مختصة في مجال الصادرات، تستهدف دعم الصناعة المحلية وتعزيز حركة تدفق المنتجات السعودية خارج البلاد.
ويأتي تأسيس مجلس الغرف لجنة وطنية للصادرات تحدياً للآثار التي تلقي بظلالها على قطاعات الأعمال والمنشآت الصناعية المحلية، والتي لم يسلم منها الاقتصاد العالمي، كما يؤكد تفاؤلاً واسعاً بمآلات نتائج الاحترازات والتدابير التي تقوم عليها الدولة من تعزيز ودعم وحزم برنامج تمويل للقطاع الخاص.
ورغم بلوغ جائحة «كوفيد19» ذروة تداعياتها، فإن مجلس الغرف السعودية أبلغ جميع الغرف التجارية الصناعية في البلاد في مارس (آذار) الماضي بتأسيس «اللجنة الوطنية للصادرات»؛ بل وبدء ممارسة عملها بما له علاقة بخدمة المصدرين السعوديين من مصانع وشركات بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية.
وبحسب معلومات رسمية حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن الجهات الحكومية تمضي في رصد كل معوقات وتحديات قطاع الإنتاج والتصدير الوطني؛ إذ طالبت الهيئة العامة للتجارة الخارجية في مارس الماضي من خلال خطاب بعثت به للغرف التجارية، بمشاركة القطاع الخاص في تعبئة استبيان لتقييم التحديات والمعوقات والفرص المتاحة لتعزيز وتنمية الصادرات والواردات.
وبحسب تقرير صدر مؤخراً عن نتائج أعماله للعام الماضي، نشط مجلس الغرف السعودية في عقد الفعاليات والأنشطة؛ حيث نظم 160 فعالية تضمنت توقيع اتفاقيات، ومشاركات خارجية، ووفوداً تجارية آتية ومغادرة، واجتماعات اللجان الوطنية، وملتقيات مجالس الأعمال، واجتماعات شؤون الغرف، ولقاءات الجهات الحكومية، والمؤتمرات الوزارية.
ومعلوم أن مجلس الغرف السعودية يعدّ مظلة قطاع الأعمال السعودي، ويعمل على تمثيل 28 غرفة تجارية صناعية في السعودية، في إطار تحقيق أهداف خدمة الاقتصاد السعودي، ونقل تحديات قطاع الأعمال إلى الجهات الحكومية، عبر 28 لجنة وطنية قطاعية؛ تضطلع بمسؤولية مناقشة قضايا وهموم وأنظمة القطاعات مع الأجهزة المختصة، كما يعزز أوضاع الصادرات السعودية عبر 42 مجلس أعمال سعودياً أجنبياً مشتركاً يتبع المجلس.
وقدم مجلس الغرف السعودية خدماته في عام 2019 لأكثر من 1500 من أصحاب الأعمال بشكل مباشر، كما وقّع أكثر من 16 اتفاقية، فيما بلغ عدد عضويات مجلس الغرف السعودية محلياً 34 عضوية، بينما بلغ عدد العضويات المجلس إقليمياً ودولياً 24 عضوية.
وبلغ عدد الاتفاقيات التي أسهم المجلس في إبرامها والتنسيق لها دولياً وتدعم الاستثمارات البينية مع الدول الصديقة والشقيقة؛ 23 اتفاقية، بينما نشط المجلس في إجراء عدد من الدراسات التي قام بإعدادها من خلال اللجان ومجالس الأعمال؛ مقدِّماً 37 دراسة للقطاع الخاص.
ويؤكد عجلان العجلان، رئيس مجلس إدارة مجلس الغرف، أن المجلس يعمل على استراتيجية تهدف في مجملها لتحقيق «رؤية المملكة 2030» لمضاعفة الناتج المحلي بالشراكة مع قطاع الأعمال، مؤكداً أن توجهات المجلس خلال الدورة الحالية (الرابعة عشرة) تركز على ترسيخ مفهوم الشراكة مع القطاع الحكومي، وتفعيل قطاع الأعمال على جميع المستويات، والإسهام في إيجاد بيئة استثمارية تحقق معدلات نمو إيجابية وتخدم المستهدفات التنموية في «رؤية المملكة».
يذكر أن مجلس الغرف السعودية يسعى خلال رؤيته الاقتصادية الشاملة إلى تناغم أهدافه مع توجهات «رؤية المملكة 2030» فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والتوجهات نحو القضايا الملحة والمهمة، ووضع الحلول المناسبة لها، كالتوطين، وتنويع الاقتصاد، ودعم الصادرات والصناعات الوطنية، وتعزيز المحتوى المحلي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتمكين المرأة اقتصادياً، فضلاً عن مساهمته في تنمية الاقتصاد الوطني بالتعاون والتنسيق مع الغرف التجارية والصناعية وقطاع الأعمال والجهات ذات العلاقة.


مقالات ذات صلة

القطاع الخاص السعودي يختتم عام 2024 بأقوى نمو في المبيعات

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

القطاع الخاص السعودي يختتم عام 2024 بأقوى نمو في المبيعات

اختتم اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط بالسعودية عام 2024 على نحو قوي حيث تحسنت ظروف الأعمال بشكل ملحوظ مدفوعة بزيادة كبيرة في الطلبات الجديدة

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد من معرض سيتي سكيب 2024 الأكبر عقارياً في العالم (واس)

سوق الرهن العقاري بالسعودية... محرك رئيسي في النمو والتنويع المالي

يأتي توجه السعودية نحو تطوير سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري من ضمن التطورات المتسارعة التي يشهدها التمويل العقاري في السعودية.

محمد المطيري
الاقتصاد المشروع استخدم مخلفات البناء والهدم في طبقات الرصف الأسفلتية (هيئة الطرق)

الأول عالمياً... السعودية تُنفِّذ طريقاً باستخدام ناتج هدم المباني

نفَّذت السعودية أول طريق في العالم يستخدم ناتج هدم المباني في الخلطات الأسفلتية على سطح الطريق، بهدف تعزيز الاستدامة البيئية، وتطوير بنية تحتية أكثر كفاءة.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

السعودية تُرتب تسهيلات ائتمانية بـ2.5 مليار دولار لتمويل الميزانية

أعلن المركز الوطني لإدارة الدين في السعودية إتمام ترتيب اتفاقية تسهيلات ائتمانية دوّارة متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بهدف تمويل احتياجات الميزانية العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تصدرت مجموعة الدول الآسيوية عدا العربية والإسلامية مجموعات الدول المُصدَّر لها من السعودية في أكتوبر 2024 (الشرق الأوسط)

الميزان التجاري السعودي ينمو 30 % في أكتوبر الماضي

سجّل الميزان التجاري في السعودية نمواً على أساس شهري بنسبة 30 في المائة، بزيادة تجاوزت 4 مليارات ريال (1.06 مليار دولار) في شهر أكتوبر 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الصين تسعى لتعزيز قطاع المواني والمطارات المركزية بغرب البلاد

مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
TT

الصين تسعى لتعزيز قطاع المواني والمطارات المركزية بغرب البلاد

مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)

قالت الصين، الأحد، إنها ستتخذ 15 إجراء لدعم التنمية في أقاليم غرب البلاد، من خلال إقامة مشروعات بنية أساسية لوجيستية؛ مثل المواني والمطارات المركزية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الإدارة العامة للجمارك قالت إن هذه الإجراءات من شأنها تعزيز التكامل بين السكك الحديدية، والنقل الجوي والنهري والبحري في غرب الصين.

وتتضمَّن الإجراءات تطوير مطارات مركزية دولية في مدن من بينها تشنغدو، وتشونغتشينغ، وكونمينغ، وشيآن، وأورومتشي، مع إقامة مناطق جمركية شاملة ودمجها مع المواني، وغيرها من روابط النقل. وسيتم أيضاً بناء وتوسيع عدد من المواني.

وتسعى الصين، منذ فترة طويلة، إلى تعزيز القوة الاقتصادية للمناطق الغربية، التي تخلفت بشكل ملحوظ عن الأقاليم الساحلية. لكن توترات عرقية في بعض هذه المناطق مثل شينجيانغ، والإجراءات الأمنية المتشددة، التي تقول بكين إنها ضرورية لحماية الوحدة الوطنية واستقرار الحدود، أثارت انتقادات من بعض الدول الغربية.

وتشكِّل مناطق غرب الصين نحو ثلثَي مساحة البلاد، وتشمل أقاليم مثل سيتشوان وتشونغتشينغ، ويوننان، وشينجيانغ، والتبت.

ودعا المكتب السياسي الصيني العام الماضي إلى «التحضر الجديد» في غرب الصين لإحياء المناطق الريفية، وتوسيع جهود التخفيف من حدة الفقر، وتعزيز موارد الطاقة.

كما بذلت الصين جهوداً لزيادة الروابط مع أوروبا وجنوب آسيا من خلال ممرات للتجارة، بما في ذلك طرق الشحن بالسكك الحديدية.

في الأثناء، أعلن البنك المركزي الصيني خطة نقدية «تيسيرية معتدلة» تهدف إلى تعزيز الطلب المحلي لتحفيز النمو، بعد أيام من دعوة الرئيس شي جينبينغ إلى سياسات اقتصادية كلية أكثر فاعلية.

وكافحت بكين، العام الماضي، لانتشال الاقتصاد من الركود الذي تسببت به الأزمة العقارية، وضعف الاستهلاك، وارتفاع الديون الحكومية.

وكشف المسؤولون عن تدابير تهدف إلى تعزيز النمو، بينها خفض أسعار الفائدة، وتخفيف القيود على شراء المساكن، لكن خبراء الاقتصاد حذَّروا من أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من التحفيز المباشر.

وقال «بنك الشعب الصيني» في بيان إنه «سينفِّذ سياسة نقدية تيسيرية معتدلة (...) لخلق بيئة نقدية ومالية جيدة لتعزيز التعافي الاقتصادي المستدام».

وأشار البيان، الصادر السبت، إلى خطط لخفض أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي، وهي الأموال التي يجب على المصارف الاحتفاظ بها بدلاً من إقراضها أو استثمارها. وقال إن «التغييرات ستتم في الوقت المناسب» بالنظر إلى الظروف في الداخل والخارج.

وأكد «بنك الشعب الصيني» الحاجة إلى استئصال الفساد، ما يؤشر إلى استمرار الحملة ضد الفساد في القطاع المالي الصيني.

وأضاف أنه سيواصل دعم الحكومات المحلية للتغلب على ديونها من خلال «الدعم المالي».

ولفت البيان إلى أن هذه التدابير تهدف إلى «منع المخاطر المالية في المجالات الرئيسية، وحلها، وتعميق الإصلاح المالي (...) والتركيز على توسيع الطلب المحلي».

وجاء إعلان البنك بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية على مدى يومين في العاصمة بكين.

وكانت بكين تستهدف نمواً بنحو 5 في المائة عام 2024 أعرب شي عن ثقته بتحقيقه، لكن خبراء الاقتصاد يرون صعوبةً في ذلك. ويتوقَّع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد الصين بنسبة 4.8 في المائة عام 2024 و4.5 في المائة عام 2025.