إيران تتجه لافتتاح المراكز الدينية... وإصابات «كورونا» تتجاوز 90 ألفاً

الحكومة تحذر من نشر إحصائيات تتعارض مع أرقامها

شارع في وسط طهران أمس (أ.ف.ب)
شارع في وسط طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

إيران تتجه لافتتاح المراكز الدينية... وإصابات «كورونا» تتجاوز 90 ألفاً

شارع في وسط طهران أمس (أ.ف.ب)
شارع في وسط طهران أمس (أ.ف.ب)

لا تلوح في الأفق نهاية لانتشار فيروس كورونا في إيران، ما يعزز مخاوف من تفاقم الأزمة الاقتصادية تحت وطأة العقوبات، وسط إصرار طهران على تحدي استراتيجية واشنطن، وهو ما دفع حكومة حسن روحاني إلى تجديد عزمها الاستمرار في استئناف الأعمال وإعادة افتتاح المراكز الدينية في مناطق خالية من كورونا، معلنة في الوقت نفسه فرض إجراءات إضافية، في محاولة لتهدئة الانتقادات الداخلية.
وقال روحاني، في الاجتماع الوزاري، أمس، إن الحكومة ستعيد افتتاح المراكز الدينية وصلاة الجمعة والجماعة في 100 مقاطعة إيرانية تشهد الوضعية البيضاء، منوهاً أنها «نقطة البداية في استئناف الأنشطة الدينية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى خطة تعتمد تقسيم البلاد إلى 3 مناطق؛ بيضاء وصفراء وحمراء، بناء على معدل انتشار فيروس كورونا المستجد على مدى أسبوعين.
كما ستفرض الحكومة، استخدام الكمامات والقفازات على مستخدمي وسائل النقل العام، وستعلن وزارة الداخلية لاحقاً موعد تنفيذ القرار، وفق ما نقل موقع الرئاسة الإيرانية عن روحاني.
وواصل الرئيس الإيراني حربه الكلامية ضد الولايات المتحدة عندما أشار إليها ضمناً في قوله إن «القوى العظمى وقحة، مثل فيروس كورونا، إذا فقدت نفسك أمامها فستزداد وقاحة، لكن إذا وقفت بحيوية، فستهرب».
ويتعرض روحاني لضغوط من الأجهزة المسؤولة عن المراكز الدينية لإعادة افتتاحها، بعدما سمحت حكومته قبل أسبوعين بخفض قيود التباعد الاجتماعي في المحافظات، ورفعت الأسبوع الماضي القيود عن العاصمة طهران، وشملت إجراءات الأيام الأخيرة إعادة افتتاح مراكز التسوق والحدائق العامة والمتنزهات.
لكن روحاني حذّر من «انطباع خاطئ» بنهاية كورونا، جراء استئناف العمل، وقال تحديداً: «لا يمكننا القول متى تنتهي كورونا... كان الوضع مريحاً للوصول إلى رؤية إدارية واقتصادية» وأضاف: «حتى المسؤولون في وزارة الصحة لم يعرفوا متى ستكون النهاية»، وأضاف: «لا يوجد توقيت واضح لنهاية كورونا، لأنه لم يتوصل إلى دواء ولقاح لمواجهة المرض».
وفي وقت لاحق، أفادت القناة الإخبارية الإيرانية عن حاكم قم أن المراكز الدينية في المدينة ستبقى مغلقة حتى نهاية شهر رمضان.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول الشؤون الاجتماعية في «اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا»، محمد قاسمي، لوكالة «إسنا» الحكومية، إنه «يمنع إقامة أي مراسم رسمية أو غير رسمية في شهر رمضان»، ولفت إلى أن الأجهزة المسؤولة تتحقق من إقامة مراسم من هذا النوع، نافياً أي تغيير في القرارات السابقة حول إغلاق المراكز الدينية والمساجد.
وجاء موقف روحاني تزامناً مع احتجاج صحف محافظة، على رأسها صحيفة «كيهان»، التابعة لمكتب المرشد الإيراني، التي احتجت على قرار فتح الحدائق والأسواق، بينما تستمر القيود على المساجد والمراكز الدينية، وقالت إن رفع القيود عنها «بات مطلباً شعبياً».
وفي حدث يومي، قالت وزارة الصحة الإيرانية، في أحدث إحصائية، إنه سجل 1153 إصابة جديدة، و60 وفاة إضافية، خلال 24 ساعة، في أنحاء البلاد. وهو ما رفع حصيلة المصابين إلى 90 ألفاً، و481 شخصاً، وبلغت الوفيات 5 آلاف، و710 أشخاص، حسب الأرقام الرسمية.
وأشارت وزارة الصحة إلى وجود 3079 حالة حرجة في غرف العناية المركزة، فيما وصلت حالات الشفاء إلى 69 ألفاً و657 شخصاً.
ودفعت الشكوك بالإحصائية الرسمية، الحكومة عدة مرات للدفاع عن أرقامها. ودخلت الحكومة في تلاسن مباشر مع مجلس بلدية طهران، الذي يسيطر عليه إصلاحيون متحالفون مع روحاني.
ووجّه وزير الثقافة والإعلام، عباس صالحي، رسالة تحذير إلى رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي رفسنجاني، يشير فيها إلى تأثر جميع الأجهزة الإيرانية بجانحة كورونا، مشدداً على ضرورة تنسيق أركان النظام.
وتحضّ رسالة وزير الإعلام، التي تداولت صورتها مواقع إيرانية أمس، هاشمي رفسنجاني على مطالبة أعضاء مجلس البلدية بتجنب نشر أخبار وتقارير ونقل إحصائيات تتباين مع قرار اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا لـ«تفادي تشويش الرأي العام» و«عدم استغلالها من وسائل الإعلام المعادية».
أيضاً، تقترح الرسالة إقامة اجتماعات مشتركة بين «اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا» وأعضاء مجلس بلدية طهران، بهدف «رفع الشبهات في هذا الصدد».
لكن هاشمي رفسنجاني، رفض التعليق على رسالة الوزير عقب اجتماع في بلدية طهران لمنع الموجة الثانية في العاصمة.
ومن جهته، أوضح محمد حدادي نائب الشؤون الإعلامية لوزير الإعلام في تغريدة إن الرسالة «ليست موجهة إلى مجلس البلدية، إنما لكل الأشخاص، مسؤولين وغير مسؤولين، يتكلمون عن إحصائية كورونا دون تخصص».
والأسبوع الماضي، هاجم روحاني منتقدي الإحصائيات بشدة، ووصفهم بـ«الرابحين من كورونا بعد الربح من العقوبات».
أما رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس بلدية طهران، محمد جواد حق شناس، فقد انتقد «الدور الباهت» لإدارة المدن في قرارات «لجنة مكافحة كورونا»، رغم حضور عمدة طهران في اجتماعات الحكومة. وقال: «لدينا تحفظات على توجه الحكومة والمسؤولين في هذا المجال، وسنطالب عمدة طهران بالاهتمام في هذا الجانب»، محذراً من أن المجلس «لن يتغاضى عن أي إهمال».
وفيما يخص استئناف الأعمال، قال حق شناس: «كنا نعتقد أن الحكومة تدعم النقابات وتمنعها من التضرر عبر حزم اقتصادية، وألا يكونوا مجبرين على التعرض للمرض لتوفير المعاش». وتابع: «نعتقد أن إغلاق الدوائر والمدارس والجامعات يجب أن يستمر».
وليلة السبت، قال رئيس دائرة شؤون الأوبئة بوزارة الصحة، حسين عرفاني، للتلفزيون الإيراني، إن «إيران ما زلت في مرحلة زيادة عدد المصابين بفيروس كورونا ولم تبلغ القمة».
وقال عرفاني، في تحذير لمواطنيه، إنه «ينبغي ألا يظن الناس أن قصة كورونا انتهت، وبإمكانهم فعل ما يشاؤون»، ودعا إلى عدم الخروج من المنازل إلا عند الضرورة.
وقبل ذلك بساعات، قال رئيس مركز الأوبئة بوزارة الصحة، محمد مهدي غويا، إن عدد الإصابات تشهد نمواً في 6 محافظات، هي طهران، فارس، الأحواز، زنجان، أذربيجان الشرقية، أذربيجان الغربية، مرجحاً أن تكون الزيادة سببها رفع القيود عن الحركة.
وقال رئيس لجنة مكافحة كورونا في طهران، علي رضا زالي، أمس، إن انخفاض الأيام الأخيرة في عدد المصابين يعود إلى خطة التباعد الاجتماعي التي خفضت قيودها الحكومة الأسبوع الماضي في طهران.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن زالي قوله إن «نتائج تدخلات» هذه الأيام ستتضح بعد أسبوعين.



«الكرملين»: برنامج إيران النووي سيكون محل نقاش مستقبلي مع أميركا

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز-أرشيفية)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز-أرشيفية)
TT

«الكرملين»: برنامج إيران النووي سيكون محل نقاش مستقبلي مع أميركا

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز-أرشيفية)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز-أرشيفية)

قال «الكرملين»، اليوم الأربعاء، إن المحادثات المستقبلية بين روسيا والولايات المتحدة ستشمل مناقشات حول البرنامج النووي الإيراني، وهو موضوع قال إنه «جرى التطرق إليه»، في جولة أولية من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، الشهر الماضي.

كان مصدر مطّلع قد قال، لـ«رويترز»، الثلاثاء، إن روسيا عرضت أن تكون وسيطاً بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك في الوقت الذي تعهّد فيه «الكرملين» ببذل كل ما في وسعه لتسهيل التوصل إلى حل سلمي للخلاف بشأن برنامج طهران النووي. وذكرت قناة زفيزدا الروسية، المملوكة للدولة، في وقت سابق من اليوم، نقلاً عن المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين وافق على التوسط بين طهران وواشنطن في محادثات بشأن الأسلحة النووية. وقال مصدر مطلع، لـ«رويترز»، طلب عدم الكشف عن هويته، إن روسيا عرضت أن تؤدي دور الوسيط، لكن لم يُطلَب منها القيام بهذا الدور.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

يأتي هذا التطور بعد أن أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تغييرات كبيرة على السياسة الأميركية، في أعقاب تولّيه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، إذ اتخذ موقفاً تصالحياً أكثر تجاه روسيا، الأمر الذي ترك الحلفاء الغربيين في حالة حذر، في ظل محاولة الرئيس الأمريكي التوسط لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا. وقال بيسكوف، للصحافيين، الثلاثاء، إن إيران شريكة وحليفة لروسيا، وإن موسكو ستواصل تطوير العلاقات معها. وأضاف: «يعتقد الرئيس بوتين بل إنه على يقين بأن مشكلة الملف النووي الإيراني يجب حلها بالوسائل السلمية فقط... بالطبع، ستبذل روسيا، بوصفها حليفة لإيران، كل ما في وسعها لتسهيل التوصل إلى حل سلمي للمشكلة».

ترمب يَعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

وعاود ترمب، الشهر الماضي، تطبيق سياسة «أقصى الضغوط» على إيران؛ في محاولة لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، لكنه قال أيضاً إنه منفتح على التوصل إلى اتفاق، وإنه مستعد للتحدث إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. وقال برايان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء: «ستُجري إدارة ترمب محادثات مع خصومنا وحلفائنا على حد سواء، لكن... من موقع قوة للدفاع عن أمننا القومي».