سنترال بارك... ملاذ النيويوركيين للتأمل في زمن «كورونا»

امرأة تضع قناعاً واقياً وتمشي في سنترال بارك بنيويورك (أ.ف.ب)
امرأة تضع قناعاً واقياً وتمشي في سنترال بارك بنيويورك (أ.ف.ب)
TT

سنترال بارك... ملاذ النيويوركيين للتأمل في زمن «كورونا»

امرأة تضع قناعاً واقياً وتمشي في سنترال بارك بنيويورك (أ.ف.ب)
امرأة تضع قناعاً واقياً وتمشي في سنترال بارك بنيويورك (أ.ف.ب)

أصبح سكان نيويورك يرون الجمال الحقيقي لسنترال بارك ويقدرونه أكثر بعد تفشي وباء «كوفيد - 19» في الولايات المتحدة، إذ أتيح المجال أمام الباحثين عن الهدوء والعصافير المزقزقة للتنقل بحرية في هذا المتنزه الذي هجره السياح وعربات الجياد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وعادة ما يكون المتنزه النيويوركي الشهير مكتظاً هذا الوقت من العام. يأتي الناس من أنحاء العالم للتمتع بأشعة الشمس وتفتح البراعم ووصول الطيور المهاجرة.
لكن مع تفشي الوباء الذي أجبر المدينة الأميركية على الإغلاق التام، بقيت هذه الرئة الخضراء التي تبلغ مساحتها 340 هكتاراً، واحداً من الأماكن العامة القليلة التي ما زالت متاحة أمام سكان نيويورك.

وقال تيموثي فوستر، وهو راقص باليه يبلغ من العمر 66 عاماً فيما كان ينزّه كلبه قرب قصر بيلفيدير في سنترال بارك: «هناك طاقة صامتةهنا... تسمع صوت الطيور والرياح بشكل مختلف».
ويزور أكثر من 40 مليون شخص سنترال بارك كل عام، مع ما يرافق ذلك من نشاطات تجارية مختلفة بوجود باعة الكعك المملح وعازفي الشوارع والدراجات التاكسي وممارسي الألعاب البهلوانية.
عادة، يأتي كثر لرؤية الجانب الغربي للمتنزه حيث يقع النصب التذكاري لجون لينون الذي قتل عام 1980 في مكان قريب منه، أو لالتقاط صورة أمام النافورة المماثلة لتلك التي تظهر في المسلسل التلفزيوني الشهير «فرندز».
لكن منذ اتخاذ تدابير الاحتواء في منتصف مارس (آذار) في عاصمة الولايات المتحدة الاقتصادية والتي مددت حتى 15 مايو (أيار)، أصبحت الحديقة مكاناً للتفكير والتأمل والتنزه المنفرد.

وقال الكاتب كارول هارتسيل (45 عاماً): «أصبح أكثر هدوءاً، وهو أمر جميل. لكن من المزعج أيضاً عدم رؤية الأشخاص في كل أنحاء المكان كالمعتاد».
في قسم في شمال شرقي الحديقة، نصبت 12 خيمة بيضاء لتشكل مستشفى ميدانياً يتسع لـ68 سريراً أُنشئ لدعم المستشفيات القريبة.
كذلك يمكن رؤية العصافير تتنقل بين الماغنوليا والقيقب الأحمر.
وأوضح ديفيد باريت مؤلف كتاب عن 200 نوع من الطيور تعيش في مانهاتن خلال هذه الفترة من العام: «يمكنك سماع مزيد من زقزقة العصافير. فثمة عدد أقل من الناس وكلاب أقل لتخويفها».

والطيور ليست الوحيدة التي باتت تتحلى بشجاعة أكبر للمجيء بكثرة إلى هذه الحديقة التي أنشئت في خمسينات القرن التاسع عشر كواحة لمدينة أصبحت أكثر اكتظاظاً من أي وقت مضى، وقد صممها المهندسان المعماريان فريدريك لو أولمستيد وكالفرت فو. فقد شاهد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية حيوان راكون يجتاز بهدوء مساراً يحتله عادة ممارسو رياضة الجري وراكبو الدراجات بأعداد كبيرة.

وقالت إليزابيث سميث رئيسة منظمة «سنترال بارك كونسيرفانسي»، التي تساعد في إدارة المتنزه: «الحديقة تحقق هدفها الأساسي». وأضافت: «معظم الناس يقولون لي (الحمد لله على وجود هذا المتنزه، ماذا كنا سنفعل من دونه؟)... إنه شريان حياة لكثير من الناس».


مقالات ذات صلة

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة على شاطئ كاليفورنيا

يوميات الشرق السمكة المجدافية كما أعلن عنها معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة على شاطئ كاليفورنيا

جرف البحر سمكة نادرة تعيش في أعماق البحار، إلى أحد شواطئ جنوب كاليفورنيا، بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق ولادة بمنزلة أمل (غيتي)

طائر فلامنغو نادر يولَد من رحم الحياة

نجحت حديقة الحياة البرية بجزيرة مان، الواقعة في البحر الآيرلندي بين بريطانيا العظمى وآيرلندا بتوليد فرخ لطائر الفلامنغو النادر للمرّة الأولى منذ 18 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق العمر الطويل خلفه حكاية (غيتي)

ما سرّ عيش أقدم شجرة صنوبر في العالم لـ4800 سنة؟

تحتضن ولاية كاليفورنيا الأميركية أقدم شجرة صنوبر مخروطية، يبلغ عمرها أكثر من 4800 عام، وتُعرَف باسم «ميثوسيلا».

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق السعودية تواصل جهودها المكثّفة للحفاظ على الفهد الصياد من خلال توظيف البحث العلمي (الشرق الأوسط)

«الحياة الفطرية السعودية» تعلن ولادة 4 أشبال للفهد الصياد

أعلنت السعودية إحراز تقدم في برنامج إعادة توطين الفهد، بولادة أربعة أشبال من الفهد الصياد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
TT

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)

حث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة، السبت، الطلاب المبتعثين في برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» في اليابان، على أهمية التأهيل العلمي والأكاديمي في التخصصات الثقافية للإسهام بعد تخرجهم في رحلة تطوير المنظومة الثقافية في بلادهم.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله، خلال لقائه عدداً من الطلاب المبتعثين في مقر إقامته في طوكيو، دعم القيادة السعودية لكل ما من شأنه تنمية القدرات البشرية في المجالات كافة.

ويُقام البرنامج التدريبي بالتعاون بين هيئة الأدب والنشر والترجمة، وشركة «مانجا للإنتاج»، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، الذي يستهدف موهوبي فن المانجا ضمن برنامج تدريبي احترافي باستخدام التقنيات اليابانية؛ منبع هذا الفن.

حضر اللقاء الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، والدكتور عصام بخاري الرئيس التنفيذي لشركة «مانجا للإنتاج»، وعددٌ من الطلاب والطالبات المبتعثين لدراسة فن المانجا في أكاديمية كادوكاوا، إحدى أكبر الأكاديميات في اليابان، التي تهتم بتدريب واستقطاب الخبرات والمهتمين بصناعة القصص المصورة.

يشار إلى أن البرنامج التدريبي يتضمن 3 مراحل رئيسية، بدءاً من ورش العمل الافتراضية التي تقدم نظرةً عامة حول مراحل صناعة القصص المصورة، تليها مرحلة البرنامج التدريبي المكثّف، ومن ثم ابتعاث المتدربين إلى اليابان للالتحاق بأكاديمية كادوكاوا الرائدة في مجال صناعة المانجا عالمياً.

كما تم ضمن البرنامج إطلاق عدد من المسابقات المتعلقة بفن المانجا، وهي مسابقة «منجنها» لتحويل الأمثلة العربية إلى مانجا، ومسابقة «مانجا القصيد» لتحويل القصائد العربية إلى مانجا، ومؤخراً بالتزامن مع عام الإبل 2024 أُطلقت مسابقة «مانجا الإبل» للتعبير عن أصالة ورمزية الإبل في الثقافة السعودية بفن المانجا.

وتجاوز عدد المستفيدين من البرنامج 1850 متدرباً ومتدربة في الورش الافتراضية، وتأهل منهم 115 للبرنامج التدريبي المكثّف، أنتجوا 115 قصة مصورة، وابتُعث 21 متدرباً ومتدربة إلى اليابان؛ لصقل مواهبهم على أيدي خُبراء في هذا الفن، إضافة إلى استقبال 133 مشاركة في مسابقة «منجنها»، وما يزيد على 70 مشاركة في مسابقة «مانجا القصيد»، وأكثر من 50 مشاركة في «مانجا الإبل».

يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تقدم برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» بالتعاون مع شركة «مانجا للإنتاج»، بهدف تأسيس جيل مهتم بمجال صناعة المانجا، وصقل مهارات الموهوبين، ودعم بيئة المحتوى الإبداعي في المملكة.