نتنياهو وغانتس يتقدمان في جهود تشكيل الحكومة

رغم الإجراءات القضائية ضدهما

TT

نتنياهو وغانتس يتقدمان في جهود تشكيل الحكومة

على الرغم من الإجراءات القضائية العديدة والإشكالات الداخلية في تكتل اليمين، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس «كحول لفان»، بيني غانتس، المضي قدماً في شكل حثيث لتشكيل حكومة مشتركة بينهما، وهما يعملان بتعاون تام، وأقاما طاقماً مشتركاً لمواصلة الإجراءات القانونية، بغرض طرح الحكومة للمصادقة عليها في الكنيست (البرلمان)، كما لو أنه لا توجد إجراءات قضائية.
وكان الكنيست قد أقر بالقراءة التمهيدية سلسلة من القوانين غير المسبوقة، أول من أمس، الخميس، تمنح الشرعية للاتفاق الموقع بين غانتس ونتنياهو لتشكيل الحكومة القادمة. ومع أن هذه القوانين مرت بدعم أكثرية 62 نائباً مقابل 37 معارضاً، فإن نتنياهو وغانتس اعتبراها أكثرية كبيرة، علماً بأن هناك 16 نائباً من تكتل اليمين ونواب «كحول لفان» المتحالفين لم يشاركوا في التصويت. وعزا المراقبون هذا التغيب إلى التذمر في صفوف اليمين من قلة المناصب الوزارية، وإلى عدم توفر الثقة بين الكتلتين.
والقوانين الستة التي صودق عليها، هي: قانون يمنع إقالة رئيس الوزراء إذا وُجهت له لائحة اتهام وجرى تقديمه للقضاء، وقانون يتيح للحكومة تعيين وزيرين في كل وزارة، يكون كل منهما مسؤولاً عن مجالات محددة، ويتيح أيضاً تعيين نائبين للوزير في كل وزارة، وقانون يختصر مدة الكنيست الثالثة والعشرين إلى ثلاث سنوات فقط، بدلاً من أربع سنوات، وذلك لتمكين كل من نتنياهو وغانتس من شغل المنصب لمدة عام ونصف العام لكل منهما، وقانون يتعلق بإقرار ميزانية الدولة، فالقانون ينص اليوم على أنه في حال عدم إقرار الميزانية فإن الكنيست سيحل في غضون ثلاثة أشهر، وقد تم تمديدها إلى ستة أشهر في القانون الجديد، وقانون إقالة الوزراء؛ حيث تنقسم الحكومة إلى قسمين: نصف الوزراء ينتمون إلى رئيس الوزراء، والنصف الآخر إلى رئيس الوزراء البديل، وكل واحد منهما يستطيع إقالة وزير من حزبه، ولا يجوز للآخر أن يقيل وزيراً من الحزب الآخر، وقانون ضمان التناوب، وهذا هو أحد القوانين الذي طرحه غانتس لكي يضمن ألا يخدعه نتنياهو ويرفض الاستقالة.
وينص القانون على أن رئيس الوزراء البديل سيتولى منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية، في حال تقرر حل الكنيست.
وقد أثار إقرار هذه الكمية من القوانين خلال يوم واحد، والتي تنطوي على إحداث تغييرات جوهرية في قانون أساس الحكومة، انتقادات واسعة، واعتُبرت بمثابة «انقلاب دستوري».
وخرج ضدها المستشار القضائي الأسبق للحكومة، والذي شغل منصب نائب رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية حتى السنة الماضية، القاضي إليكيم روبنشطاين، فوصفها بأنها «أمر مرعب ينطوي على كثير من التغوُّل القانوني». وقال إنه لا يستبعد أن تتدخل المحكمة العليا في الأمر؛ لأنه «ينطوي على عملية دوس فظة على قوانين أساس دستورية، والتعامل معها وكأنها قوانين تسنها البلديات بخصوص مياه الصرف الصحي».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.