من يحمي الأقليات في العراق؟

من يحمي الأقليات في العراق؟
TT

من يحمي الأقليات في العراق؟

من يحمي الأقليات في العراق؟

* يتميز العراق بكونه متعدد الثقافات ومتنوع الأطياف فهناك المجاميع الكبيرة مثل القومية العربية والكردية إلى جانب أبناء الأقليات أو المكونات الأصيلة مثل (الكلدان، السريان، الآشوريين - الأرمن - الإيزيديين - الصابئة المندائيين - الشبك - التركمان - الأكراد الفيلية - الكاكائية – والبهائية والزرادشتية) وضمن الدستور العراقي الصادر في عام 2005 وفي ديباجته تقول «يؤكد على نهج الدولة باعتماد مبادئ المساواة والمشاركة واحترام قواعد القانون وتحقيق العدل والمساواة لكافة العراقيين» كما كفل القانون العراقي حرية حق الحياة والمعتقد والدين للمواطنين، وأن تحترم ممارسة شعائره الدينية ومناسباته القومية وأن لا يهان رمز أو شخص هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية وأن تتكفل الدولة بحرية العبادة وحماية أماكنها. ورغم أن الدستور العراقي ضمن حقوق الأقليات بوصفهم مواطنين عراقيين فإنه لم يحدد الآليات الخاصة بذلك. ولكونهم أصلا ضحية لهيمنة المكونات الكبيرة مثل «الشيعة والسنة والأكراد» فإنهم بدوا اللقمة السائغة للجماعات الإرهابية التي هيمنت على مناطقهم واتبعت سياسة القضم التدريجي لها. فمن العزل التدريجي لأسباب دينية - مجتمعية منذ البداية إلى الاضطهاد الشامل، وطبقا للتقارير فإن عدد المسيحيين في العراق اليوم يقارب (600 - 700) ألف بعد أن كانوا 1.600.000 نسمة. وإذا كان مجموع من قتل من المسيحيين حسب الإحصائيات 1103 قتلى، فإنه جرى الاعتداء على 98 كنيسة وديرا ومزارا. ولم يكن وضع الإيزيديين بأفضل إن لم يكن أسوأ. فمنذ عام 2003 ولحد الآن فقد أبناء هذا المكون 879 شخصا من جراء العمليات الإرهابية وبعد احتلال الموصل وقضاء سنجار فإن عشرات الآلاف منهم باتوا بين قتيل ومسبي. وتشير الإحصائيات المتداولة إلى أن أكثر من 90 في المائة من الصابئة المندائيين غادروا البلاد ويقدر عدد ضحاياهم بـ169 شخصا.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»