يقبع ملايين الاشخاص حول العالم في منازلهم في الوقت الحالي بسبب المخاوف المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي أدى إلى معاناة الكثيرين من الضغوط النفسية والعصبية وتسبب في حدوث شجارات ونزاعات بين أفراد الأسرة الواحدة.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فبعد انتهاء فترة الحجر الصحي في مدينة ووهان الصينية، ارتفعت نسب الطلاق بشكل ملحوظ، وطالب عدد كبير من الأبناء في المدينة العيش بعيداً عن آبائهم، الأمر الذي يشير إلى انهيار العلاقات الأسرية بشكل ملحوظ بسبب الجائحة.
وفي هذا السياق، قدمت الدكتورة إليانور غوردون سميث، الكاتبة وأستاذة علم الأخلاق في جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي الأميركية، عدة نصائح لتفادي الخلافات والشجارات العائلية خلال هذه الفترة الصعبة.
وقالت سميث إن من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا السياق هو عدم استخدام عبارات الازدراء مع عائلتك.
وأوضحت سميث أنه من الطبيعي أن يشعر الأشخاص بالغضب والإحباط والحزن، خلال الأزمة الحالية، إلا أنه لا ينبغي أن تتحول هذه المشاعر إلى ازدراء وعدم احترام للغير.
وتابعت سميث: «في حال تعامل أحد أفراد أسرتك معك بطريقة غير مقبولة بالنسبة لك، لا تكن سريع الغضب. التصرف الأمثل في هذه الحالة هو أن تبقى هادئاً وتظهر دهشتك الشديدة من أفعاله». وأضافت: «إظهار الدهشة يعطي رسالة لمن أمامك بأن تصرفه لم يكن طبيعياً ولا مقبولاً ويجعله يلوم نفسه بشدة، مما قد ينهي المشكلة بشكل سريع».
أما النصيحة الثانية التي قدمتها سميث فهي ضرورة فهم أن كل الشخصيات مختلفة عن بعضها بعضاً، وبالتالي فإن ردود أفعال الأشخاص تجاه أزمة ما لن تكون متشابهة.
وأوضحت قائلة: «أحياناً نشعر بالدهشة الشديدة بسبب عدم مشاركة الآخرين لنا في ردود أفعالنا تجاه الأزمات، وخلال أزمة (كورونا) على وجه الخصوص، قد يشعر بعض الأزواج أن زوجاتهم تبالغن في الخوف من المجهول وتتجهن على سبيل المثال إلى تخزين كميات كبيرة من السلع بالمنزل، وقد يشعر بعض الأبناء أن آباءهم يبالغون في تعقيم المنزل وفي الإجراءات الوقائية المتخذة به. ولكن إذا فكر هؤلاء الأزواج والأبناء بهدوء في الأمر سيشعرون بامتنان شديد تجاه هذه الأفعال التي ينتقدوها».
ونصحت سميث أخيراً بضرورة إجراء نقاشات مثمرة بشكل مستمر بين أفراد الأسرة، والتحدث بهدوء في الأمور التي تزعجهم، مشيرة إلى أن هذه النقاشات الهادئة تأتي بنتائج محمودة وتجنب الأسرة صراعات هي في غنى عنها.
كيف تتجنب الشجارات العائلية وسط ضغوط «كورونا»؟
كيف تتجنب الشجارات العائلية وسط ضغوط «كورونا»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة