مخاوف وتحذيرات عشية ‏فتح ولايات أميركية ‏اقتصاداتها

مسؤول صحي بارز ‏يتوقع موجة ثانية ‏‏«أسوأ» في الشتاء

مخاوف وتحذيرات عشية ‏فتح ولايات أميركية ‏اقتصاداتها
TT

مخاوف وتحذيرات عشية ‏فتح ولايات أميركية ‏اقتصاداتها

مخاوف وتحذيرات عشية ‏فتح ولايات أميركية ‏اقتصاداتها

في الوقت الذي تستعد ‏ولايات أميركية لإعادة ‏فتح اقتصاداتها، غداً ‏‏(الجمعة)، بدعم من ‏الرئيس دونالد ترمب، ‏حذّر مسؤول صحي ‏بارز من موجة تفشٍّ ‏جديدة لــ«كورونا» قد ‏تعصف بالبلاد بعد ‏أشهر.‏
ولم يستبعد روبرت ‏ردفيلد، مدير المراكز ‏الأميركية لمكافحة ‏الأمراض والوقاية منها، ‏أول من أمس ‏‏(الثلاثاء)، أن تشهد ‏الولايات المتحدة موجة ‏ثانية لفيروس «كورونا» ‏المستجد خلال فصل ‏الشتاء القادم، محذّراً من ‏أنها قد تكون أقوى ‏بكثير من الموجة الأولى ‏لأنها ستبدأ على ‏الأرجح بالتزامن مع ‏موسم الإنفلونزا.‏
وأضاف خلال مقابلة ‏مع صحيفة «واشنطن ‏بوست» أن «هناك ‏احتمالاً أن يكون ‏هجوم الفيروس على ‏أمتنا في الشتاء المقبل ‏أكثر صعوبة مما مررنا ‏به». وفي الوقت الذي ‏تواصل فيه موجة ‏التفشي الحالي الانحسار ‏مع تراجع معدلات ‏الدخول للمستشفيات ‏في الآونة الأخيرة، ينبغي ‏على السلطات التأهب ‏لعودة محتملة لظهور ‏الفيروس خلال شهور. ‏وقال ردفيلد: «سيكون ‏لدينا وباء الإنفلونزا، ‏ووباء كورونا في نفس ‏الوقت»، مضيفاً أن ‏هذه المواجهة المزدوجة ‏ستجعل نظام الرعاية ‏الصحية تحت ضغط ‏أكبر مقارنة بموجة ‏التفشي الأولى.‏
ومع تخفيف إجراءات ‏العزل العام، تدريجيا ‏أكد ردفيلد على أهمية ‏التزام الناس بالتباعد ‏الاجتماعي. ورداً على ‏سؤال عن موجة من ‏الاحتجاجات على ‏أوامر بالبقاء في المنازل ‏ودعوات «لتحرير» ‏الولايات من مثل هذه ‏القيود، على غرار ما ‏دعا إليه الرئيس ترمب ‏على «تويتر»، قال ‏ردفيلد إن «هذا لا ‏يفيد».‏

وجدد ترمب مساء ‏الثلاثاء دعمه ‏للمتظاهرين المطالبين ‏بإنهاء العزل المنزلي، ‏وأشاد بإعلان أكثر من ‏عشرين ولاية تمثل 40 ‏في المائة من سكان ‏الولايات المتحدة بخطط ‏لإعادة فتح الاقتصاد. ‏وتعمل الإدارة الأميركية ‏على توفير اختبارات ‏الأجسام المضادة ‏للمساعدة في خطط ‏إعادة فتح الاقتصاد ‏وعودة الأميركيين إلى ‏وظائفهم بعد الخسائر ‏المتواصلة التي يتكبدها ‏الاقتصاد الأميركي ‏وقطاعات مهمة مثل ‏الطيران والسياحة ‏والمطاعم، مع ارتفاع ‏أعداد العاطلين عن ‏العمل وتزايد وتيرة ‏المظاهرات.‏
ويتسابق الأطباء ‏والعلماء لدراسة ‏التغييرات الجينية لفيروس ‏‏«كورونا» والسمات ‏البيولوجية التي يمكن ‏استغلالها في إجراء ‏الاختبارات للكشف ‏عن المرض، ورسم ‏خريطة زمنية وجغرافية ‏لاجتياح هذا الوباء دول ‏العالم.‏
وتجري العديد من ‏المعامل والمركز البحثية ‏الجامعة وشركات ‏الأدوية دراسات حول ‏استخدام اختبارات ‏الأجسام المضادة لتقييم ‏عدد الأشخاص ‏المصابين بالفيروس، ‏وتوقع العلماء في جامعة ‏ستانفورد وجامعة ‏جنوب كاليفورنيا أن ‏تخرج تلك التقييمات ‏بأعداد مصابين أكبر مما ‏توقعت الإحصاءات ‏الحالية. وبدأت ولاية ‏كاليفورنيا في التوسع في ‏إجراء الاختبار لتشمل ‏الأشخاص الذين لا ‏يعانون من أعراض ‏للإصابة بالفيروس. فيما ‏يبدو الأمل في التوصل ‏إلى لقاح لفيروس ‏‏«كورونا» قائماً، لكن ‏بحلول عام 2021 ‏وفقاً لتقييمات العلماء. ‏
عودة العمال ‏إلى أعمالهم‏
من جانب آخر، ‏استمرت صورة الأرفف ‏الفارغة في متاجر ‏وسلاسل الغذاء في ‏أنحاء الولايات، إضافة ‏إلى الإجراءات ‏الاحترازية للتباعد ‏الاجتماعي وارتداء ‏الأقنعة والقفازات التي ‏أبقت طوابير من ‏المشترين خارج المتاجر. ‏وتزايدت المخاوف ‏والقلق من استمرار ‏صورة الأرفف الفارغة ‏بسبب إغلاق مصانع ‏تنتج مواد غذائية، ‏خاصة منها مصانع ‏إنتاج اللحوم. ويخشى ‏الخبراء من نقاط ‏الضعف في سلاسل ‏توريد الأغذية وعودة ‏انتشار الوباء بشكل ‏واسع، خصوصاً مصانع ‏التجهيز حيث يقف ‏العمال بشكل متقارب ‏مع بعضهم لإعداد ‏الطعام وتغليفه، ليتم ‏تسليمه إلى متاجر ‏البقالة وعملاء البيع ‏بالجملة، ويؤدي هذا ‏القرب المكاني إلى ‏احتمالات عالية لتفشي ‏الفيروس.‏
وقد سجّلت الولايات ‏المتّحدة مساء الثلاثاء ‏وفاة أكثر من 2700 ‏شخص من جرّاء ‏فيروس «كورونا» ‏المستجدّ خلال 24 ‏ساعة، في حصيلة يومية ‏تعتبر من بين الأفدح ‏على الإطلاق في هذا ‏البلد، بحسب بيانات ‏لجامعة جونز هوبكنز. ‏وأظهرت البيانات أنّ ‏وباء «كوفيد - 19» ‏حصد خلال 24 ‏ساعة أرواح 2751 ‏شخصاً في الولايات ‏المتّحدة، لترتفع بذلك ‏الحصيلة الإجمالية ‏للوفيات الناجمة عن ‏الوباء في هذا البلد إلى ‏‏44845 وفاة.‏
بدوره، تخطّى عدد ‏الإصابات المثبتة مخبرياً ‏بالفيروس في الولايات ‏المتّحدة 800 ألف ‏إصابة، بعدما سجّلت ‏في الساعات الأربع ‏والعشرين الماضية نحو ‏‏40 ألف إصابة ‏جديدة. بالمقابل، تماثل ‏للشفاء نحو 75 ألف ‏مصاب في هذا البلد.‏
وتعتبر حصيلة الوفيات ‏المسجّلة الثلاثاء ضخمة ‏بالمقارنة مع تلك ‏المسجّلة قبل يوم واحد، ‏إذ بلغت الحصيلة ‏اليومية للوفيات مساء ‏الاثنين 1433 وفاة. ‏والولايات المتّحدة التي ‏سجّلت فيها أول وفاة ‏بالفيروس في فبراير ‏‏(شباط) هي الدولة ‏الأكثر تضرّراً من جرّاء ‏الوباء، سواء من حيث ‏عدد الوفيات أو ‏الإصابات.‏
رغم ذلك، قال الرئيس ‏الأميركي دونالد خلال ‏مؤتمره الصحافي اليومي ‏في البيت الأبيض إنه ‏يرى «النور في نهاية ‏النفق». بدورها قالت ‏ديبورا بيركس، العضو ‏في خلية الأزمة التي ‏أنشأها ترمب لمكافحة ‏الوباء، إنّ الوضع ‏يتحسّن، خصوصاً في ‏مدينة نيويورك، أكبر ‏بؤرة للوباء في البلاد ‏وحيث بلغ عدد ‏الوفيات أكثر من 14 ‏ألف مصاب، وكذلك ‏في شيكاغو وبوسطن ‏ونيو أورلينز وديترويت. ‏وأضافت أنّ غيوم أزمة ‏‏«كوفيد - 19» بدأت ‏تنقشع أيضاً في ولايتي ‏رود آيلاند وكونيتيكت ‏القريبتين من نيويورك، ‏لكنّ الوضع لا يزال ‏على حاله في العاصمة ‏واشنطن.‏


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.