لبنان: تدابير مشددة بمخيم فلسطيني بعد تسجيل أول إصابة بـ {كورونا}

وزير الصحة يخشى موجة ثانية من الوباء

جانب من عملية تعقيم مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في لبنان أمس بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس فيه (أ.ف.ب)
جانب من عملية تعقيم مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في لبنان أمس بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس فيه (أ.ف.ب)
TT

لبنان: تدابير مشددة بمخيم فلسطيني بعد تسجيل أول إصابة بـ {كورونا}

جانب من عملية تعقيم مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في لبنان أمس بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس فيه (أ.ف.ب)
جانب من عملية تعقيم مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في لبنان أمس بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس فيه (أ.ف.ب)

أعرب وزير الصحة اللبنانية حمد حسن أمس عن قلقه من موجة ثانية من انتشار فيروس «كورونا»، مؤكداً العمل لتفادي حصول موجة ثانية من الحالات «وفق الخطة والأهداف الموضوعة من قبل الوزارة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية»، وذلك مع تسجيل 5 إصابات جديدة رفعت عدد حالات «كورونا» المستجد في لبنان إلى 682، وارتفاع عدد الوفيات إلى 22 و130 حالة شفاء، وسط تثبيت أول حالة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، سجلت في مخيم الجليل في بعلبك.
واطلع الرئيس اللبناني ميشال عون خلال لقائه في بعبدا وزير الصحة العامة حمد حسن وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي، على نتائج الإجراءات التي يتخذها لبنان لمواجهة وباء «كورونا»، والمرحلة المقبلة التي ستشمل اخذ عينات اضافية من مختلف المناطق والتي من شأنها المساهمة في تقديم صورة أكثر وضوحا عن واقع الوباء في لبنان.
وبعد انتهاء الاجتماع أشار حسن إلى «أننا وضعنا عون في أجواء الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة وخصوصا لجهة توسعة مروحة الفحوص التي نجريها على الأراضي اللبنانية كافة لنتمكن في المرحلة المقبلة من إجراء تقييم دقيق وبخاصة لناحية التعبئة العامة والخطوات اللاحقة الواجب اتخاذها». وقال: «أمامنا 15 يوما في الوزارة، أي حتى 10 مايو (أيار) المقبل، من أجل رفع عدد الفحوص المخبرية للوصول إلى المعدل الدولي العام والبالغ 15 ألف فحص لكل مليون نسمة، ونحن سنصل إلى هذا الرقم وعندها تتضح الصورة لاتخاذ الإجراءات بناء على المعطيات الميدانية».
وأشار حسن إلى «أننا مستمرون بالتعبئة العامة، وقد تبلغنا من عون أن المجلس الأعلى للدفاع سينعقد يوم غد الجمعة المقبل قبل جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا، وأن التعبئة قرار يعود للحكومة ككل وليس للوزارة، وإنما على قدر ارتياحنا للنتائج، فإننا دقيقون ونتحسب لعدم تعرضنا لموجة ثانية من الوباء، وإلا نكون قد خاطرنا بكل ما تحقق ونراهن على أمر من الصعب ضبطه».
وعن الإصابة التي سجلت في مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في بعلبك في شرق لبنان، والخوف من حصول انتشار أكبر للإصابات بفعل الاكتظاظ داخل المخيم، قال إن «مسؤوليتنا المشتركة كوزارة صحة ومنظمات عالمية وبخاصة وكالة (الأونروا) في ما خص اللاجئين الفلسطينيين، وبالتنسيق مع منظمة الصحة، هي القيام بالإجراءات نفسها التي تم التعاطي بها مع أي إصابة لبنانية في أي منطقة، بالمسؤولية والحرفية والمهنية نفسها».
وغداة توثيق أول إصابة في مخيم الجليل، توجه فريقان من وزارة الصحة إلى بعلبك لإجراء فحوصات PCR الأول إلى مستشفى بعلبك الحكومي لإجراء فحوصات عشوائية، والثاني من وحدة الترصد الوبائي في وزارة الصحة أجرى بالتعاون مع قسم الصحة في «الأونروا» فحوصات في غرفة تقنية تم تجهيزها في عيادة المركز الصحي في المخيم لمقربين من السيدة الفلسطينية المصابة بفيروس «كورونا» وللمخالطين لها، إضافة إلى عينات عشوائية من سكان المخيم لإجراء فحص PCR في مستشفى رفيق الحريري الجامعي.
كما جرى إغلاق مداخل المخيم لجهة مدخل بعلبك الجنوبي، وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها عناصر أمن الدولة والشرطة البلدية، في حين شددت اللجنة الشعبية على الالتزام بالحجر المنزلي، وإغلاق المخيم أمام الداخلين إليه والخارجين منه، وإقفال المحلات التجارية في داخله وضمن محيطه، وتعقيم الأحياء والمنازل، ورش السيارات والآليات بالمعقمات.
وفي قسم الطوارئ داخل مستشفى بعلبك الحكومي، أجرى فريق من اللجنة المركزية لمكافحة «كورونا» في الوزارة، 152 عينة من الفحوصات العشوائية للأهالي من المجتمع البعلبكي والجوار، ومن الذين هم على احتكاك مباشر مع الناس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.