مقتل فلسطيني نفّذ عملية دهس قرب القدس

توتر متزايد بعد اعتقال إسرائيل خلية خططت لهجمات... ووفاة أسير في السجن عشية رمضان

والدة شاب فلسطيني بعد مقتله عند حاجز أمن إسرائيلي في الضفة أمس (أ.ف.ب)
والدة شاب فلسطيني بعد مقتله عند حاجز أمن إسرائيلي في الضفة أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل فلسطيني نفّذ عملية دهس قرب القدس

والدة شاب فلسطيني بعد مقتله عند حاجز أمن إسرائيلي في الضفة أمس (أ.ف.ب)
والدة شاب فلسطيني بعد مقتله عند حاجز أمن إسرائيلي في الضفة أمس (أ.ف.ب)

قتلت إسرائيل فلسطينياً نفذ عملية دهس على حاجز عسكري إسرائيلي يفصل بين القدس وبيت لحم، فيما قضى أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية، مما رفع من حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية.
وهاجم سائق بسيارته جندياً ثم طارده قبل أن يقتله جنود آخرون. وأظهر فيديو سيارة تسرع نحو أحد الجنود الذي أسقط أرضاً ثم نزل السائق وهاجمه، قبل أن يفر، ويلحق به ويقتله الجنود بالرصاص. وعارك الجندي في البداية المهاجم ودفعه بعيداً، ثم هرب، بينما بدأ الجنود الآخرون بإطلاق النار على منفذ العملية.
واتضح لاحقاً أن منفذ الهجوم، هو إبراهيم محمد حجازي هلسة (24 عاماً). وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية: «إن قوات الأمن قتلت بالرصاص فلسطينياً بعد أن طعن شرطياً عند نقطة تفتيش قرب القدس يوم الأربعاء». وأضاف المتحدث ميكي روزنفيلد: «اقترب الإرهابي بسيارته من الشرطي الحدودي... ثم طعنه بمقص». وتابع: «تعامل أفراد الشرطة في المنطقة مع الهجوم وقُتل الإرهابي بالرصاص». وأردف روزنفيلد، إن الشرطي أصيب بجروح متوسطة جراء الهجوم قرب مستوطنة معالية أدوميم اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وأشار إلى العثور على عبوة ناسفة في المكان. وفي أعقاب ذلك، أغلقت قوات الاحتلال المنطقة والحاجز العسكري. كما اندلعت مواجهات، عقب اقتحامها بلدة السياحرة التي يتحدر منها هلسة. واعتقلت إسرائيل والد هلسة فوراً من أجل التحقيق معه.
وجاء الحادث، فيما أعلن نادي الأسير الفلسطيني، عن «استشهاد الأسير نور جابر البرغوثي (23 عاماً)، في سجون الاحتلال الإسرائيلي». وكان الأسير البرغوثي، تعرض، للإغماء الشديد أثناء وجوده في الحمام في قسم (25) في سجن النقب الصحراوي. وأوضح نادي الأسير، أن إدارة المعتقل تأخرت في نقله وإنعاشه، لأكثر من نصف ساعة بعد حادثة فقدانه للوعي.
وحمل نادي الأسير، إدارة سجون الاحتلال، «المسؤولية كاملة عن استشهاد الأسير البرغوثي، جرّاء تقاعسها ومماطلتها المتعمدة في إنقاذ حياته، واستمرارها في تنفيذ سياسة القتل البطيء بجملة من الأدوات الممنهجة». وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن إدارة سجون الاحتلال تستغل كل الظروف الممكنة «لتكون جزءاً من التنكيل بالأسرى وشكلاً من أشكال تعنيفهم وتعذيبهم وقتلهم، كالقتل الطبي، والتعذيب الجسدي والنفسي، واقتحام غرفهم والاعتداء بالضرب المبرح عليهم وإطلاق الكلاب البوليسية تجاههم، وغيرها من أساليب إجرامية.
ورد المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان، قال فيه، إنه تم استدعاء أفراد مصلحة السجون، في الليل، إلى زنزانة أحد السجناء المحسوبين على حركة فتح وقد فقد وعيه. وأضاف: «قامت الطواقم الطبية في السجن بأعمال إنعاش قلبي رئوي ومن ثم نقله إلى المستشفى لمواصلة العلاج الطبي، وذلك بعد تمكنها من إعادة النبض وضغط دم جيد». وتابع قائلاً: «بعد أن تم نقل السجين الأمني إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي، قال المستشفى إنه توفي أثناء الليل. الجهات المعنية ستفحص ظروف هذا الحادث».
وأوضح المتحدث أن المعتقل محكوم لمدة ثمانية أعوام منذ عام 2017 بتهمة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإطلاق نار وحيازة سلاح. والأسير البرغوثي من بلدة عابود شمال غربي رام الله، معتقل منذ نحو 4 سنوات في سجن النقب الصحراوي، ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة 8 سنوات. وحملت حركة «فتح» سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية كاملة عن «استشهاد البرغوثي». وقال عضو المجلس الثوري، المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي، في بيان، إن هذا الحدث الكبير «يدق ناقوس الخطر لما يتعرض له أسرانا البواسل خلف قضبان الاحتلال من إهمال طبي متعمد، ومعاملة سيئة تفتقر للحد الأدنى من الإنسانية وحقوق الأسرى وكيفية معاملتهم في الأسر.
وقالت مؤسسات الأسرى، إنه «باستشهاد البرغوثي، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 223 شهيداً منذ عام 1967. ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز 5 جثامين من الأسرى الشهداء، وهم: أنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980. وعزيز عويسات الذي استشهد عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم استشهدوا خلال العام المنصرم».
وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن إسرائيل تعتقل في سجونها نحو 5 آلاف فلسطيني منهم 180 طفلاً و40 امرأة. ولم يسلم آخرون، أمس، من الاعتقالات، ضمن حملات نفذتها إسرائيل في مناطق في الضفة الغربية. ومع تنفيذ عملية الدهس ووفاة أحد المعتقلين عشية شهر رمضان، تخشى إسرائيل من استئناف محتمل للهجمات. وأعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، أنه اعتقل مؤخراً ثلاثة شبانٍ فلسطينيين، بزعم نيتهم التخطيط لتنفيذ عملية ضد جنود إسرائيليين في ملعب «تيدي» في القدس، وكذلك هجوم آخر في منطقة رام الله ضد دورية عسكرية.
وجاء في بيان، أن المعتقلين نفذوا هجمات بالقنابل في السنوات الأخيرة خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».