قال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أمس، إن حرب الاستنزاف في ليبيا «تؤثر على أمن جيرانها، وبالتالي فهي تهدد المصالح الأوروبية»، مشيراً إلى أن وقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا، وخلق مساحة عمل للدبلوماسية هو الهدف الرئيسي لعملية «إيريني» العسكرية الأوروبية قبالة السواحل الليبية؛ لكنها «لا تمتلك حتى الآن الوسائل الكافية للبدء في عملها، رغم إطلاقها رسمياً مطلع الشهر الجاري»، حسب تعبيره.
وشدد بوريل في مقالة نشرت أمس على موقع «بروكسل 2» الإخباري، على أن وقف إطلاق النار الفعال «أمر ضروري لبدء محادثات سياسية، ومصالحة وطنية بين الجماعات الليبية، ويجب أن يساهم وقف تدفق الأسلحة والمساعدات العسكرية إلى ليبيا في تغيير الحساب الاستراتيجي للطرفين، وأن يقلل من صلاحية أي حل عسكري»، مشيراً في هذا السياق إلى أن الصراع الليبي المستمر منذ سنوات «يؤثر بشكل مباشر على مصالح الاتحاد الأوروبي». وأضاف بوريل موضحاً أن عدم الاستقرار في ليبيا «يؤثر على أمن جيرانها في المغرب العربي، ومنطقة الساحل، وبالتالي فإنه يهدد المصالح الأوروبية بشكل عام».
وتأسف بوريل في معرض حديثه عن الوضع الحالي الذي تعيشه العاصمة طرابلس، بعد محاولة الجيش الوطني الليبي، بقيادة الجنرال خليفة حفتر، السيطرة عليها، ودخوله في مواجهات دامية وحرب استنزاف مع قوات حكومة «الوفاق» الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.
وقال بهذا الخصوص إن القتال في طرابلس «مستمر بلا هوادة، على الرغم من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، ورغم إعلان خطة وقف إطلاق النار من جانب جميع الفصائل الليبية والجهات الدولية الفاعلة في مؤتمر برلين الذي عقد في يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي وافق عليها مجلس الأمن. إلا أن تدفق الأسلحة والجنود مستمر، في انتهاك واضح للحظر.
كما تتم تغذية القتال في ليبيا بأسلحة وتعزيزات عسكرية أخرى من الخارج، وما يترتب على ذلك من معاناة للسكان. وفي مواجهة هذا الوضع، أدرك الاتحاد الأوروبي أنه يجب أن يتحمل مسؤولية أكبر في حل الأزمة». وتزامن نشر مقال بوريل مع اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، أمس، عبر دوائر الفيديو.
وقبل بدء الاجتماعات، ورداً على سؤال حول استمرار المشاورات بشأن النقاط العالقة حول مساهمات الدول الأعضاء، من جنود وسفن وغيرها وآليات عمل المهمة الجديدة «إيريني» التي جرى الإعلان عن انطلاقها نهاية مارس (آذار) الماضي قبالة سواحل ليبيا، بعد انتهاء مهمة «صوفيا» البحرية لتعقب شبكات تهريب المهاجرين، قال بيتر ستانو، المتحدث باسم بوريل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا توجد حتى الآن أي تطورات جديدة، ولا تزال المشاورات مستمرة في إطار اجتماعات ما تعرف بـ(مجموعة تكوين القوات)»، مشيراً إلى أن النقاش بشأن ليبيا «يدخل في إطار نقاشات وزراء الخارجية حول قضايا الساحة العالمية، وليس من منطلق أن ملف ليبيا يعد ملفاً رئيسياً في جدول الأعمال».
بوريل: حرب الاستنزاف الليبية تهدِّد مصالح أوروبا
بوريل: حرب الاستنزاف الليبية تهدِّد مصالح أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة