تسود الأروقة السياسية في أنقرة تكهنات بشأن احتمال تعيين الرئيس رجب طيب إردوغان صهره الثاني سلجوق بيرقدار وزيرا في حكومته في تعديل وزاري محتمل عقب عودة الأوضاع إلى طبيعتها في البلاد بعد انحسار فيروس «كورونا» المستجد.
وغذت هذه التكهنات حالة التوتر والجدل التي صاحبت الاستقالة «الخاطفة» لوزير الداخلية سليمان صويلو بسبب أزمة حظر التجول الأسبوع قبل الماضي وما صاحبها من ارتباك، حيث تحدثت الأروقة السياسية عن صراع أجنحة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة إردوغان ظهر بشكل واضح بين جناح وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق صهر إردوغان الذي تدعمه مجموعة تسمى «البجع» وصويلو المدعوم من التيار القومي الذي يستند عليه إردوغان في السنوات الأخيرة، وجناح ثالث يبدو أقل تأثيرا يتبع وزير العدل عبد الحميد غل.
وكشفت صحيفة «يني تشاغ»، استنادا إلى معلومات قالت إنها حصلت عليها من مصادر مطلعة على ما يجري بكواليس حزب إردوغان أن مجموعة «البجع» التي يقودها سرهات ألبيراق شقيق صهر وزير الخزانة والمالية، برات ألبيراق زوج إسراء إردوغان، تضغط لتولي سلجوق بيرقدار، زوج ابنة إردوغان الثانية (سمية)، حقيبة الصناعة والتكنولوجيا، بدلا عن الوزير الحالي مصطفى فارانك الذي لا يحظى بتأييد المجموعة، لكنه قريب من إردوغان كونه كان مستشارا له ولأنه فقد شقيقه الأستاذ الجامعي أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016.
ولفتت المصادر إلى أن التحركات داخل كواليس الحزب بدأت مع رفض إردوغان استقالة وزير الداخلية، سليمان صويلو، بعد أقل من ساعتين من تقديمها الأحد قبل الماضي، على وقع غضب في الأوساط السياسية والشعبية بسبب قرار حظر التجول المفاجئ الذي تسبب في حالة من الفوضى في الشوارع.
وأشارت المصادر إلى أن صويلو، الذي تلقى أمرا من إردوغان بالاستمرار على رأس عمله، قد ينقل إلى وزارة أخرى في تعديل وزاري محتمل، وأنه من المنتظر أن يطرأ تغيير على عدد من الوزارات الأخرى.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن وزير العدل عبدالحميد غل، ووزير الصناعة والتكنولوجيا، مصطفى فارانك، من الوزراء المغضوب عليهم أيضا إلى جانب صويلو، من مجموعة «البجع» التي تتمتع بقوة كبيرة داخل النظام الحاكم، لا سيما القوة الإعلامية بسبب امتلاك عائلة ألبيراق عددا من وسائل الإعلام فضلا عن جيش المجموعة الإلكتروني.
وأضافت المصادر أنه من بين الوجوه الجديدة التي ستدخل الحكومة، رجل الأعمال سلجوق بيرقدار الذي يمتلك مصنع بيرقدار الذي ينتج الطائرات المسيرة «بيرقدار» والذي بات اسمه موضوع تكثيف في وسائل الإعلام الموالية للحكومة في الفترة الأخيرة، من خلال تسليط الضوء على دوره في تصنيع الطائرات المسيرة في شركته، فضلا عن محاولتها إبراز اسمه في خضم أزمة تفشي فيروس «كورونا»؛ لقيام شركته بتصنيع أجهزة طبية؛ لمواجهة الأزمة.
ورجحت المصادر أن هذه الحملة هدفها تقديم بيرقدار والتمهيد لدخوله بشكل سلس إلى الحكومة، لا سيما وأنه لم يعد هناك عائق على اختيار وزراء من خارج نواب الحزب الحاكم بالبرلمان، بعد كسر هذه القاعدة عقب محاولة الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو 2016.
وأشارت المصادر إلى أن إردوغان وفريقه يدرسون حاليا السبل التي ستمكنهم من تجنب الجدل والهجوم بسبب إضافة صهره الثاني إلى الحكومة، لا سيما وأن ألبيراق لا يزال هدفا كبيرا للمعارضة.
ويثير اسم بيرقدار قدرا كبيرا من الجدل أيضا، حيث كانت نشرت صحيفة «بيرجون» التركية في وقت سابق، تقريرا تحت عنوان، «الحرب تصنع من الفقراء شهداء وتصنع من آخرين أثرياء»، تطرقت فيه إلى ضخ وزارة الدفاع التركية 36 مليون دولار في شركة صهر الرئيس.
ونقلت الصحيفة في تقريرها عن وزير الدفاع التركي السابق، فكري إيشيك، إقراره ضمنيا بتحويل 36 مليونا و77 ألف دولار إلى شركة «بيرقدار» التقنية لشراء 6 طائرات مسيرة، ما أدى إلى هجوم واسع من وسائل إعلام موالية للحكومة طالبت الحكومة بإغلاق الصحيفة.
وتواترت تقارير في وسائل الإعلام التركية عقب استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو تؤكد أن تراجع إردوغان عن قبول استقالته جاء بتدخل من حليفه السياسي دولت بهشلي رئيس حزب الحركة القومية، الذي أكد له أن صويلو يؤدي مهامه بنجاح وأن الوقت الراهن لا يتحمل إجراء تعديل في الحكومة، وأن حزب الوحدة الكبرى اليميني أيضا تدخل لدى إردوغان لرفض الاستقالة، التي كان وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق يدفع باتجاه قبولها.
وقال أوزجور أوزال، نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن إردوغان بات يحكم من القصر الرئاسي، بينما تتحكم زوجته (أمينة) في السياسات البيئية، وعلى رأس الصناعات الدفاعية صهره سلجوق بيرقدار، وعلى رأس الشأن الاقتصادي صهره الآخر وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، بينما سياسات المرأة والأسرة لابنته سمية زوجة سلجوق بيرقدار، رئيسة جمعية «النساء والديمقراطية»، وشؤون التعليم في الدولة ويتولى أمورها نجله الأكبر بلال الذي يترأس وقف الشباب التركي.
وأضاف «لم نر نظام حكم كهذا من قبل.. هناك 6 أشخاص يلتفون حول إردوغان في الحكم، كلهم من عائلته، ومن ثم إما أن ترفع هذه الأسرة يدها عن حكم تركيا وإما تتحمل ما يوجه لها من نقد».
إردوغان بصدد تعيين صهره الثاني وزيراً
6 أشخاص «يلتفون حوله في الحكم» كلهم من عائلته
إردوغان بصدد تعيين صهره الثاني وزيراً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة