يحتفل العالم بيوم الكتاب العالمي، في يوم 23 أبريل (نيسان) من كل عام، لكن الاحتفالات تأتي هذا العام في ظل حالة فريدة من العزل الاجتماعي وبسبب هذه الظروف التي تؤثر على عملية تسويق الكتاب، ووصوله للقراء أعلن عدد من دور النشر المصرية عن استعداداتها لتقديم خصومات خاصة وتخفيضات كبيرة على أسعار مطبوعاتها من الكتب الفكرية والأدبية والعلمية.
يقول الكاتب هشام أبو المكارم مدير دار «أوراق» للنشر لـ«الشرق الأوسط»: إن اليوم العالمي للكتاب يصادف ظروفا عصيبة يمر بها العالم بسبب فيروس كورونا، الذي يكبل حركة تسويق كل شيء بما فيها الكتاب، وهو يحتاج لآلية خاصة جدا لتنشيط تسويقه، ويبدو أن اللجوء إلى بيعه بالصيغة الإلكترونية هو الحل، في مثل هذه الظروف، لأن الناس ربما تخشى أن يكون الكتاب بصيغته الورقية ناقلا للإصابة...
من جهته قال محمد هاشم مدير دار ميريت للنشر إنه بمناسبة احتفالات العالم بيوم الكتاب، سوف يقدم خصما يصل إلى 40 في المائة على سعر أي كتاب من إصداراتها، وهو أعلى خصم يمكن أن تقدمه الدار، لكنه عاد ليقول بأن الحركة مقيدة جيدا، ولا أحد يشتري الكتاب في مثل هذه الظروف، خشية الناس من انتقال العدوى.
ودعا هاشم إلى وجود طريقة مضمونة لتوصيل الكتب للمنازل، مشيرا إلى أن هذا غير متوفر حاليا، لكن اللحظة التي يمر بها سوق الكتاب تستلزم البدء فورا في تدشين نظام ينشط عمليات تسويق الكتب ويدعم في الوقت نفسه ترويج ونشر الثقافة بين قطاعات القراء من المصريين.
ورغم أن اتحاد الناشرين المصريين يضم في عضويته أكثر من 700 دار نشر تعمل في مجالات النشر المختلفة سواء العلمية، أو الأدبية، وهناك دور متخصصة في كتب الأطفال، حسب ما ذكر الناشر سعيد عبده، رئيس الاتحاد، إلا أنه حتى الآن لم يدشن وسيلة ذات جدوى تنقذ الناشرين من الكساد الذي تعانيه سوقهم معظم أيام السنة، والتي زادت أكثر بسبب جائحة كورونا. مشيرا إلى أن الاتحاد ينسق مع الناشرين لإيجاد طرق بديلة لمواجهة هذه المشكلة الكارثية.
الكاتب محمد البعلي مدير دار «صفصافة» قال إنه بمناسبة يوم الكتاب العالمي سوف تقوم الدار بمبادرة منها، بإهداء مجموعات من إصداراتها إلى عدد من العاملين في القطاع الطبي تقديرا لدورهم في هذه المرحلة بشكل خاص ودورهم في المجتمع بشكل عام.
وأشار البعلي إلى أن صفصافة بدأت التواصل بالفعل مع عدد من العاملين بالقطاع الطبي لمعرفة تفضيلاتهم، وكانت المفاجأة أن أغلب تفضيلاتهم جاءت من الكتب الفكرية وليس الروايات كما توقعنا في البداية. وذكر أن مبادرات تشجيع القراءة واقتناء الكتاب في الفترة الحالية تعتبر خطوات إيجابية وتستحق التشجيع، وسوف تقوم في دار صفصافة بتقديم خصومات على مطبوعات الدار بالتعاون مع مكتبة «بيت الكتب» بهدف المساهمة في إنجاح هذا التوجه الخاص بمناسبة احتفالات العالم بالكتاب، للترويج للقراءة كوسيلة تخفف من تبعات العزل الاجتماعي وساعات حظر التجول الطويلة.
وثمن البعلي المبادرات التي تهتم بإتاحة الكتب والمحتوى الثقافي والفني مجانا عبر الإنترنت، مثل تلك التي أعلنتها وزارة الثقافة المصرية مؤخرا، ولفت إلى أنها سيكون لها دور إيجابي في تواصل الاهتمام بالمحتوى الثقافي (تفاعلا واقتناء) حتى بعد انتهاء فترات العزل، داعيا إلى ضرورة اهتمام الحكومات بدعم منتجي المحتوى الثقافي في هذه الفترة الصعبة التي تضغط على شبكات توزيع المنتجات الثقافية، حتى يستطيعوا الاستمرار والنجاة من التباطؤ الاقتصادي المتوقع.
من جهتها أعلنت دار آفاق للنشر والتوزيع عن استعدادها لتوصيل إصداراتها إلى أي مكان داخل مصر وخارجها، وحددت عددا من الدور والمكتبات التي تقوم بتوزيع أعمالها، فضلا عن مواقع عديدة على شبكة الإنترنت.
كما أعلن اتحاد الناشرين المصريين عن إطلاق مبادرة «خليك في البيت مع خير جليس» لتتواكب مع يوم الكتاب، وقال إن ذلك يأتي من مسؤوليته المجتمعية، ومن أجل تفادي الآثار الاقتصادية السلبية التي صاحبت انتشار فيروس كورونا المستجد على صناعة النشر، بهدف دعم الثقافة والقراءة وتشجيع الأسر المصرية على القراءة أثناء فترة الوجود بالمنزل.
الشاعر جرجس شكري مدير النشر بهيئة قصور الثقافة المصرية، قال إن أجواء العزل أعاقت كثيرا برامج كان مقررا تنفيذها، لكننا سوف نتيح عددا من المؤلفات للقراء مجانا إلى جانب أخرى موجودة بالفعل على موقع الهيئة الإلكتروني، وهي كتب هامة تمثل في جزء منها عيون الأدب والتراث العربي والعالمي.
وذكرت سنية البهات مدير دار «بدائل للنشر» أن الكتاب له دور مهم في تنشيط الوعي والحفاظ على هوية المجتمع وثقافته، وليس فقط مجرد تسلية، كما أنه يساعد صانع القرار في اتخاذ ما يرى من برامج التنمية، لذا هو يحتاج لحزمة من الدعم ليس كأي سلعة لكن لخصوصيته ودوره المهم والحيوي والخطير في حياة الدول.
وأشارت سنية البهات أن قطاع النشر يتعرض لأزمة كبيرة، خاصة الكتاب الورقي، فقد أصبح تسلمه يشكل خطراً على كل من يتناوله من وسطاء وحتى وصوله للمشتري، من هنا سوف تعيد أزمة كورونا هيكلة إنتاج الكتاب في صورته المادية، لتكون صيغته الإلكترونية في صدارة الإنتاج، ولفتت إلى أن إنتاج الكتاب الورقي سوف يضعف، أو يتضاءل وجوده شيئا فشيئا.
وبسبب هذه الأوضاع الطارئة، انطلقت دعوات لوجود شركات محلية كبيرة تكون مسؤولة عن توزيع الكتاب، تأخذ جزءاً من الحصة الكبيرة التي تسيطر عليها شركات مثل أمازون وجوجل، وهذه الدعوات سوف تعمل على إعادة هيكلة المؤسسات المحلية الصغيرة العاملة في مجال بيع الكتب لتنضم في شركة كبيرة واحدة تكون قدرتها على القيام بدور في دعم بيع الكتاب كبيرة. أما فيما يخص تسويق الكتاب الذي تقدمه الدار في صيغته الإلكترونية، قالت سنية البهات إنها تركز في تعاقداتها مع منصات بيعه مثل جوجل وخلافه، أما الورقي فيباع في موقع جوميا والنيل والفرات، وبوك باز، وثمنت البهات ما يقوم به مسؤولو الاتحاد واتجاههم لدعم الناشرين المصريين وقيامهم بعمل اتفاقات مع منصات التوزيع الإلكتروني في العالم، حتى يتخطى توزيع الكتاب المصري مثل هذه الأزمة.
ناشرون مصريون يبحثون عن آليات تسويق وسط الكساد
اليوم العالمي للكتاب في أجواء العزل الاجتماعي
ناشرون مصريون يبحثون عن آليات تسويق وسط الكساد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة