لا تحتاج السجون في سوريا سيئة الصيت لجائحة «كورونا» لتشكل مصدر خطر يهدد بكارثة إنسانية، لأنها مثّلت وعلى مدى عقود بؤراً لمختلف أنواع الأمراض والأوبئة الجلدية والتنفسية الخطيرة والمعدية من تلك التي تجد في الأقبية المعتمة القذرة المكتظة بالأجساد المعذبة مرتعاً خصباً للانتشار والاستقرار، مخلّفةً أمراضاً مزمنة وأخرى مستعصية، ليس أقلها حالة معتقل عُثر عليه الأسبوع الماضي متشرداً في شوارع دمشق فاقداً للذاكرة، بحالة صحية مزرية، ولولا ختم الإفراج الأزرق الممهور على باطن كفه، لم يعرف أحد أنه من المشمولين بالعفو العام الصادر في 22 مارس (آذار) الماضي.
مرسوم العفو من الرئيس بشار الأسد جاء بعد أسبوع من إعلان وزارة الداخلية إيقاف الزيارات في جميع السجون لمدة شهر، ووقف مؤقت لكل الأنشطة داخلها، والشروع بتعقيم مرافق السجون وموجوداتها. بالتوازي مع حملات توعية صحية للسجانين والسجناء معاً، وفحص السجناء الجدد قبل إيداعهم وكذلك فحص المقرر ترحيلهم إلى جهات أخرى.
«اللجنة السورية للمعتقلين والمعتقلات» حصلت على تسريبات من داخل السجون المركزية المدنية مثل سجن «عدرا» في دمشق وسجون اللاذقية والسويداء وطرطوس وحمص، تؤكد اتخاذ السلطات داخلها إجراءات للحد من تفشي الوباء. ولفتت اللجنة إلى عدم وجود أي معلومات حول الوضع في السجون العسكرية والفروع الأمنية والأقبية السرية، التي يتم فيها تكديس المعتقلين دون محاكمة لأمد غير معلوم.
وفي ظل غياب إحصائيات عن أعداد السجناء عموماً في سوريا، ووجود معتقلات سرية، من الصعب معرفة مدى فعالية العفو العام الصادر مؤخراً في تخفيف اكتظاظ السجون، سيما وأن المنظمات المعنية بمتابعة ملف المعتقلين توثق فقط حالات معتقلي الرأي. لكن جمعيات حقوقية أشارت إلى حصول اعتقالات بدل إطلاق سجناء.
كما لم تكشف حكومة عن معلومات تؤكد أو تنفي وصول وباء «كورونا» إلى السجون، بعد توارد أنباء عن ظهور أعراض الإصابة على معتقلتين في سجن «عدرا» المركزي للنساء.
9:17 دقيقه
بؤر وبائية هرمة في «أقبية» سوريا
https://aawsat.com/home/article/2245951/%D8%A8%D8%A4%D8%B1-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D8%B1%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D8%A3%D9%82%D8%A8%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
بؤر وبائية هرمة في «أقبية» سوريا
بؤر وبائية هرمة في «أقبية» سوريا
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة