فرقة اليهود القرائين وتأثير الثقافة الإسلامية

غلاف «تاريخ اليهود القرائين»
غلاف «تاريخ اليهود القرائين»
TT

فرقة اليهود القرائين وتأثير الثقافة الإسلامية

غلاف «تاريخ اليهود القرائين»
غلاف «تاريخ اليهود القرائين»

كان الباحث د. جعفر هادي حسن، المختص بالدراسات الإسرائيلية، قد أصدر عام 1989 كتابا جعل عنوانه «فرقة القرائين اليهود». وبحكم اختصاصه ودأبه في مواصلة البحث في مجاله، توصل إلى الكثير من المعلومات عن هذه الفرقة التي نشأت في العراق، وفي بغداد بالذات، قبل ما يربو على ألف عام، وانتشرت في كل البلدان التي تضم مجموعات يهودية، وقاومت الضغوط التي تعرضت لها من قبل المؤسسة الدينية الرسمية، وبقيت موجودة حتى اليوم. هذه المعلومات، حملت المؤلف على إعداد طبعة جديدة موسعة عن هذه الفرقة تعادل ضعفي الطبعة الأولى. وجعلت من الكتاب سفرا ضخما ملأ 420 صفحة من الحجم المتوسط؛ ولذا لم يعد عنوان الكتاب السابق ينسجم مع محتوى الطبعة الجديدة التي حملت عنوان «تاريخ اليهود القرائين منذ ظهورهم حتى العصر الحاضر»، وصدرت العام الحالي عن دار العارف للمطبوعات، ليكون الكتاب مصدرا ومرجعا للمختصين والباحثين.
تضمن الكتاب مقدمة الطبعة الأولى، ومقدمة للطبعة الثانية المزيدة والمنقحة، وتوطئة استغرقت نحو 9 صفحات تمهيدا للدخول في صلب موضوع الكتاب، الذي قسمه المؤلف إلى 3 أبواب، خصص الباب الأول لـ«نشأة القرائين وتطور حركتهم»، ووزع الباب على 5 فصول، الأول: عن رائد الفرقة عنان بن داود ومن جاء بعده. والثاني عن رأي التلموديين في التلمود ورد القرائين عليهم؛ ذلك أن لب الخلاف بين القرائين والتلموديين هو أن القرائين لا يعترفون بقدسية التلمود ويكتفون بالتوراة، وما سببه ذلك من نقد لعنان ورد القرائين عليه الذي كان محتوى الفصل الثالث. وجعل الكاتب الفصل الرابع لتأثير الثقافة الإسلامية على اليهود القرائين، وتحدث فيه عن تشكيل نص التوراة وقراءتها وتفسيرها والصلاة والتصوف الإسلامي وعلم الكلام والمصطلحات والكلمات الإسلامية. وأكمل الحديث عن تأثير الثقافة الإسلامية على اليهود القرائين في مجال أصول الفقه.
أما الباب الثاني، فقد كرسه المؤلف للحديث عن مراكز القرائين قديما وحديثا في فصول عدة: في فلسطين ومصر وبيزنطة وشبه جزيرة القرم، وأورد بعض ملاحظات من زار القرائين من الغربيين وغيرهم في شبه جزيرة القرم، وعن العلاقة بين القرائين والتلموديين وعلاقتهم بالسكان التتر. وأسهب الكاتب في الحديث عن لباسهم ومدنهم ومساكنهم، ووصف أشكالهم وملامحهم، ووصف بعض عاداتهم، وعن المهن والحرف والتجارة والتزامهم بفرائض السبت والكنيس، وبعض الشخصيات المشهورة التي زارتهم، والجنازة وتقاليد الدفن والمقبرة وعلاقة القرائين بالخزر.
وكرس الفصل السادس للقرائين في ليتوانيا وبولندا وروسيا، وتطرق في هذا الفصل إلى موقف النازية من القرائين، وجعل المؤلف الفصل السابع للقرائين في إسرائيل، وتأثرهم بالوضع العام وما يعانونه من ضغوط وقلق من جراء الموقف السلبي من قبل المؤسسة الدينية ضدهم.
أما قضايا النزاع والاختلاف الفقهي بين القرائين والتلموديين، فقد كرس له المؤلف الباب الثالث، وتحدث في الفصل الأول منه عن هذه القضايا في العراق وفي فلسطين وعدن ومصر والأندلس، وفي بيزنطة وبولندا وروسيا. وخصص الفصل الثاني للاختلافات الفقهية، ومن بين هذه القضايا: التقويم السنوي، وتحديد اليوم الأول من الشهر، والسبت والأعياد والصلاة والصوم، وقضايا الزواج وعقده، والمحارم في الزواج، والزواج من بنت الأخ أو بنت الأخت وبنت زوجة الأب، والجمع بين الأختين، والزواج بأرملة الأخ المتوفى، وتعدد الزوجات، ومسائل الطلاق، وما يجوز أكله من الحيوان، وغيرها من القضايا موضع الخلاف بين التلموديين المسيطرين على المؤسسة الدينية الرسمية، واليهود القرائين.
إن هذا العرض السريع لهذا الكتاب الغني بمحتواه لا يغني عن قراءة الكتاب نفسه الذي سد، من دون شك، نقصا نسبيا فيما تعانيه المكتبة العربية في مجال الدراسات عن الديانة اليهودية، وما أثرت وتأثرت به في علاقتها بالدين الإسلامي.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.