منظمات حقوقية تطالب إسرائيل بنشر خطتها لاحتواء الوباء في غزة

منظمات حقوقية تطالب إسرائيل  بنشر خطتها لاحتواء الوباء في غزة
TT

منظمات حقوقية تطالب إسرائيل بنشر خطتها لاحتواء الوباء في غزة

منظمات حقوقية تطالب إسرائيل  بنشر خطتها لاحتواء الوباء في غزة

توجهت ثلاث منظمات حقوقية، هي: «جيشاه - مسلك»، ومركز «عدالة» القانوني، ومركز «الميزان»، برسالة عاجلة إلى وزير الأمن الإسرائيلي ومنسّق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، تطالبهم فيها بنشر خطة إسرائيل لمواجهة تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة فوراً.
كما طالبت المنظمات الثلاث، بإلغاء جميع التقييدات التي تفرضها إسرائيل على حركة الطواقم الطبية والمعدات الطبية وقطع غيار الأجهزة من وإلى غزة، وأن تمكن عبور المواطنين ممن يحتاجون علاجاً طبياً جرّاء إصابتهم بفيروس كورونا، وتزوّد جهاز الصحة في غزة بوسائل الوقاية، الأدوية، والمعدات الطبية اللازمة لمواجهة الوباء. وجاء في الرسالة، التي وقّعت عليها باسم المنظمات المحامية أُسنات كوهن - ليبشيتس والمحامية منى حداد من «جيشاه - مسلك»، أن سيطرة إسرائيل الواضحة على قطاع غزة تفرض عليها التزامات بموجب القانون الدولي والقانون الإسرائيلي، وتحمّلها مسؤولية الحفاظ على صحة وسلامة مليوني فلسطيني في قطاع غزة. وتذكر الرسالة بتجاهل إسرائيل لتوصيات لجنة الأمم المتحدة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي نُشرت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الماضية، والتي طالبتها بـ«تمكين وصول السكان الفلسطينيين في المناطق المحتلّة، ولا سيما قطاع غزة، إلى المنشآت الطبية، البضائع، الخدمات، ومن ضمنها الخدمات الطبية الطارئة دون قيود، وتمكين حركة أصحاب المهن الطبية من وإلى قطاع غزة». وتضيف الرسالة أن «تتضاعف أهمية هذه التوصيات في مثل هذه الفترة».
وكانت 19 منظمة صحة وحقوق إنسان إسرائيلية، فلسطينية ودولية، قد أصدرت عريضة مشتركة، بمبادرة من «جمعية أطباء لحقوق الإنسان» في إسرائيل، ونُشرت أمس أيضاً، وهي أيضاً تطالب إسرائيل برفع الإغلاق عن غزة، والالتزام بواجباتها الأخلاقية والقانونية تجاه من يعيشون تحت سيطرتها، واتخاذ خطوات من أجل توفير كل ما يلزم جهاز الصحة الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة، ولإنقاذ حياة الناس.
يذكر أن إسرائيل تقدم بعض الخدمات لقطاع غزة ولكن ما تقدمه ليس كافيا. وهي تشترط على حماس أن تحرر الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها حتى تقدم الأجهزة والمعدات المطلوبة. ويلاقي هذا الموقف انتقادات واسعة حتى في إسرائيل، إذ يتخوفون من أن انفجار أزمة كورونا في قطاع غزة قد يتسلل بسرعة إلى إسرائيل. وكانت إسرائيل قد أعلنت، أمس، عن تراجع جديد في وتيرة الإصابات بفيروس كورونا، إذ بلغ عددها الإجمالي 13491 إصابة من بينها من 172 حالة وفاة، علماً بأن حصيلة اليوم السابق بلغت 8 حالات وفاة و226 إصابة، خلال الساعات الـ24 الأخيرة.


مقالات ذات صلة

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».