هالة زايد... «ولادة سياسية» جديدة من رحم أزمة

هالة زايد تستعرض مستجدات كورونا في 10 مارس (إ.ب.أ)
هالة زايد تستعرض مستجدات كورونا في 10 مارس (إ.ب.أ)
TT

هالة زايد... «ولادة سياسية» جديدة من رحم أزمة

هالة زايد تستعرض مستجدات كورونا في 10 مارس (إ.ب.أ)
هالة زايد تستعرض مستجدات كورونا في 10 مارس (إ.ب.أ)

ظلت الحكومة المصرية بعيدة عن استجواب البرلمان منذ انتخابه عام 2016، وعندما بدا أن «مجلس النواب» يكشّر عن أنيابه، كانت وزيرة الصحة هالة زايد، عُرضة لـ«سحب الثقة» والخروج من الحكومة، وذلك بعد مداولات حادة شهدتها أروقة المجلس في يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت بسلام.
الآن وبعد 3 أشهر تقريباً من الاستجواب الوحيد الذي واجهته زايد ربما نيابةً عن الحكومة كلها، تبدو وزيرة الصحة المصرية في موقف أكثر ثباتاً على مستويات رسمية وشعبية، وفي واحدة من أفضل فترات وجودها في الوزارة منذ تكليفها بمسؤولية حقيبة الصحة عام 2018، وبفعل «كورونا»، فإن الدكتورة هالة زايد التي تخرجت في كلية الطب جامعة الزقازيق عام 1991 وتخصصت في «أمراض النساء والتوليد» قبل أن تركز عملها على إدارة المنشآت الطبية والنظم الصحية، تبدو كأنها وُلدت سياسياً من جديد.
فالوزيرة التي تدخّل رئيس البرلمان علي عبد العال، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لحذف وصف النائب محمود بدر لها بأنها «غير أمينة» على صحة المصريين من مضبطة المجلس، باتت راهناً تتلقى إشادات برلمانية وشعبية على إدارة ملف فيروس «كورونا».
لم تتصدر زايد واجهة نجومية الحدث فجأة، فبينما كانت غالبية دول العالم توقف رحلاتها إلى الصين تجنباً لانتشار «كورونا»، زارت الوزيرة المصرية بكين بتكليف رئاسي، مطلع الشهر الماضي، حاملةً رسائل دعم وشحنة مستلزمات طبية لمنع تفشي العدوى. ومرة أخرى وفي بؤرة خطرة لـ«كورونا»، كانت زايد تزور إيطالياً، مطلع الشهر الحالي، ضمن وفد لتسليم شحنتي طائرتين عسكريتين محملتين بمعدات طبية لدعم روما.
الاهتمام بتحركات الوزيرة المصرية والمتابعة لتطورات تفشي العدوى في بؤرتين كبيرتين مثل الصين وإيطاليا، دفع بعضهم لاستنتاج خفيف الظل بأنه «كلما زارت زايد بلداً يبدأ الفيروس في التراجع»، وعلى النهج الكوميدي نفسه كتب المئات تعليقات ضاحكة بتنويعات مختلفة، ومن أكثرها انتشاراً تلك التي تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون، والروسي فلاديمير بوتين، فضلاً عن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وصحبها تعليق صادر عن السيسي يقول فيه: «لا تقلقوا من كورونا، على المغرب سأرسل لكم وزيرة الصحة والموضوع ينتهي».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».