الاتحاد الأوروبي يحذّر غانتس من ضم الضفة

الكنيست يستعد اليوم لتشريع قوانين إسقاط نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يحذّر غانتس من ضم الضفة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لتشكيل حكومة وحدة بين كتل اليمين، بقيادة بنيامين نتنياهو، وحزب «كحول لفان»، بقيادة بيني غانتس، واتفاق الطرفين على سن قانون يقضي بفرض السيادة الإسرائيلية، وضم غور الأردن وشمالي البحر الميت في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، كشف النقاب عن وصول رسالة من الاتحاد الأوروبي إلى غانتس، تحذره من مغبة تنفيذ هذا البند في الاتفاق.
وقال مصدر سياسي في تل أبيب، أمس (الأحد)، نقلاً عن دبلوماسيين أوروبيين، إن الرسالة وصلت إلى غانتس في عز مفاوضاته مع نتنياهو، قبل أسبوع، ولا يستبعد أن تكون الحكومة الإسرائيلية قد تلقت تحذيراً مشابهاً.
وأضاف المصدر أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي في تل أبيب أبلغوا رسالتهم إلى غانتس، عبر مستشارته للشؤون الخارجية، ميلودي سخروفتش، التي أوضحوا لها أن الاتحاد الأوروبي يعارض بشدة أي خطوة ضم أحادية الجانب، وأبلغوها بأنهم معنيون بأن يعرف غانتس هذا الموقف، وأن يضع في الحسبان أن خطوات الضم في الضفة الغربية سيكون لها تأثير سلبي على علاقة الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل.
وذكر المصدر أن سخروفتش ردت بأن غانتس اضطر للتنازل عن قسم من موقفه بشأن الضم لأنه أصر على أشياء أخرى في المفاوضات مع نتنياهو، تتعلق بالقيم الديمقراطية التي يؤيدها ويتمسك بها الاتحاد الأوروبي. وأكدت المستشارة أن غانتس يريد التريث في الموضوع الفلسطيني، والعمل بالتنسيق مع الجهات العربية والفلسطينية، وسيحاول التأثير على مسألة الضم من داخل الحكومة إذا تشكلت.
ومن المعروف أن الأزمة السياسية في إسرائيل لم تحل بعد، لكن الطرفين يواصلان التفاوض. وقد امتنع غانتس، حتى يوم أمس، عن استخدام منصبه، رئيس للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، لطرح أي واحد من مشاريع القوانين التي قدمها النواب، وبينها عدة مشاريع تمنع نتنياهو من تولي رئاسة الحكومة كونه يخضع للوائح اتهام رسمية من المحكمة بتهم الفساد. وقد عد هذا الامتناع دليلاً على أن هناك تقدماً في المفاوضات مع نتنياهو، لكن مصدراً مقرباً من غانتس قال إنه سيعيد تفعيل الكنيست، ابتداء من اليوم (الاثنين)، تفعيلاً كاملاً، في تلميح إلى أنه لم يخرج من حساباته احتمال فشل المفاوضات.
وكان معارضو غانتس من حلفائه السابقين قد اتهموه بإضاعة البوصلة والوقوع في حبائل نتنياهو. وتوجهت عضو الكنيست ميراف ميخائيلي (من حزب العمل) إليه، تطالبه بطرح مشروع القانون الذي بادرت إليه، والذي يمنع متهماً بمخالفات جنائية من تولي منصب رئيس الحكومة، وقالت له: «لقد وعدت الناخبين بسن قانون كهذا، فلا تتراجع». وتبين أن غانتس لم يصادق على مشروعها لكي يطرح على الهيئة العامة للكنيست.
ومن جهة ثانية، طرح رئيس حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل)، يائير لبيد، شريك غانتس السابق في «كحول لفان»، مشروع قانون جديد يقضي بتمديد ولاية حكومة تصريف الأعمال، برئاسة نتنياهو، لمدة 6 أشهر، بهدف مكافحة فيروس كورونا. لكن غانتس لم يصادق على طرحه، وأبقاه معلقاً.
وقصد لبيد من هذا القانون نزع حجة غانتس في الدخول إلى حكومة مع نتنياهو، حيث قال: «غانتس يدعي أنه يفاوض نتنياهو على تشكيل حكومة جديدة بحجة أن البلاد تعيش في حالة طوارئ بسبب كورونا. حسناً، نحن نعطي نتنياهو كل الدعم طيلة 6 شهور لكي نحارب كورونا. ولا حاجة لمنحه الشرعية بائتلاف عادي، فهو متهم بالفساد، ونحن تعهدنا للجمهور بألا نتحالف معه».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».