علماء يعتقدون أن «كورونا» بدأ في الانتشار منذ سبتمبر

عالمة في مختبر بسياتل تجري إختبارات على أجسام مضادة تتعلق بفيروس كورونا (أ.ف.ب)
عالمة في مختبر بسياتل تجري إختبارات على أجسام مضادة تتعلق بفيروس كورونا (أ.ف.ب)
TT

علماء يعتقدون أن «كورونا» بدأ في الانتشار منذ سبتمبر

عالمة في مختبر بسياتل تجري إختبارات على أجسام مضادة تتعلق بفيروس كورونا (أ.ف.ب)
عالمة في مختبر بسياتل تجري إختبارات على أجسام مضادة تتعلق بفيروس كورونا (أ.ف.ب)

يعتقد علماء بريطانيون أن فيروس «كورونا» المستجد قد بدأ في الانتشار، في وقت مبكر من منتصف سبتمبر، وأن ووهان لم تكن المدينة التي بدأ فيه فيها تفشي الوباء، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ويحاول فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج تتبع مصدر الفيروس عن طريق رسم خريطة تاريخه الجيني لتحديد أول شخص مصاب.
كما جمع عالم الوراثة الدكتور بيتر فورستر وفريقه بيانات تظهر أن التفشي قد بدأ في وقت ما بين 13 سبتمبر و7 ديسمبر (كانون الأول).
وقد تمكن الباحثون من رسم طريقة انتشار الفيروس، بما في ذلك الطفرات الجينية، حيث انتقل من الصين إلى أستراليا إلى أوروبا وبقية العالم، وفقًا لـ«نيوزويك».
وقد رسموا التاريخ الوراثي للعدوى من ديسمبر (كانون الأول) إلى مارس (آذار) ووجدوا ثلاثة متغيرات متميزة، ولكنها وثيقة الصلة: إيه بي وسي.
ويُعتقد أن النوع «إيه» هو أقرب متغير لذلك الموجود في الخفافيش ويبدو أنه الجينوم الأصلي للفيروس البشري.
وتم العثور على هذا البديل في كل من المرضى الصينيين والأميركيين، رغم وجود نسخ متحولة من هذه السلالة في أستراليا والولايات المتحدة.
وبينما تكافح السلطات الأسترالية للعثور على علاج للفيروس الأصلي الذي تطور من الحيوانات، فإنها تكافح أيضاً طفرة تعرف باسم السلالة «سي».
والنوع «إيه» هو الأكثر انتشاراً في أستراليا، ولكن تم تسجيل النوع «سي» أيضاً في سيدني، وفقاً للخبراء.
وظهر تحليل السلالات أن النوع «إيه»، أي الفيروس الأصلي الذي قفز إلى البشر من الخفافيش، لم يكن الأكثر شيوعاً في الصين.
وبدلاً من ذلك، أصيبت الحالات الأولى بشكل أساسي بالنوع «بي»، الذي كان منتشرا منذ ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً للتقرير.
كما كان النوع «بي» هو السلالة السائدة عبر أجزاء كبيرة من المملكة المتحدة وأوروبا.
وفقاً لفوستر، كان النوع «بي» أيضاً هو البديل الذي تم العثور عليه في معظم حالات الإصابة المبلّغ عنها في مدينة ووهان الصينية التي يعتقد الكثير من العلماء أنها البؤرة الأساسية لتفشي الفيروس.
ويعتقد العلماء أن الفيروس يتحور باستمرار للتغلب على مقاومة الجهاز المناعي في مجموعات سكانية مختلفة.
وتشير البيانات التي جمعها الدكتور فورستر وفريقه إلى أن تفشي الفيروس التاجي بدأ على ما يبدو بين 13 سبتمبر و7 ديسمبر (كانون الأول).
وقال فورستر لـ«نيوزويك»: «يفرض هذا معدلاً ثابتاً للتحول، وهو أمر من غير المرجح أن يكون صحيحا، وبالتالي قد يكون تقدير الوقت خاطئاً».
وتابع: «لكنه أفضل افتراض يمكننا القيام به في الوقت الحالي، بانتظار تحليل عينات أخرى من المرضى المخزنة في المستشفيات من عام 2019».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«عبده وسنية» يراهن على نوستالجيا «الأبيض والأسود» والسينما الصامتة

إنجي الجمال في مشهد داخل القرية (الشركة المنتجة)
إنجي الجمال في مشهد داخل القرية (الشركة المنتجة)
TT

«عبده وسنية» يراهن على نوستالجيا «الأبيض والأسود» والسينما الصامتة

إنجي الجمال في مشهد داخل القرية (الشركة المنتجة)
إنجي الجمال في مشهد داخل القرية (الشركة المنتجة)

يترقّب المخرج المصري الأميركي عمر بكري عرض فيلمه الأول «عبده وسنية»، متمنياً أن يحوز إعجاب الجمهور في العرض العام، لا سيما بعد الاستقبال اللافت الذي حظي به الفيلم عند عرضه بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» ضمن قسم «روائع عربية»، مؤكداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الفيلم يعد «نوستالجيا» لزمن السينما الصامتة وأفلام «الأبيض والأسود»، كاشفا عن أنه استغرق 7 سنوات حتى يرى النور.

ويعود الفيلم إلى أجواء السينما الصامتة «دون حوار منطوق»، كما تم تنفيذه بتقنية «الأبيض والأسود»، فيما يمثل محاولة لإحياء زمن أفلام «شارلي شابلن»؛ ليثير تساؤلات حول اختيار المخرج هذا التوجه في أول أفلامه الطويلة.

ويروي الفيلم لمحات مؤثرة من حياة زوجين يعيشان حياة عادية بقريتهما في ريف مصر، لكن تؤرق حياتهما مشكلة عدم الإنجاب، خاصة في ظل ترقّب والدي الزوج حفيداً من ابنهما، وضيق الأم كعادة أهل الريف لعدم إنجابهما، يسافر الزوجان إلى القاهرة وتنصح الطبيبة الزوج بإجراء تحليلات لأن زوجته لا تعاني من شيء، غير أنه يستنكف هذا الأمر، ويقرر وزوجته السفر لأميركا بحثاً عن حل لمشكلتهما.

ويتسبب عدم معرفتهما القراءة والكتابة وعدم إجادتهما اللغة الإنجليزية في وقوعهما فريسة لمشكلات عدة؛ حيث يواجهان التشرد والضياع، لكنهما يتحديان كل الظروف ويعملان في المطاعم وأعمال النظافة سعياً وراء حلمهما.

عبده وسنية في حالة انبهار لدى وصولهما لأميركا (الشركة المنتجة)

ويؤدي مخرج الفيلم شخصية «عبده» بينما تؤدي زوجته الفنانة إنجي الجمال شخصية «سنية» ويشارك في بطولته ممثلون أميركيون، من بينهم روجر هندريكس وسيمون ومارلين فيلافان.

ويعتمد المخرج على أداء الممثلين ويشرح بعض الأحداث بعبارات مدونة على الشاشة، وتلعب الموسيقى دوراً لافتاً لأهميتها في التعبير عن مواقف درامية، وقد اعتمد الفيلم مزيجاً من الموسيقى الشرقية والغربية، وتم تصوير مشاهده بين كل من مصر وأميركا.

وكشف المخرج عمر بكري عن أسباب تقديم فيلمه الطويل الأول صامتاً وبتقنية «الأبيض والأسود»، قائلاً: «نشأت منذ طفولتي على أفلام شارلي شابلن وحينما درست السينما وشاهدت أفلام (الحركة الألماني التشكيلية)، وتعرضت لمخرجين آخرين مثل باستر كيتون الذي كان له تأثير كبير عليّ، كان هناك جزء يُلح عليّ بإعادة السينما الصامتة لأن عدم وجود حوار بالفيلم يجعل المخرج أكثر إبداعاً، فالفيلم صورة بالأساس تعتمد على العناصر الفنية المختلفة من أداء وتصوير وغيرهما، كما أن الموسيقى تخلق طابعاً سحرياً للفيلم».

وأشار إلى أن تقنية «الأبيض والأسود» تثير «نوستالجيا» لدي شخصياً ولدى جمهور كبير، ورأيت فيها تجربة جميلة لا تتعرض لها السينما العربية؛ مما دفعني إلى إعادة الجمهور إلى أجواء السينما الصامتة قبل ظهور الصوت فيها.

وكان لا بد لفكرة الفيلم أن تلائم اختيارات المخرج للإطار الفني الذي قدمه وقد وجدها في مشاهداته بأميركا التي تفد إليها جنسيات كثيرة من نوعية بطلي الفيلم اللذين ليست لديهما دراية بطبيعة الحياة ولا قدرات خاصة تؤهلهما للعمل فيجدان مشقة كبيرة، حسبما يقول بكري: «هؤلاء موجودون بكثرة في أميركا ويتجهون للعمل في المطابخ أو أعمال النظافة، وهي مهن لا تتطلب أن يصدروا أصواتاً في عملهم، لذا كان موضوع الفيلم ملائماً ليكون صامتاً».

ويلفت بكري إلى أنه عاش ظروفاً قاسية في بداية هجرته إلى الولايات المتحدة، موضحا: «سافرت منذ 17 عاماً وبدأت حياتي من الصفر وقد عشت فترة قاسية، لكن ما عانيته لا يقارن بما يعيشه هؤلاء البسطاء».

المخرج عمر بكري خلال مشاركته بمهرجان البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

ويتضمن الفيلم مشهداً واحداً بالألوان، ويبرر المخرج ذلك بأن بطلي الفيلم حين تأقلما مع طبيعة الحياة بأميركا كان هذا المشهد بالألوان الذي يعبر عن بداية فهمهما للأمور، ويشير بكري إلى أن تصوير أفلام «الأبيض والأسود» أصعب في تنفيذها من تقنية الألوان.

وحول كيفية تهيئة الممثلين للأداء الصامت، يقول إن «التركيز كان بالأساس على لغة الجسد وتحديداً على تعبيرات الوجه وحركة اليدين، فنحن الشرقيين نستخدم أيدينا كثيراً حين نتحدث، وقد خضنا تدريبات على الأداء بالطبع، كما أنني أعمل مع ممثلين محترفين، فزوجتي ممثلة تعمل في أميركا منذ سنوات وشاركت في مسلسلات أميركية ولها أعمال مسرحية، كما أن الفنان روجر هندريكس لديه استديو لتدريب الممثلين».

وأخرج بكري أفلاماً قصيرة خلال دراسته للفنون الجميلة بالقاهرة وقد تأثر فيها بعمله فناناً تشكيلياً. وواجه المخرج أزمة في تمويل الفيلم يرويها قائلاً: «استغرق الفيلم 7 سنوات حتى يرى النور، في البداية صورنا عدداً من المشاهد بأميركا وحصلنا على دعم من بعض المؤسسات لكنه لم يكن كافياً، ثم صورنا مشاهد في مصر وعرضتها على المنتج محمد حفظي، لكن العمل لم يكن واضحاً له، وحينما صورنا قدراً أكبر اتضحت معالم الفيلم أمامه وشجعني على استكماله، وتحمس لمشاركتنا الإنتاج».

من وقت لآخر يدفع الحنين لتجارب سينمائية مغايرة، وقد فعلها المخرج الفرنسي ميشال هازنافيسيوس حين قدّم تجربة سينمائية مهمة من خلال فيلمه البديع (The Artist) 2011 الذي قدمه بوصفه فيلماً صامتاً «أبيض وأسود»، ودارت أحداثه عام 1927 وقد حاز 5 جوائز أوسكار. ويقول المخرج عمر بكري إن «(عبده وسنية) تدور أحداثه في الزمن الحالي»، مؤكداً أنه سيواصل مشواره السينمائي في مسار التعبير عن الجاليات العربية بالولايات المتحدة.