احتجاجات في طرابلس ضد «الجوع وتقصير الحكومة»

إحدى الصور التي تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من احتجاجات طرابلس
إحدى الصور التي تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من احتجاجات طرابلس
TT

احتجاجات في طرابلس ضد «الجوع وتقصير الحكومة»

إحدى الصور التي تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من احتجاجات طرابلس
إحدى الصور التي تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من احتجاجات طرابلس

انفجر الوضع الاجتماعي في طرابلس مساء أول من أمس (الخميس)، وخرجت التظاهرات التي حاول الجيش اللبناني احتواءها، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، وغياب فرص العمل بسبب الإجراءات الحكومية لمنع تفشي فيروس «كورونا»، وهو تحرك وصف بأنه «تحرك ضد الجوع والتقصير الحكومي».
واعتصم شبان من طرابلس في ساحة عبد الحميد كرامي وسط المدينة، وطالبوا الحكومة بتأمين سُبل العيش ومعالجة المشكلات التي يعانون منها، وإيجاد حلول لأزمة ارتفاع سعر الدولار التي انعكست ارتفاعاً جنونياً في الأسعار. وعمل الجيش على تفريقهم نظراً لمخالفة التجمع أحكام التعبئة العامة في ظل انتشار الفيروس، قبل أن تحصل اشتباكات اضطرت عناصر الجيش اللبناني لمعالجتها وفض الاعتصام، عندما رشق بعض المحتجين عناصر الجيش بالحجارة.
ويقول المنتفضون في طرابلس إن الوضع المعيشي وارتفاع أسعار السلع بشكل جنوني، والعجز عن الالتحاق بالعمل بسبب قرار التعبئة العامة، بات «لا يُطاق»، مطالبين الحكومة بالتدخل، متوعدين بتصعيد إضافي في حال لم تستجب الدولة لمطالبهم وتعالج أزمة ارتفاع السلع.
وتلقى مطالب السكان تأييداً سياسياً، إذ قال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة، إن ما جرى هو «صرخة جوع وصوت ضد تقصير الحكومة»، موضحاً أن التقصير الحكومي بحق عاصمة لبنان الثانية غير مقبول. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الحكومة اليوم مطالبة بالنظر إلى طرابلس كأولوية، ذلك أن الكثافة السكانية والعوز وتدني القدرة الشرائية لدى السكان لا مثيل له في أي منطقة أخرى في لبنان»، مشيراً إلى أن «الناس تطلب الحد الأدنى بما يبقيها على قيد الحياة، ويؤمِّن لها عيشة كريمة».
وقال كبارة إن الحكومة مطالبة بالقيام بالإصلاحات ومكافحة الهدر، والتعاطي بشفافية مع الملفات، وتنفيذ المشروعات السابقة التي يفترض أن يتم تنفيذها الآن، مضيفاً: «الوضع المعيشي في طرابلس بات صعباً جداً، ويجب الانطلاق في صرف المساعدات النقدية (400 ألف ليرة، أو ما يعادل 266 دولاراً بحسب سعر الصرف الرسمي) في ظل ارتفاع نسبة البطالة وغياب فرص العمل وإقفال المصالح».
ومن المتوقع أن تشمل المساعدات النقدية التي تعتزم الحكومة توزيعها على العائلات الأكثر فقراً، شريحة من سكان طرابلس التي تضم في أحيائها الفقيرة واحدة من أكبر نسب الفقراء في لبنان. وكانت عائلات من الذين أصيبوا بالألغام منذ عام 1975، وعائلات المتوفين منهم في طرابلس، إلى جانب مدن أخرى، تلقت مساعدات اجتماعية للمواطنين وزعتها وحدات الجيش اللبناني؛ حيث تم تسليم مبلغ 400 ألف ليرة لبنانية لكل عائلة وفقاً للوائح الواردة من مجلس الوزراء، واستناداً إلى قاعدة بيانات المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، بحضور مختار المحلة أو ممثلين عن البلدية.


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.