الأردن يفك الحظر عن العقبة ويقتطع من رواتب النواب والأعيان

العقبة
العقبة
TT

الأردن يفك الحظر عن العقبة ويقتطع من رواتب النواب والأعيان

العقبة
العقبة

أعلنت السلطات الأمنية الأردنية رفع الإغلاق عن مدينة العقبة (400 كلم) جنوب البلاد، وعزلها عن باقي المحافظات، وعودة الحياة لطبيعتها تدريجياً خلال ساعات محددة، ابتداء من صباح الأحد المقبل، وذلك بعد ثبوت خلوها من أي إصابات بفيروس الكورونا المستجد طوال الفترة الماضية.
وأعلن العميد مازن الفراية مدير عمليات خلية الأزمة، السماح بالحركة لمواطنين داخل المحافظة، شريطة الالتزام بجميع الإجراءات الوقائية، مع استمرار عمليات أخذ عينات فحص فيروس الكورونا عشوائيا.
كما أعلن الفراية السماح بالدخول والخروج لشاحنات التزود الغذائي من المدينة، بعد تطبيق شروط الوقاية الصحية وتعقيم الشاحنات وإجراء الفحوصات للسائقين الداخلين والخارجين من المحافظة.
وجاء القرار العسكري بعد تأكيد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على أن رفع الحظر عن أي منطقة أو مدينة، يجب أن تسبقه اختبارات عشوائية واسعة النطاق، للتحقق من عدم وجود إصابات بالفيروس، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية التي توصي بها وزارة الصحة، مشددا خلال ترؤسه لجلسة مجلس السياسات الوطني، على أهمية الأخذ برأي المرجعية الطبية في وزارة الصحة، بخصوص أي خطط للبدء بفتح بعض القطاعات تدريجيا في المحافظات التي لم تسجل فيها حالات إصابة بالفيروس.
إلى ذلك، أصدر رئيس الوزراء الأردني وزير الدفاع عمر الرزاز، قرارا بالاقتطاع من رواتب الوزراء والهيئات والمؤسسات العامة، وفق تدرج يراعي سلم الرواتب، دعما لصندوق العمالة غير المنتظمة التي توقف عملها خلال أيام الحظر في البلاد منذ الثلث الأخير من مارس (آذار) الماضي حتى إشعار آخر.
ويشمل الاقتطاع من راتب رئيس الحكومة، 40 في المائة، ومن رواتب الوزراء 30 في المائة، وكذلك من رؤساء الهيئات والمفوضيات وأعضائها. فيما يتدرج الاقتطاع ليصل إلى 10 في المائة من بقية كبار موظفي الدولة. كما تضمن القرار، وقف الزيادات السنوية الثابتة والعلاوات الفنية.
ويأتي القرار الحكومي بعد توجيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحكومة مطلع الأسبوع الحالي، بضرورة اتخاذ الخطوات الكفيلة بدعم العاملين في المياومة بشكل سريع.
وكان مجلس الأمة الأردني بشقيه، مجلس الأعيان والنواب، تبرع باقتطاع ما نسبته 30 في المائة من رواتب النواب والأعيان، لصالح دعم العمالة المتضررة من أزمة الوباء. وفي خطوة تجاه الأردنيين بالخارج وجه عبد الله الثاني الحكومة لإنجاز خطة عودة الطلبة الأردنيين في الخارج، وفقا لآلية شاملة وعادلة ومدروسة بعناية، تراعي الأولويات.
وفيما يستمر عزل مناطق في المملكة بعد ثبوت إصابات بمرض فيروس الكورونا المستجد، ومن تلك المناطق محافظة أربد شمال البلاد، ومناطق في شرق وشمال عمان، ومخيم النصر للاجئين، تنفذ السلطات الأمنية في البلاد حظرا شاملا يبدأ مع منتصف ليلة الخميس ويمتد حتى صباح الأحد المقبل. وبلغ عدد الإصابات بمرض فيروس الكورونا المستجد 402 حالة، شفي منها 250 حالة، وسجلت 7 وفيات.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اجتماع لبناني - سوري يبحث ملفات مشتركة ويخرق جمود العلاقات

الشرع وميقاتي (أ.ف.ب)
الشرع وميقاتي (أ.ف.ب)
TT

اجتماع لبناني - سوري يبحث ملفات مشتركة ويخرق جمود العلاقات

الشرع وميقاتي (أ.ف.ب)
الشرع وميقاتي (أ.ف.ب)

شهدت العاصمة السورية دمشق اجتماعاً رفيع المستوى بين رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ورئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الذي زارها على رأس وفد رفيع لبحث الملفات المشتركة، في أول تواصل رسمي بين البلدين، وأول زيارة لرئيس حكومة لبناني إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة في عام 2011. وانتظر رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، انتخاب رئيس جديد للبنان قبل تلبية دعوة قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، لزيارة سوريا.

ميقاتي مغادراً بيروت (أ.ف.ب)

وعلى رأس وفد رسمي رفيع، وصل ميقاتي السبت إلى دمشق؛ حيث عقد مع الشرع مشاورات لحلحلة مجموعة من الملفات العالقة، خصوصاً بعد إشكالات واشتباكات حدودية بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين في الأسابيع الماضية، وكذلك بعد قرار الإدارة الجديدة في دمشق مطلع العام فرض قيود غير مسبوقة على اللبنانيين الذين يرغبون في الدخول إلى أراضيها، في إطار المعاملة بالمثل.

ملف النازحين

ووضع لبنان وسوريا خلال اللقاء هواجسهما على الطاولة. وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحافي عقده مع الشرع: «تجمع بلدينا علاقات تاريخية وندية بين الشعبين، وسوريا هي البوابة الطبيعية للبنان إلى العالم العربي، وما دامت سوريا بخير فلبنان بخير».

وأضاف ميقاتي: «واجبنا أن نفعّل العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل، ومن الملح معالجة ملف النزوح وعودة النازحين إلى سوريا. هذا الملف يضغط بشكل كبير على لبنان برمته، ولمستُ تفهماً له، وتطرقنا إلى الوضع بين البلدين على الحدود لمنع أي أعمال تسيء إلى أمنيهما، وهذه الزيارة هي فاتحة خير، وما لمسته من السيد الشرع عن علاقة البلدين يجعلني مرتاحاً».

وعبّر ميقاتي عن ارتياحه لوضع سوريا، والعلاقات اللبنانية - السورية، مشدداً على أنه «على سلّم الأولويات الآن ترسيم الحدود مع سوريا، وهذا قد يأخذ بعض الوقت، ويجب ضبط الحدود ضبطاً كاملاً لوقف أي محاولة تهريب، وسنتعاون عبر تشكيل لجنة مشتركة لترسيم الحدود».

مصافحة بين الشرع وميقاتي على مرأى من أعضاء الوفدين (

التهريب والحدود

من جهته، قال الشرع: «نعطي فرصة لأنفسنا لنبني علاقات جدية قائمة على احترام البلدين وسيادة لبنان وسوريا التي ستقف على مسافة واحدة من الجميع، ونحاول أن نعالج كل المشكلات بالتفاصيل، وتحدثنا عن الودائع السورية في البنوك اللبنانية، والتهريب والحدود، واتفقنا على لجان مختصة تدرس الوضع». ولفت إلى أن «هناك كثيراً من الأمور العالقة، والملفات التي تحتاج إلى وقت لعلاجها، والأولوية الآن للوضع الداخلي وحصر السلاح بيد الدولة، وطمأنة الدول المجاورة، وعلى رأس ذلك موضوع الحدود».

وأضاف الشرع: «كان هناك شبه توافق في لبنان على الرئيس جوزيف عون، ونحن ندعم خيارات التوافق على صعيد الرئاسة وعلى أي صعيد»، مشيراً إلى أنه «ستكون هناك علاقات استراتيجية مع لبنان تُبنى على قواعد سليمة، ونبحث عن حلول هادئة لأي مشكلة».

وشارك في الاجتماع من الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لأمن الدولة، العميد حسن شقير. وعن الجانب السوري شارك وزير الخارجية أسعد شيباني، ورئيس الاستخبارات أنس خطاب، ومدير مكتب الشرع علي كده.

عناق بين الشرع وميقاتي (أ.ف.ب)

عون في جو الزيارة

وأشار النائب في تكتل «الاعتدال الوطني» أحمد الخير إلى أن الزيارة تم بثها بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها الحدود اللبنانية - السورية، وتُرك للرئيس ميقاتي تحديد توقيتها، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه فضّل حصولها بعد انتخاب رئيس للجمهورية لاستئذانه قبل الذهاب؛ لذلك فإن الرئيس عون في جو هذه الزيارة، ويُدرك تماماً أهميتها للبنان وسوريا على حد سواء.

واستغرب الخير حديث البعض عن أنه لا دولة في سوريا لإتمام هذه الزيارة، لافتاً إلى أن «المجتمعين العربي والدولي سارعا للانفتاح على سوريا الجديدة، واعترفا بالحكم الانتقالي هناك، فكيف، بالأحرى، نحن بصفتنا بلداً جاراً تجمعنا مصالح شتى»، وأضاف: «اليوم سوريا ولبنان عادا معاً إلى كنف الدولة والمؤسسات وإلى موقعيهما الطبيعي في الحضن العربي».