«كوفيد ـ 19» يُدخل غرب ليبيا في «حظر كلي»

زحام في الأسواق عشية تطبيقه

«كوفيد ـ 19» يُدخل غرب ليبيا في «حظر كلي»
TT

«كوفيد ـ 19» يُدخل غرب ليبيا في «حظر كلي»

«كوفيد ـ 19» يُدخل غرب ليبيا في «حظر كلي»

ضجت أسواق الخضراوات واللحوم في العاصمة الليبية طرابلس، بالمواطنين الذين تزاحموا عليها منذ صباح أمس، لشراء احتياجاتهم، بعدما أعلنت حكومة «الوفاق» فرض حظر كلي للتجول، بدءاً من اليوم (الجمعة) ولمدة 10 أيام، في المدن الواقعة تحت سيطرتها بغرب البلاد، كإجراء وقائي بعد ارتفاع حصيلة المصابين بفيروس «كورونا» بشكل سريع خلال اليومين الماضيين.
وسجل المركز الوطني لمكافحة الأمراض، 13 إصابة جديدة بالفيروس لترتفع الحصيلة الإجمالية لمصابي «كورونا» في ليبيا، إلى 48 حالة غالبيتها في المنطقة الغربية، من بينها 9 حالات تعافت من المرض، وحالة وفاة واحدة. وأوضح أن المختبر المرجعي لصحة المجتمع التابع له تسلم 62 عينة للكشف عن الفيروس، وثبت وجود 13 عينة إيجابية، و49 سالبة منها عينتان لحالتين تماثلتا للشفاء تماماً.
ودفع ارتفاع الإصابات بمعدلات متزايدة، سلطات غرب ليبيا، المعترف بها دولياً، إلى اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً باتجاه الحد من حركة المواطنين الذين انتابتهم حالة من الخوف والتوتر. وسبق أن كشف المركز الوطني عن تسجيل تسع إصابات جديدة بالفيروس أول من أمس.
ووضعت اللجنة العليا لمجابهة فيروس «كورونا»، مجموعة الشروط لتنفيذ حظر التجول الكلي الذي سيبدأ اليوم ولمدة 10 أيام في مدن غرب البلاد، وقالت في مؤتمر صحافي بمقر رئاسة الوزراء بطرابلس، إنها «ستمنع التجمعات بكل أشكالها من أسواق الخضراوات واللحوم والاكتفاء بالمحال التجارية والمخابز الصغيرة لقضاء احتياجات السكان الضرورية».
واستثنت اللجنة من الحظر أصحاب السيارات الخاصة بالبضائع وسيارات الإسعاف، وكذلك أصحاب المحلات الصغيرة والمخابز، كما سمحت للمواطنين بالتنقل بشكل فردي من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية ظهراً دون استعمال السيارات مع الالتزام بإجراءات السلامة وارتداء الكمامات. كما قررت اللجنة إيقاف تعاملات المصارف مع الجمهور نهائياً خلال مدة الحظر، مع منع وجود أي تجمعات بكافة أشكالها، على أن تتولى أجهزة الشرطة التعامل مع هذه التجمعات.
ومنذ الصباح الباكر، توافد آلاف المواطنين إلى أسواق الخضراوات واللحوم، ومحال البقالة والمولات لشراء احتياجاتهم، وشهدت سوق الحي الإسلامي بالعاصمة زحاماً شديداً، حيث تكالب المئات من الرجال، الذين لم يحرصوا على ارتداء الكمامات باستثناء عدد قليلة منهم، لشراء كميات من المواد الغذائية، تكفيهم مدة الحظر.
ونقلت قنوات محلية توافد أعداد كبيرة من سكان طرابلس، على الأسواق، وهم يحملون مواد غذائية، بكميات كبيرة، وأرجع مسؤولون محليون ذلك إلى خوفهم من نفاد الكميات، لكن الحكومة شددت على توفر السلع والمواد الغذائية بكميات تكفي عدة أشهر عدة.
ولم تسجل منطقة شرق ليبيا إلى الآن إلا أربع حالات فقط، وقال الدكتور أحمد الحاسي المتحدث باسم اللجنة العليا لمكافحة فيروس «كورونا» بالحكومة الليبية الموازية: لليوم الثامن على التوالي لم نسجل أي حالات جديدة بـ(كوفيد - 19) ورأى في بيان صحافي، أمس، أن «الوضع الوبائي المحلي لا يزال جيدا».
في غضون ذلك، لا تزال أزمة الليبيين العالقين في دول العالم تراوح مكانها دون حل، في ظل وجود 3200 مواطن ممن يقيمون في تركيا وتونس يرغبون في العودة إلى ليبيا؛ وأمام توافد عشرات من الجالية الليبية في تركيا على سفارتهم أمس، قالت القنصلية الليبية في إسطنبول إنها ستبدأ من غد في إجراء تحاليل PCR الخاصة بالكشف عن فيروس «كورونا» المستجد لكل الرعايا الراغبين في العودة إلى ليبيا.
وأضافت القنصلية في بيان نشرته عبر صفحتها على «فيسبوك» مساء أول من أمس، أن بداية إجراء التحاليل ستكون بالفنادق بواقع 650 حالة في اليوم، ومن ثم الحجر 14 يوما، لافتة إلى أن إجراء التحليل للرعايا المقيمين خارج الفنادق في 27 أبريل (نيسان) الجاري على أن يتم بعد ذلك الحجر في فندق لمدة 14 يوما.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.