المغرب يعِد ذوي متوفي «كورونا» باستعادة جثامينهم

أكثر من 18 ألف مواطن عالقون في الخارج

المغرب يعِد ذوي متوفي «كورونا» باستعادة جثامينهم
TT

المغرب يعِد ذوي متوفي «كورونا» باستعادة جثامينهم

المغرب يعِد ذوي متوفي «كورونا» باستعادة جثامينهم

أعلنت نزهة الوفي، الوزيرة المغربية المنتدبة المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج، عن تدابير تخصّ المغاربة المقيمين والعالقين في الخارج، مشيرةً إلى أنه بعد مرور الأزمة الصحية المرتبطة بتفشي فيروس «كورونا»، ستجري مواكبة كل الأسر التي ترغب في ترحيل رفات ذويها المتوفين بالخارج إلى المغرب، لا سيما أن هناك مساطر (إجراءات) قانونية تبيح هذا الأمر وتؤطره ببلدان الاستقبال.
وقالت الوفي، في تصريحات أدلت بها لوكالة الأنباء المغربية، أمس: «في هذه الظرفية العصيبة، نحن واعون بما تمثله رغبة مواطنينا في تنفيذ وصية ذويهم المتوفين بالخارج وترحيل جثامينهم إلى المغرب، وثقتنا كبيرة في تفهمهم لضرورة مباشرة الدفن ببلدان الاستقبال، ونعِدهم أننا، بعدما تنجلي هذه الأزمة، سنواكب كل الأسر التي ترغب في ترحيل رفات ذويها، لا سيما أن هناك إجراءات قانونية تبيح هذا الأمر وتؤطره ببلدان الاستقبال»، معلنة أن «الوزارة المنتدبة قررت التكفل بالدفن بالنسبة للمعوزين والذين لا يتوفرون على تأمين الدفن بمقابر إسلامية أو مربعات إسلامية بمقابر دول الاستقبال، وهو الإجراء الذي تسهر على تنفيذه التمثيليات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة المغربية بالخارج، عبر التنسيق مع أسر المتوفين وفق معايير وإجراءات محددة». وثمّنت الوزيرة المغربية «التجاوب الكبير للعائلات بعد الإعلان عن هذا القرار، حيث إن أغلبية الأسر تجاوبت إيجاباً مع نداء الوزارة، ذلك أن أغلبية الجثامين التي كانت تنتظر الترحيل جرى دفنها ببلدان الاستقبال، خصوصاً بإسبانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وإيطاليا».
وذكرت الوزيرة الوفي أن جهود الحكومة متواصلة ومنصبّة على القيام بإجراءات استثنائية من أجل مواكبتهم وحمايتهم في هذه الأزمة الصحية العالمية الصعبة، فضلاً عن اتخاذ قرارات مستعجلة تفرضها الظرفية الصعبة وما يصاحبها من إكراهات.
وأشارت الوزيرة المغربية إلى أنه تم إحداث خلية يقظة وتتبع على مستوى وزارة الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لمواكبة المغاربة الموجودين خارج أرض الوطن، «كما جرى على مستوى الوزارة المنتدبة إحداث خلية اليقظة والرصد والتوجيه منذ اندلاع هذه الأزمة الصحية، إلى جانب خلية خاصة بتأمين استمرارية خدمة تلقي ومعالجة شكاوى المغاربة المقيمين بالخارج»، مسجلة أن «هذه الخلايا تعمل بتنسيق تام ومستمر مع التمثيليات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة المغربية والتي أحدثت بدورها لجاناً خاصة لهذا الغرض».
وأشارت أيضاً إلى أنه «من بين المشاكل التي أفرزتها الوضعية الحالية وجود مغاربة مقيمين بالخارج مصابين بفيروس (كورونا) وتم انقطاع أخبارهم عن أسرهم بالخارج»، مبرزة أنه «بعد توصل الوزارة بشكاواهم، عملت على تيسير التواصل بينهم عن طريق المستشفيات التي يرقدون بها».
وكشفت الوزيرة الوفي، أمس الأربعاء بالرباط، عن أن «18 ألفاً و226 مغربياً عالقون بالخارج إلى حدود الثلاثاء». وقالت الوفي، في مداخلة لها خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، إن وزارة الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج «بادرت، من خلال البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية المغربية بالخارج، إلى مواكبتهم وتسجيل بياناتهم، وفي بعض الأحيان التكفل بمأواهم؛ وحتى مصاريف علاجهم (2743 متكفَّل بهم من أصل 18 ألفاً و226 مواطناً مغربياً عالقين بالخارج)، فضلاً عن الإجراءات المتخذة لدى سلطات البلدان الأجنبية لتمديد مدة صلاحية تصاريح إقامتهم، وكذا من أجل الإبقاء على الفنادق التي تؤويهم مفتوحة أو حجز فنادق كاملة لإيوائهم».
على صعيد آخر، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني المغربي (الأمن العام) أنها سجلت 39 إصابة مؤكدة في صفوف موظفي الشرطة بجميع أنحاء البلاد، منذ رصد جائحة «كورونا» فيها؛ 8 منهم تعافَوا بشكل نهائي بعد خضوعهم لتحاليل مخبرية، في حين ما زال 31 منهم يخضعون للرعاية الطبية ولحالة العزل الصحي، في انتظار تماثلهم للشفاء. ونفت المديرية العامة للأمن الوطني، بشكل قاطع، صحة الأنباء المتداولة إعلامياً، وفي منصات التواصل الاجتماعي، التي تزعم فرض حالة الحجر، وإقفال مقرات ومفوضيات للشرطة تابعة للأمن الوطني بدعوى إصابة موظفيها بفيروس «كورونا».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، أمس الأربعاء، أنها أعدّت دليلاً للعمل عن بُعد بإدارات الدولة، وذلك في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد نتيجة التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لانتشار جائحة وباء فيروس «كورونا».
وأوضح منشورٌ لوزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، محمد بنشعبون، موجَّهٌ لوزير الدولة والوزراء والمندوبين السامين والمندوب العام، أن هذا الدليل الذي يتضمن مجموعة من الإرشادات والالتزامات والتوجيهات التي تيسر العمل عن بُعد، يأتي استجابة لهذه الظروف التي «تتطلب التزامنا جميعاً كمسؤولين وموظفين بإنجاز المهام المنوطة بنا والاستمرار في تقديم الخدمات».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».