الحزب الحاكم يفوز بالانتخابات التشريعية في كوريا الجنوبية

في ظل تباطؤ الاقتصاد وتعثّر المفاوضات مع بيونغ يانغ

أظهرت استطلاعات للرأي أجريت للناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن حزب الرئيس الكوري الجنوبي(في الصورة مع زوجته) في طريقه للفوز بالغالبية في الانتخابات البرلمانية (أ.ف.ب)
أظهرت استطلاعات للرأي أجريت للناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن حزب الرئيس الكوري الجنوبي(في الصورة مع زوجته) في طريقه للفوز بالغالبية في الانتخابات البرلمانية (أ.ف.ب)
TT

الحزب الحاكم يفوز بالانتخابات التشريعية في كوريا الجنوبية

أظهرت استطلاعات للرأي أجريت للناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن حزب الرئيس الكوري الجنوبي(في الصورة مع زوجته) في طريقه للفوز بالغالبية في الانتخابات البرلمانية (أ.ف.ب)
أظهرت استطلاعات للرأي أجريت للناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن حزب الرئيس الكوري الجنوبي(في الصورة مع زوجته) في طريقه للفوز بالغالبية في الانتخابات البرلمانية (أ.ف.ب)

رئاسة الكوري الجنوبي مون جيه إن، ليست على المحكّ حالياً في الانتخابات التي نُظمت أمس، لأن رئيس الدولة يُنتخب في اقتراع مختلف. لكن الانتخابات التشريعية في كوريا الجنوبية تُعدّ بمثابة استفتاء على عمل الرئيس. ويتمتع مون بفرصة كبيرة لأن يجد نفسه مرتاحاً بعد هذا التصويت؛ إذ أظهرت استطلاعات للرأي أجريت للناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن حزبه في طريقه للفوز بأغلبية في الانتخابات البرلمانية. وعزز الحزب الديمقراطي الحاكم وضعه في البرلمان الذي يضم 300 مقعد، ويمكن أن يتوقع الفوز بما بين 139 و158 مقعداً، وفقاً للاستطلاعات التي أجرتها وسائل إعلام كورية جنوبية. ويمكن أن يتوقع «حزب المستقبل المتّحد المحافظ»، وهو حزب المعارضة الرئيسي، الفوز بما بين 90 مقعداً و109 مقاعد في البرلمان.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي، التي أجريت قبل الحملة الانتخابية الرسمية التي استمرت لأسبوعين، تقدم الحزب بفارق كبير على «حزب المستقبل المتحد المحافظ». وخاض الانتخابات 41 حزباً.
ويُنظر إلى الانتخابات على أنها استفتاء على الحكومة بقيادة الرئيس مون، الذي تولى السلطة منذ مايو (أيار) 2017، وسوف تجرى الانتخابات الرئاسية في عام 2022. ومنذ بضعة أشهر؛ تعرّض مون لانتقادات كثيرة بسبب التباطؤ الاقتصادي وتعثُّر المفاوضات مع كوريا الشمالية، التي كان مدافعاً شرساً عنها. لكن شعبيته التي تراجعت إلى 41 في المائة في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، بلغت 57 في المائة الأسبوع الماضي، بحسب «غالوب». ويعود سبب هذا الارتفاع في شعبيته بشكل أساسي إلى إدارته الأزمة الصحية.
وقال كيم كي شول (33 عاماً) الذي جاء ليدلي بصوته: «كوريا الجنوبية أظهرت قدرات استثنائية لاحتواء (الفيروس)، مقارنة بطريقة إدارة الوباء في الخارج». وأكد أن تراجع عدد الإصابات شجّعه على الخروج من منزله للتصويت. ورأى هان كيو سوب، الأستاذ بالجامعة الوطنية في سيول، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن الوباء أثقل كاهل الحكومة في البداية، في إشارة إلى فترة أواخر فبراير (شباط) الماضي عندما ارتفع عدد الإصابات كثيراً. وأضاف: «لكن الآن أثناء تفشي الفيروس في دول أخرى، بات الوباء يلعب (دوراً) لصالح الحكومة؛ إذ إن الآراء تؤيد طريقة إدارة كوريا الجنوبية للأزمة». وخرج الناخبون في كوريا الجنوبية من منازلهم الأربعاء بأعداد كبيرة لانتخاب نوابهم وسط إجراءات صحية مشددة؛ تتمثل في قياس حرارة الجسم، وغرف تصويت خاصة للذين يعانون من حمى، ومراكز تصويت للذين يخضعون لحجر.
وكوريا الجنوبية إحدى الدول الأولى التي واجهت الوباء والتي تنظّم، رغم كل شيء، انتخابات وطنية، وقد اتُخذت تدابير صارمة للسماح بإجراء التصويت. ودُعي للمشاركة في الانتخابات 44 مليون شخص. وكان للوباء تأثير كبير على الحملة الانتخابية؛ إذ إن المرشحين تخلوا عن المصافحات باليد، وعن التوزيع التقليدي للمناشير الدعائية. وعاد كثيرون من بينهم إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع ناخبيهم.
وبعد مرور 7 ساعات على فتح مراكز الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 7.‏49 في المائة من الناخبين، وهو ما يزيد بنسبة 8.‏11 في المائة على الانتخابات السابقة قبل 4 أعوام، حسبما أفادت به مفوضية الانتخابات الوطنية. وأوضحت المفوضية أن هذه النسبة تشمل من أدلَوْا بأصواتهم في التصويت المبكر. وفي سياق متصل؛ قلّل رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، مارك ميلي، من أهمية الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية أول من أمس الثلاثاء، مشيراً إلى أنّه لا يرى فيها أي تهديد. وقال ميلي: «هذه كانت صواريخ قصيرة المدى، وليست صواريخ كبيرة على وجه الخصوص». وأضاف في الوقت الذي كان فيه البنتاغون لا يزال يحلّل البيانات: «لا أعتقد أنّها مستفزة أو تشكّل تهديداً لنا».
وعدّ ميلي أنّ هذه التجارب الصاروخية «قد تكون مرتبطة باحتفالات تحدث داخل كوريا الشمالية، خلافاً لأي استفزاز متعمّد ضدّنا». وأعلنت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة، في بيان الثلاثاء، أنّ «كوريا الشمالية أطلقت مقذوفات عدة نشتبه بأنّها صواريخ (كروز) قصيرة المدى».
وتأتي هذه التجارب الكورية الشمالية قبل يوم من الذكرى المائة وثمانية لولادة مؤسّس الجمهورية الشعبية كيم إيل سونغ، جدّ الزعيم الحالي للبلاد كيم جونغ أون.



باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.