كشف وجبات غذائية عمرها 4 آلاف عام لرعاة أفارقة

عينات من الأواني الفخارية التي تم تحليلها
عينات من الأواني الفخارية التي تم تحليلها
TT

كشف وجبات غذائية عمرها 4 آلاف عام لرعاة أفارقة

عينات من الأواني الفخارية التي تم تحليلها
عينات من الأواني الفخارية التي تم تحليلها

عملت الكثير من الفرق البحثية حول العالم على اكتشاف النظام الغذائي للمجتمعات القديمة، من خلال تحليل البقايا البشرية باستخدام نظائر الكربون والنيتروجين، التي تعطي تصوراً عن نوعية الغذاء السائد في مجتمع ما، ولكن ماذا لو لم توجد هذه البقايا؟
فريق بحثي بريطاني من جامعة «بريستول» أجاب على هذا السؤال من خلال دراسة نشرت أول من أمس في دورية «pnas»، حيث تمكن خلال هذه الدراسة من استعادة مكونات الوجبات التي اعتمد عليها النظام الغذائي لرعاة شرق أفريقيا القدماء، قبل نحو 4 آلاف عام، وذلك عن طريق فحص الأواني الفخارية القديمة.
وباستخدام أساليب كيميائية تتضمن استخراج الأحماض الدهنية، وتحديد بقايا الدهون الحيوانية التي يتم امتصاصها في جدار الأوعية أثناء الطهي والتعرف عليها، قام الباحثون بفحص الأواني الفخارية القديمة من أربعة مواقع في كينيا وتنزانيا، تغطي إطاراً زمنياً مدته 4000 عام (5000 إلى 1200 سنة قبل الميلاد)، وتمكنوا من استعادة مكونات الوجبات الأفريقية.
أظهرت النتائج أن غالبية الأوعية وفرت أدلة على استهلاك لحوم المجترات (الأبقار أو الأغنام أو الماعز) والعظام والنخاع وتجهيز الدهون وبعض طبخ النباتات، ربما في شكل يخنة (الخضار بالصلصلة الحمراء واللحم).
وتتفق هذه النتائج مع مجموعات عظام الحيوانات الكبيرة والمجزأة للغاية الموجودة في المواقع الأثرية في جميع أنحاء المنطقة، التي تظهر أهمية الماشية والأغنام والماعز لهؤلاء القدماء.
ورغم ارتباط استهلاك هذه المجترات بحضور الألبان بشكل قوي في النظام الغذائي، فإن الفريق البحثي لم يعثر على أدلة تتعلق باستهلاكه، وهو ما تم تفسيره بأن الأوعية التي كانت تستخدم في حفظ الألبان نادراً ما تحفظ في المواقع الأثرية مثل الأواني الخزفية الخاصة بطهي اللحوم.
واستشهدوا على ذلك بالمجتمع الرعوي الحديث في كينيا، الذي يسمى «سامبورو»، حيث يقوم بطهي اللحوم والعظام في الأواني الخزفية، بينما يحفظ اللبن في أوعية خشبية وأخرى تم إعدادها من القرع، وهذه الأنواع نادراً ما تحفظ في المواقع الأثرية.
وتقول الدكتورة جولي دن، عالمة الكيمياء بجامعة «بريستول»، وقائدة الفريق البحثي، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، «كم هو مثير أن تكون قادراً على استخدام التقنيات الكيميائية لاستخراج المواد الغذائية التي يبلغ عمرها آلاف الأعوام من الأواني، ومعرفة النظام الغذائي لرعاة شرق أفريقيا القدماء»، مشيرة إلى أن «هذا العمل يظهر أن اعتماد رعاة العصر الحديث على اللحوم ومنتجات الألبان، له تاريخ طويل جداً في المنطقة».



مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.