بعد فترة طويلة من رفع الإغلاق وانحسار وباء «كورونا»، قد تظل الخدمات الصحية في المملكة المتحدة ودول أخرى حول العالم تعالج أعداداً كبيرة من ضحايا الفيروس التاجي على المدى الطويل، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وظهرت أدلة مقلقة من الدراسات المبكرة للمرضى الذين يعانون من «كوفيد - 19» تشير إلى أن العدوى قد تترك وراءها آثارا تتراوح من فقدان الحواس إلى تلف القلب والرئة.
وقد يصيب ذلك نسبة صغيرة فقط من المرضى، لكن نظرا لتزايد أعداد المصابين بـ«كورونا» حول العالم، قد يرتفع عدد أولئك الذين قد يكون لديهم آثار صحية على المدى الطويل أيضا.
وتم الإبلاغ بالفعل عن أن فيروس «كورونا» يسبب إصابات مزمنة للرئتين والقلب، على سبيل المثال، لكن قد تكون هناك عواقب أخرى أيضا.
وقالت لورا سبيني، مؤلفة كتاب «بيل رايدر: ذا فلو رايدر... كيف غيرت الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 العالم» إن «العديد من المرضى الذين تعافوا من الإنفلونزا حينها عانوا من الاكتئاب والخمول المستمر على المدى الطويل». وأضافت «أبلغ الناس أيضا عن شعورهم بالدوار والأرق وفقدان السمع أو الرائحة وتشوش الرؤية».
ويعتقد البعض أن تفشي مرض «كورونا» سيؤدي إلى انفجار مماثل في الشعور بالاكتئاب بعد التعافي من الفيروس.
بدورها، حذرت الجمعية الإيطالية لأمراض الأعصاب مؤخرا من أنه «تم الإبلاغ عن مضاعفات نفسية وعصبية خلال تفشي وباء سارس في عام 2003».
كما أشارت إلى إمكانية المعاناة من «تغيرات المزاج، والقلق والأفكار الانتحارية، وحالات الهلوسة البصرية والسمعية، والاضطرابات السلوكية، وأوهام الاضطهاد والارتباك».
وفي عام 2011، كشف باحثون كنديون عن حالة أطلقوا عليها متلازمة ما بعد مرض سارس المزمنة في 22 مريضا، حيث عانوا من التعب والألم والضعف والاكتئاب المستمر.
وتم دعم العلاقة بين فيروسات الجهاز التنفسي واضطرابات المزاج من قبل خبراء الأمراض المعدية في مستشفى «رويال فري» وقسم الطب بكلية لندن الجامعية عام 2016.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى الإنفلونزا لديهم خطر أعلى بنسبة 57 في المائة للإصابة بالاكتئاب، مقارنة بالأشخاص الذين لم يصابوا بها.
ويمكن أن تؤدي أي عدوى فيروسية إلى حدوث متلازمة ما بعد الفيروس، مما يؤدي إلى استمرار الشعور بالضعف والإرهاق. ويمكن أن تشمل الأعراض الصداع والأوجاع والآلام وتصلب المفاصل وتورم الغدد وصعوبة التركيز، ويمكن أن تستمر أسابيع أو حتى شهورا.
ومن غير الواضح سبب استمرار هذه الأعراض، ولكن قد يكون ذلك نتيجة الالتهاب الذي تركه الفيروس، أو الوجود المستمر للفيروس نفسه.
وقد يؤدي «كوفيد - 19» إلى مشاكل أخرى طويلة المدى أيضا. ويقول ستة من كل عشرة أشخاص أثبتت إصابتهم بالفيروس إنهم فقدوا حاسة الشم والذوق.
وقد تكون فقدان الحاستين مؤقتاً، لكن الأدلة البريطانية تشير إلى أنه قد يكون دائما في كثير من الحالات، وهي حالة تسمى فقدان حاسة الشم بعد الفيروس (بي.في.أو.إل).
في غضون ذلك، يحذر خبراء أمراض القلب والأوعية الدموية من أن الإصابة بـ«كوفيد - 19» قد تسبب ضررا دائما للقلب، حتى لدى الأشخاص الذين لم تكن لديهم مشاكل قلبية أساسية سابقة.
وحذر تقرير في دورية «جاما كارديولوجي» من جامعة تكساس في الولايات المتحدة من أن الفيروس التاجي يمكن أن يسبب التهاب عضلة القلب، وقد يكون الضرر دائما.
بعد الشفاء منه... ما هي آثار «كورونا» الصحية على المدى البعيد؟
بعد الشفاء منه... ما هي آثار «كورونا» الصحية على المدى البعيد؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة