تصاعد حالات الإصابة في السودان ووفاة 4 بينهم كادر طبي

وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح
وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح
TT

تصاعد حالات الإصابة في السودان ووفاة 4 بينهم كادر طبي

وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح
وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح

أعلنت السلطات الصحية السودانية إغلاقاً شاملاً للعاصمة الخرطوم، إثر ارتفاع مفاجئ لأعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، بلغ 10 حالات إصابة جديدة، ليبلغ عدد المصابين 29 مصاباً، ووفاة 4 بالوباء منذ دخوله البلاد، بينهم «كادر طبي»، في أول حالة من نوعها في البلاد.
وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح، في الإيجاز اليومي للجنة العليا للطوارئ، أمس، إن تقرير وازرة الصحة حول الوباء «مقلق جداً»، مما دفع اللجنة لاتخاذ قرار كانت تطالب به وزارة الصحة، وهو الإغلاق التام، وفرض حظر التجوال 24 ساعة، ابتداء من السبت المقبل لمدة 3 أسابيع.
ووعد صالح بإعلان تفاصيل خطة حكومته، وتتضمن إجازة كاملة للقطاعين العام والخاص، باستثناء الجهات الخدمية المرتبطة بخدمات المواطنين، مع السماح لمحلات بيع الأغذية في الأحياء بالعمل في ساعات معينة لتقديم السلع الغذائية خلال ساعات معينة تعلن لاحقاً.
وأوضح صالح أن قرار الإغلاق الشامل سيطبق في ولاية الخرطوم، على أن يترك شأن اتخاذه في الولايات الأخرى للسلطات المحلية، وذلك لأن جملة الإصابات تركزت في ولاية الخرطوم، مع وضع تحسبات لتوصيل المواد التموينية خلال فترة حظر التجوال، وإطلاق سراح السجناء في السجون الولائية، أسوة بما نفذته السلطات العدلية في ولاية الخرطوم.
وبدوره، قال وزير الصحة الاتحادي، أكرم التوم، في الإيجاز، إنه حدثت زيادة حادة في عدد المصابين بالوباء، بلغت 10 حالات حتى منتصف ليلة أول من أمس، توفيت إحداها تأثراً بالمرض، وتوفيت أخرى تأثراً بالوباء، ليبلغ عدد المتوفين بوباء «كوفيد-19» 4 حالات وفاة، من جملة 29 حالة إصابة مؤكدة حتى الآن، بينهم «كادر طبي»، في أول حالة وفاة لـ«كادر طبي» تأثراً بالمرض داخل السودان.
ووصف التوم الأوضاع الصحية في البلاد بأنها «دخلت مرحلة الانتشار المجتمعي»، وقال: «مرحلة الانتشار المجتمعي تعني بداية الانزلاق لانتشار واسع للمرض»، وناشد المواطنين وقف التجمعات، والإبلاغ عن الحالات، والقوات النظامية أن تقوم بدورها في حماية وتسهيل حركة الكوادر الطبية.
وأوضح التوم أن 9 من الحالات التي أصيبت بالمرض من مواطني مدينة الخرطوم، وأن حالة واحدة لمواطن في ولاية نهر النيل (شمالي البلاد)، في أول إصابة معلنة لسوداني خارج الخرطوم.
وأضاف التوم أن أجنبياً واحداً توفي أول من أمس في المستشفى بعد إصابته بكورونا، وأن أعمار الحالات الجديدة تتراوح بين 23 عاماً و72 عاماً.
ورسم التوم صورة مأساوية للإمكانات الصحية في البلاد، الناتجة عن تردي الأوضاع الصحية، التي أدت لانعدام الأدوية ومعينات الوقاية للكادر الطبي، وقال: «ما عندنا أدوية أو معينات وقاية للكادر الطبي، والمعدات التي تبرع بها رجل الأعمال الصيني أوشكت على النفاد»، بيد أنه وعد ببذل الجهود كافة لاستيراد المواد والأدوية، وتسريع الإنتاج المحلي، وأضاف: «نحن نواصل محاولة إيجاد فحوصات، لكن جهودنا تصطدم برفض الدول لتصدير الفحوصات وملابس الوقاية ونظارات الكادر الطبي، حتى لو وافقت الشركات».
وقال المسؤول الصحي إن وزارته لا تملك المعامل القادرة على القيام بالفحص التأكيدي، وعاجزة عن توفير أدوات الوقاية والأدوية، في وقت تقوم فيه بتوزيع المتاح القليل على الولايات بشكل عادل.
وتنقسم حالات الإصابة العشر الأخيرة بكورونا، وفقاً للمسؤول الصحي، إلى 5 حالات لمخالطين لعائدين من جمهورية مصر والولايات المتحدة الأميركية، فيما تعرض الخمسة الباقون للمرض عن طريق الانتشار المجتمعي، دون أن تثبت مخالطتهم لأي مصاب معروف.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».