الحالات «الوافدة» تثير مخاوف «الموجة الثانية» في الصين

توقع تمديد العزل العام في الهند والسماح باستئناف بعض عمليات التصنيع

صينيتان أمام ملصقات إرشادية تتعلق بوباء «كوفيد - 19» في مدينة غوانزو الجنوبية أمس (إ.ب.أ)
صينيتان أمام ملصقات إرشادية تتعلق بوباء «كوفيد - 19» في مدينة غوانزو الجنوبية أمس (إ.ب.أ)
TT

الحالات «الوافدة» تثير مخاوف «الموجة الثانية» في الصين

صينيتان أمام ملصقات إرشادية تتعلق بوباء «كوفيد - 19» في مدينة غوانزو الجنوبية أمس (إ.ب.أ)
صينيتان أمام ملصقات إرشادية تتعلق بوباء «كوفيد - 19» في مدينة غوانزو الجنوبية أمس (إ.ب.أ)

تنتهي اليوم الثلاثاء فترة العزل العام الذي فرضته السلطات الهندية على 1.3 مليار مواطن ولمدة 21 يوماً لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد، في وقت أعلنت فيه الصين أعلى عدد من حالات الإصابة بالفيروس منذ نحو ستة أسابيع نتيجة زيادة في عدد المسافرين المصابين القادمين من الخارج، في تأكيد للتحديات التي تواجهها بكين في منع حدوث موجة ثانية من «كورونا»، بحسب تقرير لوكالة «رويترز» أمس.
وأشارت الصين أمس إلى تسجيل 108 حالات إصابة جديدة بفيروس «كورونا» يوم الأحد، بزيادة على 99 حالة قبل يوم، وهو ما يمثّل أعلى عدد من الإصابات منذ الإعلان عن 143 حالة إصابة في الخامس من مارس (آذار) الماضي. وتبلغ الآن حالات الإصابة المؤكدة في بر الصين الرئيسي 82160 حالة في حين ارتفع عدد حالات الوفاة حالتين ليصل إلى 3341 حالة.
وقالت لجنة الصحة الوطنية، أمس (الاثنين)، إن 98 من الحالات الجديدة لأشخاص دخلوا الصين من بلد آخر في زيادة قياسية جديدة وبارتفاع عن 97 حالة تم تسجيلها قبل يوم. وتراجع عدد الحالات التي لم تظهر عليها أعراض إلى 61 من 63 قبل يوم.
وأعلن إقليم هيلونغجيانغ، المجاور لروسيا بشمال شرق الصين، 56 حالة إصابة جديدة منها 49 حالة من روسيا.
وقالت المدن الصينية القريبة من الحدود مع روسيا، يوم الأحد، إنها ستشدد القيود على الحدود وإجراءات العزل الصحي للقادمين من الخارج.
في غضون ذلك، رفض ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية انتقادات وجهت لبلاده على خلفية ما تردد عن إساءة معاملة السلطات للأفارقة في مدينة غوانزو بجنوب البلاد. وقال الناطق زهاو ليجيان، في بيان نُشر مساء الأحد، إن الحكومة تعامل الأجانب بصورة متساوية، وتولي اهتماماً كبيراً بحياتهم وصحتهم، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وجاء في البيان: «نحن نرفض المعاملة التمييزية، ولا نتسامح تجاه التمييز».
ولفتت الوكالة الألمانية إلى أن مسؤولين أفارقة كانوا قد قالوا إن مواطنيهم يتعرضون لتمييز من جانب سلطات مدينة غوانزو، أثناء اتخاذها إجراءات لاحتواء حالات الإصابة بفيروس «كورونا» القادمة من الخارج. وأضاف المسؤولون أن الأفارقة تعرضوا للإساءة في المعاملة وجرى إجلاؤهم من الفنادق وإخضاعهم قسرا لاختبارات فحص فيروس «كورونا». وكانت مدينة غوانزو قد سجلت 119 حالة إصابة بفيروس «كورونا» لقادمين من الخارج، بينهم 25 أجنبياً، بحسب ما قاله عمدة المدينة وين جوهوي في مؤتمر صحافي الأحد.
على صعيد آخر، قالت وزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، في بيان ليلة الأحد، إن الصين أكدت وجود حالتي إصابة بحمى الخنازير الأفريقية في إقليمي قانسو وشنشي.

- اليابان
ذكرت وسائل إعلام يابانية أمس أن العاصمة طوكيو سجلت 91 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد في استمرار الزيادة في العدد الإجمالي للحالات في المدينة. لكن الرقم المسجل الاثنين شكل تراجعاً عن العدد المسجل يوم الأحد والذي بلغ 166 إصابة، بحسب ما أفادت به وكالة «رويترز».
وأعلنت المدينة الأسبوع الماضي حالة الطوارئ وطلبت من السكان البقاء في منازلهم قدر المستطاع.

- الهند
قال مصدران حكوميان إن الهند تعتزم استئناف بعض عمليات التصنيع بعد 15 أبريل (نيسان) لتعويض الأضرار الاقتصادية التي نجمت عن إجراءات العزل العام لمكافحة فيروس «كورونا» حتى في الوقت الذي تدرس فيه تمديد هذا العزل، بحسب «كورونا».
ومن المقرر أن ينتهي اليوم الثلاثاء العزل العام الذي تم فرضه لمدة 21 يوماً على سكان الهند الذين يتجاوز عددهم 1.3 مليار نسمة، ولكن من المتوقع على نطاق واسع أن تمدده الحكومة حتى نهاية الشهر مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» إلى 9125 حالة ووصول عدد حالات الوفاة إلى 308 حالات أمس.
وقال أحد المصدرين إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أصدر أوامر لبعض الوزراء بوضع خطط لفتح بعض الصناعات المهمة بعد تضرر سبل عيش الفقراء. وأضاف المصدر أن الحكومة تفكر في السماح باستئناف بعض العمليات تحت إرشادات يجري وضعها.
ولم ترد وزارة التجارة والصناعة على طلب للتعليق من خلال البريد الإلكتروني. وامتنع كبير المتحدثين باسم الحكومة عن التعليق.
من ناحية أخرى، أوصت وزارة الصناعة في رسالة اطلعت «رويترز» عليها باستئناف بعض عمليات التصنيع في قطاعات السيارات والمنسوجات والدفاع والإلكترونيات وقطاعات أخرى. وقالت الوزارة في الرسالة الموجهة لوزارة الداخلية إن هذا يمكن تحقيقه من خلال تقليص نوبات العمل بعدد أقل من العمال لضمان التباعد الاجتماعي.

- أفغانستان
أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية وحيد الله ميار، أمس، تسجيل 58 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» في البلاد خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الإصابات إلى 665 حالة، بحسب الوكالة الألمانية.
ونقلت قناة «طلوع نيوز» الإخبارية الأفغانية عن وحيد الله ميار، قوله في مؤتمر صحافي أمس، إن هناك 38 شخصاً على الأقل تعافوا من الإصابة بالفيروس. وتم تسجيل 21 حالة وفاة في البلاد.

- كازاخستان
قالت حكومة كازاخستان أمس إن 3.7 مليون أي نحو 20 في المائة من سكان البلد المصدر للنفط الواقع في آسيا الوسطى تقدموا بطلبات للحصول على مساعدات مالية من الحكومة بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
وقال وزير العمل بيرجان نوريمبتوف إن الحكومة وافقت بالفعل على 1.8 مليون من هذه الطلبات. وكانت الحكومة قد عرضت دفع 42500 تنج (حوالي مائة دولار) شهرياً لكل مواطن فقد مصدر رزقه خلال فترة الطوارئ التي بدأت يوم 16 مارس ومن المتوقع أن تستمر حتى نهاية أبريل.

- تايلند
سجلت وزارة الصحة التايلندية أمس 28 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، ليرتفع إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 2579 حالة. ويعد عدد حالات الإصابة الجديدة هو الأقل الذي يتم تسجيله خلال يوم واحد في تايلند منذ 14 مارس الماضي. كما توفي شخصان آخران بالفيروس، لتصل حصيلة الوفيات إلى 40، مع تعافي 1288 شخصاً.

- نيوزيلندا وأستراليا
قال مسؤولون في نيوزيلندا وأستراليا اللتين أشيد بهما عالمياً بسبب علامات النجاح المبكرة في مكافحة انتشار فيروس «كورونا» إن من السابق لأوانه بدء تخفيف قواعد التباعد الاجتماعي أو إعادة فتح اقتصاداتهما، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز».
وتراجع معدل الإصابات الجديدة بالفيروس بشكل كبير في كل من البلدين دون الضغط على قدرات الأنظمة الصحية. وفرضت نيوزيلندا تطبيق إجراءات عزل عام واسعة النطاق، كما فرضت أستراليا أيضاً قيوداً مشددة على أنشطة كثيرة.
وسجلت نيوزيلندا خامس حالة وفاة بسبب «كورونا» أمس الاثنين ولكن حالات الإصابة الجديدة ارتفعت في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو خمسة ملايين نسمة 15 حالة فقط وهو سدس ما تم تسجيله أوائل أبريل ليصل مجمل عدد الحالات إلى 1064.
وذكرت وزارة الصحة الأسترالية ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بـ«كورونا» 33 حالة أمس في أبطأ معدل خلال شهر وأقل من عشر ما تم تسجيله قبل أسبوعين. ويوجد الآن بأستراليا 6322 حالة إصابة و61 حالة وفاة.
وقال وزير الصحة غريغ هنت إن من السابق لأوانه تخفيف القيود رغم تباطؤ الحالات. وأضاف هنت «الآن وقت البقاء على هذا النهج ومواصلة إجراءات العزل الذاتي والتباعد الاجتماعي. هذا يؤدي إلى خفض حقيقي في معدل الزيادة».
وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن إنه سيتم اتخاذ قرار في 20 أبريل بشأن ما إذا كان سيتم تمديد العزل العام وحالة الطوارئ التي أعلنت في أواخر مارس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

رئيس كوريا الجنوبية يتعهد بالقتال «حتى آخر لحظة» دفاعاً عن منصبه

الشرطة تغلق الطريق أمام المتظاهرين المطالبين بعزل الرئيس في سيول الخميس (رويترز)
الشرطة تغلق الطريق أمام المتظاهرين المطالبين بعزل الرئيس في سيول الخميس (رويترز)
TT

رئيس كوريا الجنوبية يتعهد بالقتال «حتى آخر لحظة» دفاعاً عن منصبه

الشرطة تغلق الطريق أمام المتظاهرين المطالبين بعزل الرئيس في سيول الخميس (رويترز)
الشرطة تغلق الطريق أمام المتظاهرين المطالبين بعزل الرئيس في سيول الخميس (رويترز)

قال الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، الخميس، إنه «سيقاتل حتى النهاية»، فيما تشير التوقعات إلى أن حزبه سيُصوّت مع المعارضة لصالح مساءلته، تمهيداً لعزله بسبب إعلانه الأحكام العرفية، وهي الخطوة التي ألقت بالدولة الآسيوية الحليفة للولايات المتحدة في بوتقة الاضطرابات. وفي خطاب مطول بثه التلفزيون، قال رئيس رابع أكبر اقتصاد في آسيا، إن كوريا الشمالية اخترقت لجنة الانتخابات في كوريا الجنوبية، مما ألقى بظلال من الشك على هزيمة حزبه الساحقة في الانتخابات في أبريل (نيسان)، كما نقلت وكالة «رويترز».

يون أمام خيارين

ويأمل يون أن يحتشد حلفاؤه السياسيون لدعمه، لكن هذا بدا أقلّ احتمالاً بعد خطابه الناري؛ إذ ردّ زعيم حزب «سلطة الشعب» الحاكم بأن الوقت قد حان ليستقيل يون أو يعزله البرلمان. ومن المتوقّع أن يدعم سبعة أعضاء على الأقل من الحزب مقترحاً جديداً للمساءلة بهدف العزل، حيث أعلن عضوان أنهما سيصوّتان لصالحه. وهناك حاجة إلى ثمانية أصوات على الأقل من حزب «سلطة الشعب» لضمان أغلبية الثلثين المطلوبة لعزل يون. وقال يون إن المعارضة «تلعب بالنار» من خلال السعي لتجريد رئيس منتخب ديمقراطياً من السلطة، بعد تسعة أيام من محاولته التي أُحبطت لمنح سلطات كاسحة للجيش. وأضاف: «سأقاتل حتى النهاية. سواء قاموا بعزلي أو التحقيق معي، سأواجه كل شيء بثبات».

وتصريحاته هي الأولى منذ اعتذاره، السبت، ووعده بترك مصيره في يد حزبه. ومن المتوقع أن يواجه يون تصويتاً ثانياً بشأن مساءلته في البرلمان السبت، بعد أسبوع من فشل المحاولة الأولى بسبب مقاطعة غالبية نواب الحزب الحاكم التصويت.

وسيؤدي التصويت على المساءلة بغرض العزل إلى إحالة القضية إلى المحكمة الدستورية، التي أمامها ما يصل إلى ستة أشهر لتقرير ما إذا كان سيتم عزل يون من منصبه من عدمه.

انقسام حزبي

في أحدث مؤشر على أن يون يفقد قبضته على السلطة، قال زعيم حزب «سلطة الشعب»، هان دونغ هون، في اجتماع لأعضاء الحزب، الخميس، إنه ينبغي عليهم الانضمام إلى المعارضة لعزل الرئيس. لكن لا يزال الحزب منقسماً بشدة، ويواصل بعض نواب حزب «سلطة الشعب» دعم الرئيس.

وفي تأكيد على الانقسامات، اختار الحزب عضواً قريباً من الرئيس بوصفه زعيماً له بأغلبية الأصوات. وقال كويون سيونغ دونغ بعد اختياره إن السياسة الرسمية للحزب لا تزال معارضة لعزل يون. ويخضع الرئيس بشكل منفصل لتحقيق جنائي بتهمة التمرد بسبب إعلانه الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، والتي ألغاها بعد ساعات، مما أشعل أكبر أزمة سياسية في كوريا الجنوبية منذ عقود.

وفي تكرار لتصريحاته لتبرير إعلان الحكام العرفية، قال يون في خطابه إن «الجماعات الإجرامية» التي شلّت شؤون الدولة، وعطّلت سيادة القانون يجب منعها بأي ثمن من السيطرة على الحكومة. وكان يشير إلى الحزب الديمقراطي المعارض الذي أثار مزاعم عن مخالفات حكومية.

وتحدّث يون مُطوّلاً عن اختراق مزعوم من كوريا الشمالية للجنة الانتخابات الوطنية، العام الماضي، دون ذكر أدلة. وقال إن جهاز المخابرات الوطني اكتشف الهجوم الإلكتروني لكن اللجنة، وهي هيئة مستقلة، رفضت التعاون الكامل في التحقيق والتفتيش على نظامها. وأضاف أن الاختراق ألقى بظلال من الشك على نزاهة انتخابات أبريل، التي خسرها حزبه بأغلبية ساحقة، ودفعه إلى إعلان الأحكام العرفية.