في أماكن أخرى عبر العالم وليس في العراق، صادف مصابون بفيروس كورونا حالات تنمّر وعدم قبول بهم لخشية الناس من انتقال المرض عبرهم. شاهد العالم أيضاً، حالات تنمّر ضد أصحاب البشرة الصفراء من الآسيويين الذي صاروا الممثلين الشرعيين لسكان مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها الفيروس في رحلته الوبائية الممتدة عبر العالم. أما في العراق فالأمر مختلف تماماً، لسبب بسيط وغريب في آن، وهو أن الناس، بعضهم بكل تأكيد، مارسوا التنمّر ضد جثامين الضحايا المتوفين نتيجة المرض من خلال عدم السماح بدفنهم في بعض المقابر العامة في النجف وديالى، خاصة في الأيام الأولى من إعلان حالات الوفاة. بعد أن سرت إشاعات بين الناس، تتحدث عن أن جثامين ضحايا الفيروس، تنقل العدوى إلى السكان القريبين من المقابر بغض النظر عن بعد أو قرب المسافة أو عمق الحفرة التي توارى فيها الجثمانين.
قبل نحو أسبوعين، خرجت عشائر مسلحة في محافظة ديالى لمنع أحد العوائل التي كانت برفقة الكوادر الصحية من دفن رب الأسرة التي توفي بعد إصابته بالفيروس بمقبرة المدينة. كذلك رفض السكان في منطقة البسماية جنوب العاصمة بغداد، الفرق الصحية من دفن الموتى بالقرب من منطقهم. وفي مقابر محافظة النجف الكبيرة حدثت أمور مماثلة.
وحيال ذلك «التنمر» غير المبرر من قبل البعض على جثامين الضحايا، أصدرت وزارة الصحة مجموعة بيانات سعت فيها إلى تبديد مخاوف الناس، والتأكيد على أن «الموتى لا ينقلون العدوى». وقامت جهات من بينها العتبة الحسينة في كربلاء وجهات تابعة لـ«الحشد الشعبي» بالتكفل بدفن بعض موتى «كورونا».
عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي أبلغ «الشرق الأوسط»، بأن «مشكلة الدفن تراجعت هذه الأيام، لكنها ما زالت قائمة، خاصة إذا ما واجهت البلاد حالات وفاة كثيرة. المؤسف، أن الموضوع تحول إلى وصمة اجتماعية بنظر بعض الناس».
15:2 دقيقه
العراق... عندما تفقد الجثامين احترامها
https://aawsat.com/home/article/2232801/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7
العراق... عندما تفقد الجثامين احترامها
- بغداد: فاضل النشمي
- بغداد: فاضل النشمي
العراق... عندما تفقد الجثامين احترامها
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة