روسيا ترفع درجة التأهب في انتظار «أسابيع حاسمة»

رجال أمن في الساحة الحمراء الخالية من المارة في موسكو أمس (أ.ف.ب)
رجال أمن في الساحة الحمراء الخالية من المارة في موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

روسيا ترفع درجة التأهب في انتظار «أسابيع حاسمة»

رجال أمن في الساحة الحمراء الخالية من المارة في موسكو أمس (أ.ف.ب)
رجال أمن في الساحة الحمراء الخالية من المارة في موسكو أمس (أ.ف.ب)

دخلت روسيا مرحلة صعبة في مواجهة ازدياد تفشي وباء «كورونا» (كوفيد19)، وسط توقعات متشائمة، واستعدادات واسعة لتصاعد معدلات الإصابات. وأقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن «الوضع يتغيّر نحو الأسوأ»، ولمّح إلى استعداده للاستعانة بالجيش لتعزيز البنى التحتية الطبية. وعقد بوتين اجتماعاً طارئاً عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للحكومة الروسية والهياكل المكلفة ملف «كورونا»، لمناقشة الوضع الصحي والوبائي في البلاد. وقال إن «الوضع مع الفيروس التاجي في روسيا يتغير يومياً؛ وليس للأفضل. يصبح المرض شديداً لدى المرضى. ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة إلى حد كبير. يجب أن تكون جميع إجراءات السلطات منظمة بشكل مثالي، مع مراعاة جميع العوامل الخطرة».
وجاء الاجتماع بعد أن حققت معدلات الانتشار معدلات قياسية في اليومين الأخيرين؛ إذ تجاوزت حاجز الألفي إصابة يومياً، وانسحب الأمر نفسه على عدد الوفيات يومياً الذي تصاعد بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة. وسجلت روسيا أمس، 2588 إصابة جديدة؛ نحو 1360 منها في موسكو، كما سجلت 18 حالة وفاة جديدة خلال يوم. ودعا بوتين الحكومة إلى إجراء تقييم شامل وموضوعي للوضع الحالي في البلد بشكل كليّ وفي مناطق معينة، خصوصاً في المناطق ذات المخاطر المتزايدة، مثل موسكو ومحيطها والمدن الكبرى حيث «يوجد تركيز كبير وكثافة سكانية». وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الإضافية لضمان الأمن وحماية صحة المواطنين.
وزاد الرئيس الروسي: «نحن بحاجة إلى توقعات موضوعية. وليس فقط على المدى المتوسط أو على المدى الطويل، ولكن أيضاً لفترات الأيام الثلاثة والسبعة والعشرة المقبلة. أطلب من الحكومة الاحتفاظ بهذه التوقعات وتحديثها باستمرار، بناء على الوضع الحقيقي. وأطلب منكم أن تبلغوني كل يوم». وقال إنه «من الضروري استخدام جميع مواردنا بشكل فعال. نحن بحاجة إلى التفكير في جميع التفاصيل والخيارات، وتوزيع العبء على المستشفيات والعيادات، وتوفير إمكانية المناورة مع مراعاة الوضع في مناطق محددة. وإعادة التوجيه بسرعة بالنسبة إلى مخزون معدات الحماية للعاملين الطبيين، واحتياطات أجهزة التنفس والأدوية، وكذلك الفرق الطبية على وجه التحديد في تلك المناطق والمؤسسات الطبية حيث هم الأكثر طلباً في الوقت المحدد».
وفي تلميح غير مسبوق للاستعانة بالجيش، قال بوتين إن «جنود وزارة الدفاع يعملون بشكل فعال في الخارج، لمساعدة زملائنا الأجانب على مكافحة هذه العدوى. وباتت لديهم بالفعل خبرة كبيرة في العمل في ظروف صعبة إلى حد ما. نحن بحاجة إلى هذه التجربة، وسنضع في حسباننا أيضاً حقيقة أن وزارة الدفاع قد بدأت بالفعل عملياً في كثير من مناطق الاتحاد الروسي لبناء مرافق طبية جديدة (للأمراض المعدية)».
وكانت مساعدة رئيس بلدية العاصمة، أنستازيا راكوفا، نبهت إلى نقص حاد في البنى التحتية الطبية، وزادت: «ارتفع عبء الأجهزة الصحية بشكل حاد. حالياً؛ بلغت مستشفياتنا وخدمات الإسعاف حدودها القصوى»، في حين قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين: «لم نبلغ بعد الذروة، نحن في مكان ما في بداية الذروة ولسنا حتى في منتصفها».
وشددت موسكو بدءاً من الاثنين نظام أذونات تنقّل إلكترونية لتعزيز مراقبة الالتزام بإجراءات العزل في العاصمة الروسية. وهذه الأذونات التي يمكن الحصول عليها عبر تقديم طلب إلكتروني على موقع البلدية، تشمل التنقلات بالسيارة أو وسائل النقل العام للتوجه على سبيل المثال إلى العمل أو الطبيب أو المنزل الريفي.
وسيتمكن سكان موسكو من التنقل سيراً بحُرية للتوجه إلى محال البقالة، لكن البلدية حذرت من أنها ستعمد عند الضرورة إلى تشديد النظام ليشمل هذه التنقلات أيضاً حتى ضمن الحي السكني.
ويعفى من هذا النظام الموظفون البلديون والعسكريون والقضاة والمحامون وكتّاب العدل والصحافيون في تنقلاتهم المهنية.


مقالات ذات صلة

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

صحتك سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

يتوقع خبراء استمرار «كوفيد-19» في 2026، مع هيمنة متحوِّرات «أوميكرون» وأعراض مألوفة، محذِّرين من التهاون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فيروس «كورونا» تسبب في وفيات بالملايين حول العالم (رويترز)

دراسة مصرية تثبت قدرة أدوية الالتهاب الكبدي على الحد من وفيات «كوفيد - 19»

كشفت دراسة طبية مصرية عن نجاح دواء يستخدم في علاج مرضى فيروس (التهاب الكبدي الوبائي سي) في الحد من مضاعفات الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» المعروف بـ«كورونا»

نصري عصمت (لندن)
أوروبا سجّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة كورونا في أوروبا إذ حصد «كوفيد - 19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

أكثر من 14 مليار دولار تكلفة الاحتيال المتعلق بـ«كوفيد - 19» في بريطانيا

بلغت تكلفة الاحتيال المتعلق ببرامج الدعم الحكومي خلال جائحة كوفيد - 19 في بريطانيا 10.9 مليار جنيه إسترليني (14.42 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق امرأة ترتدي الكمامة خلال فترة انتشار الجائحة في كندا (رويترز)

كيف أثّر وباء «كوفيد» على مرحلة البلوغ لدى الفتيات؟

تسبب الإغلاق الذي فُرض بعد انتشار جائحة «كوفيد - 19» في توقف شبه تام للحياة، وشهد مئات الملايين من الأشخاص تغيُّرات جذرية في أنماط حياتهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك طفلة تتلقى جرعة من لقاح «موديرنا» لفيروس «كورونا» بصيدلية سكيباك في شوينكسفيل - بنسلفانيا (رويترز)

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

قال مارتي ماكاري، مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، اليوم (السبت)، إن البيانات أظهرت وفاة 10 أطفال؛ بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

10 دول غربية تعبر عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة

​تدهور ‌الوضع الإنساني في غزة (أ.ف.ب)
​تدهور ‌الوضع الإنساني في غزة (أ.ف.ب)
TT

10 دول غربية تعبر عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة

​تدهور ‌الوضع الإنساني في غزة (أ.ف.ب)
​تدهور ‌الوضع الإنساني في غزة (أ.ف.ب)

عبرت بريطانيا وكندا وفرنسا ودول أخرى في بيان مشترك، اليوم ‌الثلاثاء، ‌عن ‌قلقها البالغ ⁠إزاء ​تدهور ‌الوضع الإنساني في غزة، ودعت إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات ⁠عاجلة.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء في ‌البيان الصادر عن ‍وزراء خارجية كندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وآيسلندا واليابان والنرويج ​والسويد وسويسرا وبريطانيا: «نعبر ⁠عن قلقنا البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني مجدداً في غزة، والذي لا يزال كارثياً».


الشرطة الأسترالية: مُنفِّذا «هجوم شاطئ بونداي» تصرفا بشكل منفرد

قدمت مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية كريسي باريت آخر المستجدات بشأن التحقيق في هجوم بونداي الإرهابي في إطار عملية أركيس (د.ب.أ)
قدمت مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية كريسي باريت آخر المستجدات بشأن التحقيق في هجوم بونداي الإرهابي في إطار عملية أركيس (د.ب.أ)
TT

الشرطة الأسترالية: مُنفِّذا «هجوم شاطئ بونداي» تصرفا بشكل منفرد

قدمت مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية كريسي باريت آخر المستجدات بشأن التحقيق في هجوم بونداي الإرهابي في إطار عملية أركيس (د.ب.أ)
قدمت مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية كريسي باريت آخر المستجدات بشأن التحقيق في هجوم بونداي الإرهابي في إطار عملية أركيس (د.ب.أ)

أعلنت الشرطة الأسترالية اليوم (الثلاثاء) أن المشتبه بهما في تنفيذ عملية إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني، لم يكونا على ما يبدو جزءاً من خلية إرهابية، وفق ما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتتهم السلطات نافيد أكرم ووالده ساجد بإطلاق النار خلال احتفال يهودي في شاطئ بونداي في 14 ديسمبر (كانون الأول)، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، وإصابة العشرات، في أسوأ اعتداء تشهده البلاد منذ قرابة ثلاثة عقود.

وقالت مفوّضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية كريسي باريت في مؤتمر صحافي: «يعتقد أن هذين الفردين تصرفا بشكل منفرد».

وأضافت: «لا يوجد دليل يشير إلى أن المشتبه بهما كانا جزءاً من خلية إرهابية أوسع، أو أنهما تلقيا توجيهات من آخرين لتنفيذ الهجوم».

ساجد ونفيد أكرم مسلحان بثلاثة أسلحة نارية وهما يطلقان النار على حشدٍ متجمع في حديقة آرتشر بشاطئ بونداي (أ.ف.ب)

وأشارت إلى أن الشرطة ستواصل التحقيق في سبب سفرهما إلى مدينة دافاو، حيث أظهرت فيديوهات من كاميرات مراقبة أنهما بالكاد غادرا فندقهما.

وأضافت: «أريد أن أكون واضحة. أنا لست أقترح أنهما كانا هناك من أجل السياحة».

وتعتقد الشرطة أن الثنائي «خططا بدقة» للهجوم على مدى أشهر، ونشرت صوراً تظهرهما يتدربان على استخدام البنادق في الريف الأسترالي.

وأفادت الشرطة أيضاً بأن الرجلين سجلا مقطع فيديو في أكتوبر (تشرين الأول) ينددان فيه بـ«الصهاينة» قبل تنفيذ هجومهما.

تُظهر هذه الصورة منظراً عاماً لعلمٍ محلي الصنع لتنظيم «داعش» وُجد داخل السيارة المسجلة باسم نافيد أكرم في سيدني (أ.ف.ب)

وظهرا في تسجيل فيديو عثر عليه في هاتف أحدهما جالسين أمام راية تنظيم «داعش».

وأردت الشرطة ساجد أكرم (50 عاماً) أثناء وقوع الهجوم، بينما أصيب نافيد (24 عاماً).

واتُهم الهندي الأصل ساجد أكرم (50 عاماً) ونجله نافيد أكرم (24 عاماً) بقتل 15 شخصاً وإصابة عشرات آخرين بإطلاقهما النار على تجمع للاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في 14 ديسمبر، في هجوم وصفته السلطات بأنه معادٍ للسامية.

وفي رسالة صدرت، الاثنين، دعت 17 عائلة ألبانيزي إلى «إنشاء لجنة ملكية للتحقيق في التصاعد السريع لمعاداة السامية في أستراليا»، ومراجعة «إخفاقات قوات إنفاذ القانون والاستخبارات والسياسة التي أدت إلى مذبحة شاطئ بونداي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الخميس، خططاً لإطلاق وسام وطني للشجاعة لتكريم المدنيين وأفراد الاستجابة الأولى الذين واجهوا «أسوأ مظاهر الشر» خلال هجوم إرهابي أسفر عن مقتل 15 شخصاً وألقى بظلال ثقيلة على موسم الأعياد في البلاد.

وقال ألبانيزي إنه يعتزم إنشاء نظام تكريم خاص لأولئك الذين عرضوا أنفسهم للخطر للمساعدة خلال الهجوم الذي استهدف احتفالاً بعيد «الحانوكا» على شاطئ البحر، ومن بينهم أحمد الأحمد، وهو مسلم سوري-أسترالي تمكن من تجريد أحد المهاجمين من سلاحه قبل أن يصاب هو نفسه.


مجلس الأمن يؤكد احترام سيادة الصومال ووحدته

السفير البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي خلال الجلسة (إ.ب.أ)
السفير البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي خلال الجلسة (إ.ب.أ)
TT

مجلس الأمن يؤكد احترام سيادة الصومال ووحدته

السفير البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي خلال الجلسة (إ.ب.أ)
السفير البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي خلال الجلسة (إ.ب.أ)

أكد خالد خياري مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يوم الاثنين أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» الانفصالي أن المجلس شدد في جلسته على احترام سيادة الصومال ووحدته وسلامة أراضيه.

ودعا مساعد الأمين العام الأطراف الصومالية للانخراط في حوار سلمي وبناء.

من جانبها انتقدت المندوبة الأميركية الاجتماع وقالت إن «اجتماعات مثل اجتماع اليوم تشتت الانتباه عن العمل الجاد لمعالجة قضايا السلم والأمن الدوليين بما في ذلك في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي». واتهمت المندوبة الأميركية مجلس الأمن بازدواجية المعايير، وقالت إن إسرائيل تتمتع بنفس الحق في إقامة علاقات دبلوماسية مثل أي دولة أخرى ذات سيادة.

لكن السفير البريطاني جدد أمام مجلس الأمن تأكيد بلاده على دعم سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي ووحدته، وقال إن بريطانيا لا تعترف باستقلال إقليم «أرض الصومال».