إصابات المغتربين الليبيين بالفيروس تعمّق الأحزان

تركيا ترسل مساعدات طبية إلى عناصرها في طرابلس

محلات مغلقة وشوارع خاوية في العاصمة الليبية طرابلس أول من أمس في إطار إجراءات السلطات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (أ.ف.ب)
محلات مغلقة وشوارع خاوية في العاصمة الليبية طرابلس أول من أمس في إطار إجراءات السلطات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (أ.ف.ب)
TT

إصابات المغتربين الليبيين بالفيروس تعمّق الأحزان

محلات مغلقة وشوارع خاوية في العاصمة الليبية طرابلس أول من أمس في إطار إجراءات السلطات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (أ.ف.ب)
محلات مغلقة وشوارع خاوية في العاصمة الليبية طرابلس أول من أمس في إطار إجراءات السلطات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (أ.ف.ب)

سادت مشاعر مختلطة في ليبيا بين ما يراه البعض انحساراً لفيروس «كوفيد ـ 19» في البلاد، وما أظهرته نتائج التحاليل «الإيجابية» التي أُجريت لعدد من المغتربين الليبيين في بعض دول العالم، بينها بريطانيا وكندا، ما تسبب في حزن وتوتر كبيرين بين المواطنين داخل ليبيا، انعكسا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفادت السفارة الليبية في لندن بأنه تم تسجيل 8 حالات جديدة لمواطنين ليبيين في بريطانيا بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 50 حالة، بينها حالتا وفاة و4 حالات تماثلت للشفاء.
وأوضحت السفارة، في بيانها، مساء أول من أمس، أن من بين المصابين 17 رجلاً (حالات 7 منهم حرجة)، و20 طفلاً، لافتة إلى أن حالتي الوفاة كانتا لشخصين يعانيان من أمراض مزمنة وتجاوزا الستين من العمر.
في غضون ذلك، حذّر المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا من التجول في الأسواق، لأنه قد يكون «مصدراً كبيراً للعدوى»، مطالباً المواطنين باتباع الإرشادات الوقائية، ومشيراً إلى عدم تسجيل إصابات جديدة بالفيروس في ليبيا منذ أول من أمس. وقال المحلل السياسي عيسى عبد القيوم، في إدراج له عبر صفحته على «فيسبوك» أمس، «عندما يمر على دولة ما يوم بدون إعلان إصابات جديدة يعتبر نصراً وخبراً جيداً. نحن في ليبيا تمر الأسابيع دون تسجيل إصابات، ونسجل تعافي العدد القليل منها، فلنحمد الله ونعمل على مزيد من الوقاية».
كان المركز الوطني أعلن عن وجود 23 إصابة في عموم البلاد، بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة، وتعافي 8 مواطنين. لكن ليبيين يرون أنه على رغم عدم ظهور حالات جديدة مصابة، فإن عدم التوسع في عمليات الفحص طبياً يمكن أن يعني أن هناك إصابات أكبر من المُعلن عنها.
وعبّر كثير من المواطنين عن حزنهم لتزايد الإصابات بين الليبيين المقيمين بالخارج، خصوصاً في بريطانيا وكندا، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات التضامن والمواساة لأهالي المتوفين والمصابين بالفيروس، وسط حالة غضب، نظراً لوجود عالقين بالآلاف في دول العالم.
ودعت الحكومة الليبية الموازية بشرق ليبيا، خلال اليومين الماضيين، كافة رعايا البلاد العالقين في مصر والأردن، الذين غادروا ليبيا اعتباراً من مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى ضرورة التواصل مع المندوبين المكلفين من قبلها. ورصدت الحكومة أرقام هواتف يمكن للمواطنين الاتصال عليها لتيسير أمورهم، لكنها لم توضح أي تفاصيل تتعلق بعودتهم إلى ليبيا.
إلى ذلك، استقبلت أوساط سياسية واجتماعية في شرق البلاد بالسخرية والانتقاد نبأ إرسال تركيا مساعدات طبية إلى العاصمة طرابلس، ولعناصرها الاستشاريين العسكريين الذين يتولون تدريب قوات حكومة «الوفاق» هناك ويديرون هجماتها، مشيرة إلى أن «أنقرة ترسل طائراتها المسيرة لقتل الليبيين، لكنها تحرص في الوقت ذاته على علاج قواتها خوفاً عليهم من الموت بكورونا». وقال الصالحين النيهومي، السكرتير الثالث بديوان وزارة الخارجية في مدينة البيضاء (شرق ليبيا)، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الرئيس رجب طيب إردوغان، «يحرص على إرسال الموت إلى ليبيا، وبالتالي لن يرسل لنا الحياة»، مشيراً إلى أن «كميات الدواء التي بدت قليلة عند تفريغها من الطائرة هي بالكاد تكفي ضباطه وعناصره الاستخباراتية في طرابلس ومطار معيتيقة».
كان بيان مقتضب لوزارة الدفاع التركية نقلته وسائل إعلام محلية عن وكالة «الأناضول»، مساء أول من أمس، أفاد بأنه تم إرسال إمدادات طبية إلى «إخواننا الليبيين وفرق التعاون والاستشارات العسكريين للتدريب الموجودين هناك».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.