سلطات الجزائر توقف صحيفة وإذاعة بسبب تغطيتهما «الحراك»

تأجيل محاكمة رموز نظام بوتفليقة واقتراح إجرائها «عن بعد»

TT

سلطات الجزائر توقف صحيفة وإذاعة بسبب تغطيتهما «الحراك»

بينما أعلن أمس في الجزائر عن تعطيل صحيفة إلكترونية خاصة، وإذاعة تابعة لها تبث على الإنترنت لأسباب سياسية، قررت وزارة العدل تأجيل محاكمة عديد من رموز حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى تواريخ لاحقة، مع اقتراح تنظيمها بتقنية النقل عن بعد، في حال طالت مدة الحجر الصحي.
وأكد مسؤولو الصحيفة الإلكترونية الناطقة بالفرنسية «ماغراب إيمارجان» (مغرب عربي ناشئ)، أمس، تعطيل بثها، بعد يومين من رفض سلطات ولاية العاصمة تسليم رخص استثنائية لصحافييها للعمل في الميدان، خلال الظروف الصحية التي تمر بها البلاد، بعكس صحافيين من مؤسسات أخرى، حصلوا على التصريح.
كما تم تعطيل «راديو إم» (إذاعة المغرب العربي) التابعة لها والتي تبث برامجها على الإنترنت. ولم يعد ممكناً متابعة ما تنتجه هذه المؤسسة الإعلامية من أخبار وبرامج، إلا من خارج البلاد.
وأوضح القائمون على الصحيفة والإذاعة اللتين يديرهما الصحافي قاضي إحسان، أنهم لا يواجهون أي مشكلة فنية في النشر والبث؛ لكنهم يرون أنهم يوجدون حالياً في الوضعية نفسها التي وجد فيها الموقع الإلكتروني الأشهر، (كل شيء عن الجزائر)، عندما تم تعطيله العام الماضي لشهور طويلة، من دون أن تعلن الحكومة عن ذلك؛ حيث تم إعطاء أوامر للشركة الحكومية للاتصالات، الجهة الوحيدة للتزويد بالإنترنت، بتعطيله بسبب خطه التحريري الذي تعتبره السلطات «معادياً لها».
ويعتقد بأن الأمر نفسه حدث مع «ماغراب إيمارجان» وإذاعتها التي يطلق عليها «راديو الحراك». وكانت السلطات قد سجنت الأسبوع الماضي مُنشِّط برنامج سياسي أسبوعي في هذا الراديو، وهو الصحافي خالد درارني، وهو في الوقت نفسه مراقب «مراسلون بلا حدود»، في الجزائر، وذلك على خلفية تغطيته أحداث الحراك واعتقال المتظاهرين.
وكان وزير الاتصال عمار بلحيمر قد عقد اجتماعات مع مسؤول النشر الإلكتروني، وتعهد بتسوية وضع مؤسساتهم بحكم غياب قانون يضبط الصحافة الإلكترونية. وصرح بأن الحكومة «لا تفرق بين الصحف الإلكترونية والصحافة المكتوبة».
إلى ذلك، ذكر مصدر قضائي أن محاكمات كانت مبرمجة الشهر الجاري، تم تأجيلها إلى الشهر المقبل، تخص وزيري الزراعة السابقين سعيد بركات وجمال ولد عباس، ووزير العدل سابقاً الطيب لوح، ووزير الطاقة سابقاً شكيب خليل الذي يقع تحت طائلة أمر دولي بالقبض؛ زيادة على مجموعة من رجال الأعمال المحسوبين على الرئيس السابق، حسب المصدر نفسه، أبرزهم محي الدين طحكوت، صاحب شركة تركيب السيارات وشركة لنقل طلاب الجامعات، المسجون مع نجله وشقيقه.
ويوجد المعنيون بالمحاكمة في السجن منذ عدة شهور، بعد أن تمت متابعتهم بعد رحيل بوتفليقة عن الحكم العام الماضي، في سياق موجة غضب شعبي كبيرة ضد النظام. وتم اتهامهم في قضايا فساد مرتبطة بمشروعات وصفقات ضخمة، كان المال العام ضحيتها، باستثناء لوح المتهم بتعطيل إطلاق متابعات ضد رموز من النظام، ضالعين في الفساد، بهدف حمايتهم، وذلك من موقعه، الجهة التي تأمر بتحريك الدعوى العمومية.
وأفاد المصدر القضائي بأن القانون لا يجبر المعنيين على قبول المحاكمة عن بعد، وهو ما تقترحه وزارة العدل في ظل الأزمة الصحية. وأضاف المصدر أن له كامل الحق في طلب جلسة بالمحاكم العادية؛ مشيراً إلى أن «الأمر ترك لهم ولمحاميهم حول ما إذا وافقوا على تنظيم محاكمة انطلاقاً من قاعة في السجن مخصصة للغرض».
وأجلت محكمة البليدة جنوبي العاصمة، أول من أمس، محاكمة مدير الشرطة السابق، اللواء عبد الغني هامل، ورئيس أمن ولاية العاصمة سابقاً نور الدين براشدي، إلى الثالث من مايو (أيار) المقبل، واقترحت إجراءها عن بعد. واتُّهم المسؤولان الأمنيان بـ«استغلال النفوذ لتحقيق منافع شخصية».
وكانت محكمة الجنح قد دانت هامل، الأسبوع الماضي، بـ15 سنة سجناً في قضية فساد، وحكمت بالسجن في القضية نفسها على زوجته ونجليه وابنته.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».