ليا بو شعيا: لا أحفظ أدواري قبل وقت كي لا أخسر أحاسيسي عند تنفيذها

تلعب البطولة في المسلسل الرمضاني «النحات»

تطل ليا بو شعيا في موسم رمضان المقبل
تطل ليا بو شعيا في موسم رمضان المقبل
TT

ليا بو شعيا: لا أحفظ أدواري قبل وقت كي لا أخسر أحاسيسي عند تنفيذها

تطل ليا بو شعيا في موسم رمضان المقبل
تطل ليا بو شعيا في موسم رمضان المقبل

قالت الممثلة ليا بو شعيا إنها متحمسة لعرض مسلسل «النحات» في موسم رمضان والذي تؤدي فيه دور البطولة إلى جانب كل من باسل خياط وأمل بوشوشة.
وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة اختياري للعب دور البطولة حملتني مسؤولية كبيرة سيما وأني أقف إلى جانب نجوم في الدراما العربية. فالممثل يتملكه نوع من التوتر والقلق عند أي عمل جديد ينوي دخوله، فكيف إذا كان يتألّف من فريق محترف؟ وهو ما ضاعف عندي الشعور بالخوف». والمعروف أن «النحات» هو من إنتاج شركة «أي سي ميديا» ومن إخراج مجدي السميري.
لم تتردد ليا بو شعيا في دخول تجربتها الدرامية الثانية من بابها العريض، فقد سبق وعرفها الجمهور العربي من خلال مسلسل «بيروت سيتي» الذي خرّج أكثر من نجمة وبينهن دانييلا رحمة. ويشكل وجودها اليوم على الملصق الترويجي لمسلسل «النحات» ترجمة لنجاحها في العمل السابق وحافزا أكبر لتقديم الأفضل في الحالي. فالأنظار تحولت نحوها بشكل تلقائي وهو ما دفعها إلى مضاعفة جهدها هي التي تصف نفسها بـ«شغوفة تمثيل». وتعلّق في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «كل هذه العناصر ولّدت عندي الشعور بالتحدي فركّزت على الشخصية التي ألعبها (مايا) ورحت أقرأها وأتخيلها في ذهني إلى حين رسمت خطوطها العريضة في رأسي، وصرت جاهزة لها».
ولكن كيف تحضّر عادة ليا بو شعيا لأدوارها التمثيلية؟ ترد: «أقرأ النص بتروٍ وأدقق بتفاصيل الشخصية التي أقدمها. كما ألقي نظرة ملية على أدوار من يشاركني العمل كي أستطيع تركيب أداء ينسجم مع غيري، ويريحني في الوقت نفسه. وعادة ما لا أقوم بعملية الحفظ للدور قبل وقت من تنفيذه، بل أنتظر مرحلة التصوير كي لا أخسر أيا من أحاسيسي ومشاعري، ويصبح أدائي بعيدا عن الطبيعية والحقيقة. فكما الأدوار الكوميدية كذلك التراجيدية يلزمها إحساس عال لا يجب أن يضيع من الممثل بفعل تكرار وحفظ النص، والا تصبح الدمعة مفتعلة والضحكة مسطحة».
وتشير الممثلة اللبنانية والتي سبق وعملت في مسرح كركلا للفنون الشعبية أن شخصية (مايا) التي تلعبها في «النحات» محورية وتتضمن مشاعر تختلط بالرومانسية والحزن والفرح، وما إلى هناك من أحاسيس تكتنف دور امرأة تحتفظ بأحزانها في أعماقها إلى حين مصادفتها الحب ضمن علاقة تقلب السحر على الساحر. «يحمل المسلسل رسائل كثيرة، سيما وأنه يدور بين حقبتي الماضي والحاضر. كما أن فيه الكثير من الإثارة والتشويق. وهو باختصار عمل جديد من نوعه لم يسبق أن تابع المشاهد ما يشبهه».
حتى الآن تم إنجاز نحو 50 في المائة من مجمل حلقات العمل وبانتظار أن تعود كاميرته إلى الدوران، فإن ليا بو شعيا تؤكد على المتعة الكبيرة التي ترافقها بفعل الانسجام الموجود بين فريق العمل. وتعلق في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن القول إن جميع الذين أتعاون معهم في هذا المسلسل هم بمثابة أساتذة تمثيل يأخذون الأمور بحرفية ويتمتعون بالتواضع، رغم البريق الذي يرافق مشوارهم منذ بداياتهم حتى اليوم. فكما باسل خياط وأمل بوشوشة، كنت أيضا سعيدة بالتعاون مع فادي إبراهيم وجوزف بو نصار وندى بو فرحات. فهؤلاء شكلوا مركز اهتمامي عندما كنت أتفرج عليهم في أعمال سابقة. واليوم أنا فخورة بوقوفي إلى جانبهم وهم يولوني دعما كبيرا».
وعن شخصية كل منهم تقول: «باسل خياط يريح من يقف أمامه، بعيداً كل البعد عن الفوقية التي تصيب بعض النجوم، وهو يتمتع بطيبة قلب نادرة حتى عندما يريد أن يوصل إلى إشارة معينة في الأداء، فهو يزودني بها بصورة غير مباشرة كي لا يفرضها علي. أما فادي إبراهيم فهو لولب الموقع بضحكته وشخصيته المرحة وعند التمثيل يتحول إلى عملاق. أما ندى بو فرحات فلطالما تأملت أداءها المحترف، وهي تستطيع أن تؤثر علي بتمثيلها من خلال نظراتها المعبرة فأبكي تلقائيا. ولا يمكن أن أنسى جوزف بو نصار الممثل المخضرم والذي يتمتع بنبرة صوت لا تمر مرور الكرام. وهنا لا بد من التنويه بشركة الإنتاج (أي سي ميديا) التي تتعامل مع فريق المسلسل باحترام يشهد له من دون أي تفرقة».
درست ليا بو شعيا اختصاص السمعي ـ البصري في أكاديمية الفنون في جامعة البلمند (ألبا) وتسترجع ذكرياتها فيها: «لقد كان المخرج الراحل جورج نصر أستاذي. وهو أول من شجعني على دخول هذا المجال. فقد تأثرت به كثيرا سيما وأنه كان يعشق التمثيل فتعلمت منه تاريخ السينما اللبنانية والعالمية. وكنت أنبهر به وهو يحكي لنا عن مشواره المهني وكأن التاريخ يتحدث عن نفسه. ومن الأشخاص الذين تأثرت بهم أيضا عبد الحليم كركلا فمنه اكتسبت الكثير وخصوصا كيفية إخراجي أحاسيسي من أعماقي، ترافقها لغة جسد تليق بها».
تتابع ليا بو شعيا الدراما اللبنانية، ومؤخرا شاهدت مسلسل «العودة» لصديقتها دانييلا رحمة. وكذلك فإنها تتابع حاليا مسلسل «ما فيي» لمعتصم النهار وفاليري أبو شقرا. وعمن يلفتها من ممثلين لبنانيين تقول: «هناك لائحة طويلة منهم لا أستطيع أن أتذكرها الآن. فكارمن لبس مثلا ممثلة ترفع لها القبعة. وهي تتمتع بقوة أداء نلحظها حتى بعيونها التي يمكن أن تمدك بالشراسة والحنان معا، حسب الدور الذي تقدمه».
وعن تعاونها مع أمل بشوشة تقول: «في «النحات» لا تجمعني بها إلا مشاهد قليلة جدا لأنها تمثل الماضي في المسلسل بينما أنا أرتبط بالحاضر. ولكني سبق وعملت معها في مسرح كركلا (جميل وبثينة) عندما تشاركنا في تقديمها سوياً في مدينة العلا السعودية. وهي زميلة عفوية تكره الزيف وخفيفة الظل وأحبها كثيرا».
وتختم ليا بو شعيا حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى أن يعجب المسلسل المشاهد العربي. فهو بمثابة محطة هامة في مشواري التمثيلي. كما أنه من الأعمال التي جذبتني منذ اللحظة الأولى لقراءتي النص، إذ كنت أنتظر فرصة مماثلة أطل من خلالها في عمل درامي بعد أن رفضت عروضا كثيرة في السابق لم تكن تحاكي قناعاتي ولا طموحاتي التمثيلية».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
TT

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)

بعد اعتماد الكثير من المطربين على «الموديل» لمشاركتهم بطولة الكليبات الغنائية لسنوات طويلة، اتجه بعضهم بالآونة الأخيرة للاستعانة بنجوم الدراما، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب هذا الاتجاه.

وكان أحدث المطربين الذين استعانوا بنجوم الدراما مغني الراب المصري ويجز، الذي أصدر أحدث «تراك» غنائي بعنوان «أنا» عبر قناته بموقع «يوتيوب» أخيراً، حيث شاركته الفنانة المصرية فيفي عبده الكليب وتصدرت الغلاف بزي شعبي لافت.

كما شاركت الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد مع المطرب الأردني عزيز مرقة في كليب «ما تيجي سكة»، الذي طرحه مرقة قبل أيام عبر قناته بموقع «يوتيوب»، وشهدت الأغنية أيضاً بجانب السياق الدرامي، غناء الفنانة المصرية لأول مرة في مشوارها عبر ديو غنائي بينها وبين مرقة.

لقطة من كليب ما تيجي سكة لعزيز مرقة وأسماء أبو اليزيد (يوتيوب)

لم تكن مشاركة عبده وأبو اليزيد الأولى من نوعها في عالم الكليبات الغنائية، حيث شهدت كليبات أخرى مشاركة نجوم وتوظيفهم في قصص درامية أو كوميدية مشوقة، ومن بين الكليبات التي قدمت هذه الفكرة كليب أغنية «أماكن السهر» للفنان عمرو دياب ودينا الشربيني، وكليب أغنية «يلي أحبك موت» للفنان ماجد المهندس والفنانة الكويتية أمل العوضي.

كما شاركت الفنانة شيماء سيف مع الفنانة التونسية أميمة طالب في أغنية «مية مية»، وشارك الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الفنانة السورية أصالة عبر كليب «والله وتفارقنا»، كما ظهر الفنان المصري أحمد مجدي مع أميمة طالب في كليب أغنية «أنا شايفاك»، وشهد كليب «قولي متى»، مشاركة الفنان المغربي سعد لمجرد والمطربة الهندية شريا غوشيال.

تامر حسني وأسيل عمران (حساب تامر حسني {انستغرام})

وجمعت أغنية «لمة الحبايب» الفنان اللبناني رامي عياش وزوجته مصممة الأزياء اللبنانية داليدا عياش، وشارك الفنان الأردني منذر رياحنة الفنانة التونسية لطيفة أغنية «طب أهو» من إخراج جميل جميل المغازي.

المخرج المصري جميل المغازي يرى أن الأداء التمثيلي جزء مهم في الأغنية المصورة، بجانب التسويق باسم الممثل المشارك، ويؤكد المغازي لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع يجمع بين الشقين التجاري والفني للخروج بمنتج مختلف.

ويضيف المغازي: «التسويق الجيد لا بد له من عناصر جذب قوية حتى يحقق النجاح والمشاهدات».

وعن مشاركة رياحنة في كليب «طب أهو» من إخراجه، قال المغازي إن «منذر صديق مقرب له وللفنانة لطيفة، ومشاركته حينها حملت معاني ومكسباً كبيراً بعد مشاركات درامية وسينمائية لافتة له في الآونة الأخيرة من شأنها جذب جمهوره للكليب أيضاً».

المخرج جميل جميل المغازي ولطيفة ومنذر رياحنة ({الشرق الأوسط})

وفي السياق نفسه، شاركت الفنانة المصرية ثراء جبيل مع الفنان المصري تامر حسني في كليب «موحشتكيش»، من ألبوم «هرمون السعادة»، وقبل هذه الأغنية قدم تامر أغنية «حوا»، وشاركته الكليب الفنانة السعودية أسيل عمران في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «ناسيني ليه» التي عرضت قبل 5 سنوات.

ويعتقد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن «رؤية المخرج ونظرته لفكرة الأغنية لهما دلالة فنية وهدف من مشاركة الطرفين، خصوصاً أن الممثل يختلف في تناوله وعرضه للفكرة والتعبير التمثيلي عن الموديل العادي».

ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب الرؤية الفنية للمخرج يكون لدى صناع العمل رؤية تجارية في بعض الأحيان ومحاولة اختراق جمهور ملول صعب اجتذابه بالوسائل العادية، لا سيما أن هناك من ابتعد كلياً عن بعض الألوان الغنائية التقليدية المنتشرة في السنوات الأخيرة».

فيفي عبده على غلاف تراك أنا لمغني الراب المصري ويجز (يوتيوب)

ونوه إبراهيم إلى أن محاولة صناع العمل كسر الملل من خلال مشاركة نجم محبوب وله جماهيرية هي إضافة للعمل وعنصر جذب من خلال ما يقدمه على المستويين التجاري والفني، بالإضافة إلى أن «الديو الغنائي»، سواء بالتمثيل أو بالغناء، له جمهور؛ لأن الناس تجذبها الأفكار المختلفة بين الحين والآخر بعيداً عن النمطية المعتادة.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركات نجوم الدراما في الكليبات الغنائية كموديل هي منفعة مشتركة بين الطرفين، وخصوصاً من الناحيتين المادية والجماهيرية، لكنها وصفت ظهورهم بالعابر الذي لن يضيف لمشوارهم التمثيلي، بعكس المطرب الذي يعد الرابح الأكبر من ظهور نجوم الدراما في أعماله».