اتحاد أطباء تركيا يشكك في حصيلة الوفيات المعلنة رسمياً

«الصحة العالمية» تبدي قلقها من معدل الانتشار المرتفع للفيروس

اتحاد أطباء تركيا يشكك في حصيلة الوفيات المعلنة رسمياً
TT

اتحاد أطباء تركيا يشكك في حصيلة الوفيات المعلنة رسمياً

اتحاد أطباء تركيا يشكك في حصيلة الوفيات المعلنة رسمياً

شكّك اتّحاد الأطباء الأتراك في صحة الأرقام الرسمية التي تعلنها الحكومة عن حالات الوفاة مقارنة بحالات الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» (كوفيد - 19)، في الوقت الذي عبرت فيه منظمة الصحة العالمية عن قلقها لمعدل انتشار فيروس المرتفع في تركيا.
واتهم اتحاد الأطباء وزارة الصحة التركية بعدم استخدام رموز التشخيص الدولية، التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية لإعداد التقارير اللازمة عن وفيات الفيروس، مشيرا إلى أن حالات الوفاة المعلن عنها، والتي بلغت 812 حالة لا تعرض مخططا متوازيا مع الإصابات المؤكدة بالفيروس، التي وصلت إلى 38 ألفا و226 حالة حتى الليلة قبل الماضية.
وأكد الاتحاد، في بيان أمس، أن السبب الرئيس في عدم التناسب بين أرقام الوفيات والإصابات المعلن عنها، هو عدم التزام وزارة الصحة التركية برموز التشخيص التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية، والتي تلتزم بها بلدان العالم أجمع، مطالبا بالبدء فورا في استخدام تلك الرموز، وإعادة النظر في الوفيات التي سجلت بالبلاد منذ فبراير (شباط) الماضي.
ولفت إلى أن البيانات التي تصله من عيادات ومراكز طبية مختلفة تؤكد أن هناك وفيات حدثت ولم تثبت التحليلات إيجابية إصابتها بالفيروس، وسجل سبب وفاتها بـ«الطبيعي» أو «الالتهاب الرئوي الفيروسي» أو «أمراض معدية، في حين أن منظمة الصحة العالمية اقترحت رمزين دوليين مختلفين للتشخيص من أجل حصر وفيات كورونا، أحدهما يعتبر مثل هذه الحالات التي توفيت ولم تظهر التحليلات إصابتها بالفيروس أي الحالات المشكوك فيها، من ضحايا الوباء».
وحذر الاتحاد من أن «الهدف من عدم استخدام رموز التشخيص الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية هو إظهار معدلات الوفيات منخفضة، وهذا يشكل خطراً يهدد القدرة على تحديد مدى الأزمة بدقة، وبالتالي اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل معها».
وأبدى الاتحاد استعداده للمساهمة في عملية المراجعة للوقوف على الأعداد الحقيقية للوفيات، حال فتح السجلات للمراجعة، مؤكدا أنه في حالات الطوارئ التي تهم صحة قطاع عريض من السكان، كما هو الحال مع الأوبئة، لا غنى عن مراقبة الوفيات لرصد مدى تفشي المرض في المجتمع، ولتوجيه تدابير الصحة العامة وقياس أثرها.
في السياق ذاته، كشفت مصادر طبية عن أول حالة وفاة بالفيروس في السجون التركية، وسط تحذيرات من كارثة بسبب اكتظاظ السجون بأكثر من 300 ألف سجين.
وقالت المصادر لوسائل إعلام تركية أمس، إن السجين المتوفى بالفيروس يدعى محمد ياتار، 70 عاما، وأمضى في سجن بافرا بمدينة سامسون شمال البلاد 3 سنوات، وتوفي الأسبوع الماضي.
وأضافت أن خطابا أرسله مكتب الادعاء العام في سامسون إلى إدارة المقابر كشف عن أن «ياتار» توفي لأسباب مرتبطة بفيروس كورونا وأنهم لم يتمكنوا من التواصل مع عائلته، وطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة ودفن الجثمان دون انتظار موافقة الأهل؛ نظرا لأن انتظار الجثمان لفترة طويلة يهدد الصحة العامة؛ لكون الوفاة ناجمة عن «مرض معدٍ» وهناك خطر لانتشاره.
ويتصاعد القلق في تركيا من انتشار الفيروس في السجون، وصدرت مطالبات محلية ودولية بدمج سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين، الذين تتهمهم السلطات في الغالب بارتكاب جرائم إرهابية، في مشروع قانون للعفو يناقشه البرلمان التركي ويتيح الإفراج المشروط أو إلغاء العقوبات على نحو 100 ألف سجين. وأعلنت وزارة الصحة التركية، أول من أمس، عن 87 وفاة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع إجمالي الوفيات لديها إلى 812 حالة وتسجيل 4117 إصابة جديدة بالفيروس ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 38 ألفا و226 حالة، منذ الإعلان عن الحالة الأولى في 11 مارس (آذار) الماضي.
وأعربت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها إزاء الانتشار السريع لفيروس كورونا في تركيا، وذلك بعدما سجلت البلاد أعلى ارتفاع يومي في حالات الإصابة فاق الأربعة آلاف أول من أمس.
وقال هانز كلوج، المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا، إن تركيا شهدت زيادة هائلة في انتشار الفيروس خلال الأسبوع الماضي. وأصبح معدل انتشار الفيروس في تركيا، هو الأسرع في العالم حاليا وباتت تحتل المرتبة التاسعة من حيث عدد الإصابات، لكن الرئيس رجب طيب إردوغان يرفض دعوات نقابات واتحادات الأطباء وأحزاب المعارضة لفرض حظر تجوال شامل ويتمسك بأن عجلة الإنتاج والاقتصاد يجب أن تواصل الدوران.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».