مصر تعزز قدراتها القتالية بثالث غواصة عسكرية ألمانية

الغواصة الألمانية الجديدة (المتحدث العسكري المصري)
الغواصة الألمانية الجديدة (المتحدث العسكري المصري)
TT

مصر تعزز قدراتها القتالية بثالث غواصة عسكرية ألمانية

الغواصة الألمانية الجديدة (المتحدث العسكري المصري)
الغواصة الألمانية الجديدة (المتحدث العسكري المصري)

عززت مصر قدراتها العسكرية، بتسلمها غواصة جديدة من ألمانيا، أمس، هي الثالثة من نوعها، ضمن 4 جرى التعاقد عليها قبل نحو 6 أعوام. وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، إن القوات البحرية تسلمت رسمياً الغواصة بميناء كيل بدولة ألمانيا.
وأشار المتحدث العسكري، في بيان نشره عبر حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»، إلى أن «هذه الغواصة هي ثالث غواصة حديثة من طراز (209-1400) رقم (s43). من أصل أربع تعاقدت عليها مصر عام 2014».
وتعتبر الغواصة المصرية الجديدة أحدث فئة من هذا الطراز بالعالم، بحسب المتحدث، الذي أكد إتمام تأهيل الأطقم الفنية والتخصصية العاملة على الغواصة في وقت قياسي، وفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر وألمانيا، وتم تدشين الغواصة (s43) في مايو (أيار) 2019.
وبين مصر وألمانيا تعاون عسكري، نما بوصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم عام 2014. في إطار استراتيجية مصرية تقوم على تعزيز القدرات القتالية للقوات المسلحة، وتنويع صفقات الأسلحة بين مختلف القوى العالمية، فعقدت صفقات كبيرة مع روسيا وفرنسا والصين وألمانيا شملت شراء قطع بحرية وطائرات مقاتلة وغواصات بمليارات الدولارات.
وتسلّمت مصر النسخة الأولى من الغواصة الألمانية في أبريل (نيسان) 2017. والثانية في أغسطس (آب) من العام نفسه. وللغواصة قدرة على إطلاق الصواريخ، مما يدعم جهود القوات البحرية المصرية في تأمين سواحلها.
وتعمل القوات المسلحة المصرية، خلال السنوات الماضية، على إعادة تطوير وتأسيس الأسطول البحري والبنية التحتية من أرصفة وقواعد ومنشآت وخدمات متنوعة، بحسب الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، الذي أشار في بيان سابق، إلى أن هذا النوع من الغواصات يأتي تنفيذاً لاستراتيجية عسكرية مصرية تهدف لتطوير القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر التي تشهدها المنطقة، ومجابهة كافة التهديدات التي تؤثر على الأمن القومي المصري، خاصة الأهداف الاقتصادية بالبحرين الأحمر والمتوسط، والمتعلقة باكتشافات الطاقة الجديدة.



إلحاق مهاجرين أفارقة بمعسكرات تجنيد حوثية

المهاجرون يتعرّضون للانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
المهاجرون يتعرّضون للانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
TT

إلحاق مهاجرين أفارقة بمعسكرات تجنيد حوثية

المهاجرون يتعرّضون للانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
المهاجرون يتعرّضون للانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)

ألحقت جماعة الحوثيين مئات المهاجرين الأفارقة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء بمعسكراتها التي تقيمها للتعبئة العسكرية، ضمن حملات تجنيد تستهدف جميع الفئات؛ استعداداً لإشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

ودفعت الجماعة الحوثية في الأيام الأخيرة بأكثر من 220 مهاجراً أفريقياً، بينهم أطفال وكبار سن للالتحاق بدورات عسكرية سرية أُقيمت في مناطق عدة في صنعاء وريفها تحت اسم دورات «طوفان الأقصى»، حسب ما ذكرته مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط».

أفارقة استقطبهم الحوثيون في صنعاء (إعلام محلي)

ويسعى الحوثيون إلى تدعيم صفوفهم بمقاتلين جُدد، عبر تنفيذ عمليات ملاحَقة وخطف واستقطاب وغسل أدمغة وإجبار على الالتحاق بدورات طائفية وعسكرية.

ووفقاً للمصادر، فإن مئات المهاجرين الأفارقة المستهدفين بعملية التجنيد الأخيرة هُم ممن جرى القبض عليهم قبل فترة، ونقلهم على دفعات من محافظة صعدة المعقل الرئيسي للجماعة إلى معسكرات تدريب تعبوية وعسكرية أُنشئت بعيداً عن متابعة المنظمات الدولية ورقابتها.

واتهمت المصادر جماعة الحوثي بالقيام بمساومة أعداد من المهاجرين بين الالتحاق بصفوفها للقتال أو ترحيلهم قسراً إلى مناطق سيطرة الحكومة اليمنية. وذكرت أن ذلك الاستهداف يُعد ترجمة لتوجيهات كان أصدرها زعيم الجماعة الحوثية، تحضّ على إنشاء معسكرات تعبئة المهاجرين.

وجاءت هذه الممارسات متوازية مع إقرار الجماعة بشنّ حملات تعقب ومطاردة للمهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة أسفرت خلال شهر واحد عن اعتقال 1694 شخصاً من مناطق عدة بالمحافظة، واقتيادهم إلى مراكز احتجاز، بعضها يتبع ما تُسمّى «مصلحة الهجرة»، وفق ما بثّه مركز الإعلام الأمني الحوثي.

مهاجرون أفارقة في إحدى المناطق اليمنية (إكس)

كما أقرت الجماعة الحوثية، عبر تقارير أخرى صادرة عن أجهزتها الأمنية في صنعاء، بتنفيذها، منذ مطلع العام الحالي، حملات تعقب وملاحَقة وخطف، أسفرت عن اعتقال ما يزيد على 3480 مهاجراً في صعدة ونقلهم إلى صنعاء.

انتهاك مستمر

يأتي الاستهداف الحوثي للمهاجرين الأفارقة مع استمرار تعرّض المئات منهم لشتى صنوف الانتهاك والابتزاز، وفق ما ذكرته مصادر حقوقية وتقارير دولية.

وتبرّر الجماعة الحوثية عملياتها الاستهدافية المستمرة ضد اللاجئين بسبب ما تزعمه من «خطورتهم على المجتمع»؛ حيث ترحّلهم من معقلها الرئيسي في صعدة، ومن مدن أخرى، وتجميعهم في مراكز تابعة لها في صنعاء، ثم إلحاقهم بمعسكرات تجنيد واستخدامهم في مهام تجسسية وتهريب ممنوعات.

وسبق أن اتّهم ناشطون يمنيون الجماعة الحوثية باستحداث معسكرين تدريبيين جديدين؛ أحدهما بمحافظة صعدة، وآخر قرب مزارع «الجر» غرب مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة؛ حيث تستقطب الجماعة إليهما مئات المهاجرين الأفارقة الواصلين تباعاً إلى الأراضي اليمنية؛ بهدف إلحاقهم بجبهات القتال، واستخدامهم بمهام استخباراتية وتنفيذ مخططات استهدافية.

المهاجرون الأفارقة يتدفقون إلى الأراضي اليمنية عبر شبكات التهريب (الأمم المتحدة)

وكانت الحكومية اليمنية ندّدت غير مرة باستمرار الجماعة الحوثية في تجنيد اللاجئين الأفارقة للقتال في صفوفها، وعدّت ذلك جريمة حرب وانتهاكاً للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.

وفي تقرير سابق لها، اتّهمت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات الحوثيين بإخفائهم قسرياً نحو 2406 يمنيين من مختلف الفئات والأعمار، مضافاً إليهم 382 لاجئاً أفريقياً في 17 محافظة، في الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) 2017 حتى منتصف العام الماضي.