انسحاب ساندرز يفسح المجال لدور أوباما

الرئيس السابق يستعد لدعم نائبه علناً

أوباما وبايدن في لقطة تعود إلى يناير 2017 (أ.ف.ب)
أوباما وبايدن في لقطة تعود إلى يناير 2017 (أ.ف.ب)
TT

انسحاب ساندرز يفسح المجال لدور أوباما

أوباما وبايدن في لقطة تعود إلى يناير 2017 (أ.ف.ب)
أوباما وبايدن في لقطة تعود إلى يناير 2017 (أ.ف.ب)

أظهرت استطلاعات الرأي تقدم نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على منافسه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بثماني نقاط. وبحسب الاستطلاع الذي أجرته جامعة كوينيبياك، يدعم أكثر من 49 في المائة من الناخبين بايدن مقابل 41 في المائة ممن يدعمون ترمب. ويتقدم بايدن على ترمب ضمن مجموعات انتخابية مهمة كالمستقلين والنساء والأميركيين من أصول أفريقية.
لكن الاستطلاع أظهر في الوقت نفسه وصول شعبية ترمب إلى أعلى مستوياتها منذ الخريف الماضي؛ إذ قال 45 في المائة من الناخبين إنهم يدعمون أداء ترمب في البيت الأبيض، مقابل 51 في المائة ممن يعارضون هذا الأداء.
ويعتبر 51 في المائة من الأميركيين، أن بايدن سيقوم بعمل أفضل لمواجهة الأزمات مقابل ترمب، بحسب الاستطلاع نفسه.
ومع انحسار المنافسة في صفوف الحزب الديمقراطي نتيجة لانسحاب السيناتور برني ساندرز من السباق، تُسلط الأضواء على بايدن الذي أصبح المرشح الوحيد للحزب. ما يعني أنه سيواجه ترمب في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل التي سيخيم عليها شبح الفيروس والتدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.
وقد بدأ ترمب بتركيز ضرباته على نائب الرئيس الأميركي السابق، وتسليط الضوء على نقاط ضعفه. فتحدث للصحافيين عن استغرابه من عدم دعم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لبايدن خلال الانتخابات التمهيدية، وقال «أنا مندهش من أن الرئيس أوباما لم يدعم جو النعسان. لم يحدث هذا الدعم. متى سيحدث؟ هو (أوباما) يعلم شيئاً لا تعرفونه. أنا أعرفه لكنكم لا تعرفونه».
كلمات زرعت الشك في قلوب البعض، وهو فن اعتاد ترمب على ممارسته ضد منافسيه. فاستمر بالتشكيك بممارسات الحزب الديمقراطي، قائلاً، إن انسحاب ساندرز من السباق لم يؤد إلى نقل كل المندوبين إلى بايدن، «هو لم ينسحب فعلياً. ماذا عن المندوبين الداعمين له؟ هناك صفقة غريبة تجري حالياً».
ويركز ترمب في استراتيجيته على تسليط الضوء على الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي. فمباشرة بعد إعلان ساندرز عن انسحابه، غرد الرئيس الأميركي «شاكراً» منافسة ساندرز السابقة إليزابيث وارن «برني ساندرز خرج من السباق! شكراً إليزابيث وارن. إن بقاءك في السباق كلّف برني كل الولايات في الثلاثاء الكبير! هذا انتهى كما أراد الديمقراطيون واللجنة الوطنية الديمقراطية، مثل مسرحية هيلاري الفاسدة. يجب أن ينضم داعمو ساندرز إلى الحزب الجمهوري!».
قد تكون التغريدة ساخرة، لكن الحزب الديمقراطي يخشى بالفعل من فقدانه دعم التقدميين فيه الذين كانوا يدعمون ساندرز. وسيركز استراتيجيته على الحفاظ عليهم. ويعول الحزب بشكل أساسي على مشاركة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بالحملات الانتخابية من الآن فصاعداً. فأوباما كان أعلن أنه لن يدعم أي مرشح خلال الانتخابات التمهيدية. موقف وافق عليه بايدن الذي طلب من أوباما عدم دعمه قائلاً «يجب أن أفوز بترشيح الحزب بكفاءتي». لكن المعطيات اختلفت بعد انسحاب ساندرز وبقاء بايدن في الساحة الانتخابية من دون منافس. الآن أصبح بإمكان أوباما دعم نائبه السابق علنياً ومن دون التخوف من أن يؤدي هذا إلى انقسامات في الحزب.
ويتشوق الديمقراطيون لرؤية أوباما مجدداً في الساحة السياسية، فقد غرّد دوغ لاندري، أحد مساعدي كلينتون السابقين صورة لأوباما بصفته بطلاً أسطورياً، وكتب «حان الوقت! أطلقوا العنان لبطل الانتخابات!» تغريدة تعكس شعور الكثير من الديمقراطيين الذين يعتقدون أن أوباما سيتمكن من توحيد صفوف الحزب واستقطاب الناخبين المترددين. لكن الحزب يعرف أيضاً أن الوقت الحالي حساس للغاية مع تفشي الفيروس، وأن طبيعة الحملة الانتخابية تغيرت إلى حد كبير. فأوباما معروف بحضوره اللافت في التجمعات الكبيرة، وهو لن يتمكن من فعل ذلك في الظروف الحالية. ويتوقع أن يبدأ الرئيس السابق وزوجته ميشيل بالمشاركة في الحملات الافتراضية للمساعدة على تحميس الناخبين وجمع التبرعات. ويقول أحد حلفاء أوباما «لم يسمع أحد منه لفترة طويلة، وهناك الكثير من الأشخاص ممن سيدفعون الكثير من الأموال للاستماع إليه، حتى عبر الكمبيوتر».
وقد كرر هذا الموقف باسيل سميكل، وهو مسؤول في الحزب الديمقراطي، قائلاً «إن رؤية أوباما في السباق الانتخابي سيحمس الناخبين الذين انتظروا مطولاً لسماع وجهة نظره في المسائل الراهنة. أوباما سوف يذكّر الناخبين بسجله القوي في البيت البيض، ويسلط الضوء على الفارق الكبير بين ترمب والمرشح الديمقراطي».
وسيسعى أوباما إلى استقطاب التقدميين الذين دعموا مرشحين كساندرز ووارن، وذلك من خلال مساعدة بايدن على وضع أجندة انتخابية تشمل بعض مطالبهم. ويقول أحد المحللين الديمقراطيين جول باين «الكثير من التقدميين يشعرون اليوم بأنهم مستبعدون، وأن الحزب يتجاهلهم. لكن بايدن لديه الوقت لخلق أجندة وتحرك يرحب بالأصوات التقدميّة».



ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
TT

ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)

أظهرت دراسة نشرتها منظمة «أوكسفام» التنموية، الاثنين، أن ثروات أغنى أثرياء العالم تزداد بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وذلك قبيل انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ووفقاً للتقرير، فقد بلغ عدد المليارديرات في العالم 2769 مليارديراً في عام 2024، بزيادة قدرها 204 مقارنات بالعام السابق.

وفي الوقت نفسه، ظل عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي ثابتاً، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتوقعت «أوكسفام» أنه سيكون هناك ما لا يقل عن خمسة ممن ستبلغ ثرواتهم تريليون دولار حول العالم بعد عشر سنوات.

ويعتمد تقرير «أوكسفام» على بيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك تقديرات لثروة المليارديرات التي أجرتها مجلة «فوربس» الأميركية وبيانات من البنك الدولي.

ووفقاً للتقرير، ارتفع مجموع ثروات أصحاب المليارات من 13 تريليون دولار إلى 15 تريليون دولار في عام 2024 وحده، بمعدل نمو أسرع ثلاث مرات من العام السابق.

وفي المتوسط، زادت ثروة الملياردير الواحد بمقدار 2 مليون دولار يومياً. كما أصبح أغنى 10 مليارديرات أكثر ثراء بمقدار 100 مليون دولار يومياً.

ماكينة طباعة النقود تقص أوراقاً نقدية من فئة 1 دولار في واشنطن (أ.ب)

حتى لو فقدوا 99 في المائة من ثروتهم بين عشية وضحاها، فسيظلون من أصحاب المليارات، بحسب «أوكسفام».

وبحسب التقرير فإن مصدر 60 في المائة من أموال المليارديرات تأتي من «الميراث أو السلطة الاحتكارية أو علاقات المحسوبية». ووفقاً لمنظمة «أوكسفام»، فإن 36 في المائة من ثروة المليارديرات في العالم تأتي من الوراثة. ويتضح هذا بشكل أكبر في الاتحاد الأوروبي، حيث يأتي 75 في المائة من الثروة من مصادر غير مكتسبة، و69 في المائة يأتي من الميراث وحده.

وقالت خبيرة الضرائب في «أوكسفام» الاتحاد الأوروبي، كيارا بوتاتورو: «ثروة أصحاب المليارات متزايدة، والخلاصة هي أن معظم الثروة ليست مكتسبة، بل موروثة».

وأضافت: «في الوقت نفسه، لم يتغير عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر في جميع أنحاء العالم تقريباً منذ تسعينيات القرن الماضي. ويحتاج قادة الاتحاد الأوروبي إلى فرض ضرائب أكثر على ثروة شديدي الثراء، بما في ذلك الميراث. ومن دون ذلك، فإننا نواجه خطر رؤية فجوة متزايدة الاتساع بين شديدي الثراء والأوروبيين العاديين».