كشف بيض للنعام المزخرف ضمن مقتنيات المتحف البريطاني، عن نظام تجاري معقد للغاية بين دول أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان بيض النعام المزخرف رمزاً للثروة والتأثير منذ 5 آلاف عام، ولكن لم يُعرف الكثير عن كيفية تداوله، وهو ما كشفت عنه دراسة نشرت أمس في دورية العصور القديمة «Antiquity».
ومن خلال فحص خمس قطع من بيض النعام بمجموعة المتحف البريطاني، تم العثور عليه في مقبرة إيزيس، وهي مقبرة تابعة للحضارة الإتروسكانية في إيطاليا القديمة، ومقارنتها مع شظايا البيض الموجودة في 11 موقعاً في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عثر فريق بحثي دولي، يقوده باحثون من جامعة «بريستول» البريطانية، على أن البيض الخاص بنعامة البحر الأبيض المتوسط، تم العثور عليه في مواقع بالمناطق الأخرى، مما يشير إلى وجود تبادل تجاري أقدم مما كان يعتقد، عمره 5 آلاف عام.
ونعامة البحر الأبيض المتوسط كانت أصلية في منطقتي شرق البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا. وباستخدام مجموعة متنوعة من النظائر، تمكن الفريق البحثي من تمييز المناطق المناخية المختلفة (الباردة والرطبة والساخنة والجافة) التي تربت فيها النعامة التي أنتجت البيض.
ويقول الدكتور تمار هودوس، قائد الفريق البحثي، في تقرير نشره موقع جامعة «بريستول»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «ما أدهشنا هو أن البيض من منطقتي شرق البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، تم العثور عليه في مواقع بالمناطق الأخرى، مما يوحي بوجود طرق تجارية أكثر شمولاً».
وتعطي النظائر مثل نظائر الكربون فكرة عن نوعية الغذاء الذي تغذت عليه النعامة وظهر تأثيره على البيض؛ حيث إن بعضها له علاقة بمحاصيل البيئات الباردة والأخرى؛ خصوصاً بالبيئات الحارة.
ومكنت النظائر أيضاً الفريق البحثي من معرفة طريقة تربية النعام الذي أخذ بيضه. ويوضح الدكتور هودوس أنه تم أخذ البيض من أعشاش طيور النعام البرية، على الرغم من وجود أدلة على بقاء النعام في الأسر خلال هذه الفترة.
ويضيف: «وجدنا أيضاً أن البيض يحتاج إلى وقت حتى يجف قبل أن يتم نحت القشرة، وبالتالي يتطلب تخزيناً آمناً، وهذا له آثار اقتصادية؛ لأن التخزين يتطلب استثماراً طويل الأجل، هذا إلى جانب المخاطر التي ينطوي عليها، بما يضيف إلى قيمة البيضة الفاخرة».
بيض نعام يكشف أسرار تجارة عمرها 5 آلاف عام
بيض نعام يكشف أسرار تجارة عمرها 5 آلاف عام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة