الفلسطينيون في أزمة «كورونا»... إغلاق بالضفة وتجمعات بغزة

فلسطينيون يقومون بنزهة على الشاطئ في غزة بالرغم من مخاوف تفشي فيروس «كورونا» (رويترز)
فلسطينيون يقومون بنزهة على الشاطئ في غزة بالرغم من مخاوف تفشي فيروس «كورونا» (رويترز)
TT

الفلسطينيون في أزمة «كورونا»... إغلاق بالضفة وتجمعات بغزة

فلسطينيون يقومون بنزهة على الشاطئ في غزة بالرغم من مخاوف تفشي فيروس «كورونا» (رويترز)
فلسطينيون يقومون بنزهة على الشاطئ في غزة بالرغم من مخاوف تفشي فيروس «كورونا» (رويترز)

تباين رد فعل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين تفصل بينهما مسافة جغرافية، إزاء وباء فيروس «كورونا»، إذ تسري قيود صارمة في الضفة، بينما يتحرك الناس في جماعات بكل حرية في القطاع، وفقاً لوكالة «رويترز».
في الضفة الغربية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي حيث سجلت 250 إصابة بمرض (كوفيد - 19) الناجم عن الإصابة بالفيروس، سارعت السلطات إلى فرض قيود على حركة المواطنين فأغلقت بيت لحم بعد ظهور المرض في مارس (آذار) وأعلنت حالة الطوارئ. أما في قطاع غزة الساحلي المكتظ بالسكان، فلا قيود تذكر على تنقلات الناس وتمتلئ الأسواق والشواطئ العامة بمرتاديها، منهم قلة يضعون أقنعة تحسبا من خطر العدوى.
وتبلغ المسافة بين غزة والضفة 40 كيلومترا ولا توجد روابط مباشرة بينهما، إذ تفصل بينهما إسرائيل.
ويعيش في غزة التي تبلغ مساحتها 375 كيلومترا مربعا حوالي مليوني فلسطيني. ومنذ 2007، يخضع القطاع لسيطرة «حركة حماس» المنافسة للسلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس.
وقطاع غزة أصغر مساحةً وأفقر من الضفة، وقد ظل لسنوات يخضع لحصار تفرضه إسرائيل التي تستند فيه لمخاوف أمنية لمنع وصول السلاح والمال إلى «حركة حماس». ويقول سكان غزة إن الحصار عطل اقتصادهم وقوض تطوير المنشآت الطبية وأضعف قدرتهم على مواجهة الوباء.
لكن العزلة الجغرافية التي يستاء منها الناس في غزة قد يكون لها دور في الحد من احتمالات دخول فيروس «كورونا» المستجد إليها إذ لم تظهر سوى 13 حالة في القطاع وكلها تخضع للحجر الصحي.
وتقول «حركة حماس» إن الظروف الصحية تجعل الإغلاق الكامل غير ضروري في غزة، لكنها أغلقت المدارس والمساجد وقاعات الأفراح ومنعت التجمعات الكبيرة في الشوارع.
في مخيم الشاطئ، قال البقال أحمد النحال: «يمكننا التزام المنازل، لكن عليكم أن تعطونا المصروف والطعام... الأولاد يريدون أن يأكلوا». وأضاف «ما دام ليس هناك (كورونا) ولا أحد يعطينا نقود، سنظل نذهب إلى السوق كي نحصل على لقمة العيش».
لكنّ كثيرين يخشون أن تقع الكارثة إذا ما انتشر الفيروس في القطاع. وأثارت مشاهد وجود أعداد كبيرة على الشواطئ في العطلة الأسبوعية الماضية انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي ودفعت «حركة حماس» لنشر الشرطة على امتداد الساحل، وحضّ الناس على عدم التجمهر.
وقال عمر غريب الصحافي العامل في القطاع في تغريدة: «أشعر بقلق حقيقي على غزة وعلى أسرتي وعلى الناس هنا. فهل نعتقد أننا محصنون؟».
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم: «إذا اضطررنا لاتخاذ قرار بمنع التجول فلن نتردد... ولكن نحن نتخذ كل ما يلزم بناء على التقييم الذي نجريه يوما بيوم في متابعة هذه الحالة».
وكان رد الفعل مختلفا في الضفة الغربية، حيث تمارس السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا على حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون بجوار مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية. فقد أمر الرئيس محمود عباس بفرض قيود مشددة أدت إلى مشاهد تبدو فيها مدن في الضفة مهجورة تقريبا باستثناء خروج البعض لشراء احتياجاتهم من البقالة والصيدليات.
وخالف البعض القيود مما دفع قوات الأمن لاحتجاز سياراتهم. كما تدخلت قوات الأمن الأسبوع الماضي بعد أن تجمهر مئات الموظفين الحكوميين خارج البنوك لصرف رواتبهم.
وأثار عمال فلسطينيون غضب السلطات بعد ورود تقارير عن إصابتهم بالفيروس في إسرائيل وتسللهم عائدين إلى الضفة الغربية بالالتفاف على حواجز الجيش الإسرائيلي ومسؤولي الصحة الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية في الضفة غسان نمر: «هناك إجراءات صحية يجب القيام بها لمنع انتشار فيروس (كورونا)».


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».