خَبْز الطعام قد يقلل من التوتر الناتج عن «كورونا»

«خَبْز الطعام» هو أحد أساليب تحسين الحالة النفسية (رويترز)
«خَبْز الطعام» هو أحد أساليب تحسين الحالة النفسية (رويترز)
TT

خَبْز الطعام قد يقلل من التوتر الناتج عن «كورونا»

«خَبْز الطعام» هو أحد أساليب تحسين الحالة النفسية (رويترز)
«خَبْز الطعام» هو أحد أساليب تحسين الحالة النفسية (رويترز)

مع الانتشار الواسع والسريع لفيروس كورونا المستجد، ينتاب الخوف والقلق الكثير من الأشخاص حول العالم، الأمر الذي قد يؤثر على صحتهم النفسية والعقلية بشكل كبير.
وفي هذا السياق، قال تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية، استناداً على بعض الآراء العلمية، إن أحد أساليب التقليل من هذا التوتر وتحسين الحالة النفسية خلال هذه الفترة هو «خَبْز الطعام».
وقال مايكل كوتش، أستاذ الصحة العقلية في كلية شيكاغو لعلم النفس المهني، إن «الخَبز يوفر شعوراً بالنجاح والإنجاز، خاصة في هذه الفترة التي تزيد فيها مشاعر القلق من المجهول».
وأضاف كوتش: «يمكن أن يعطينا الخبز أيضاً شعوراً بالتحكم في شيء ما، الأمر الذي يعوض شعور الإحباط الذي قد ينتابنا نتيجة عدم قدرتنا على التحكم في الوباء والسيطرة عليه».
وأكد كوتش أن خطوات عملية الخَبز تساعد الشخص أيضاً على التأمل وتعطيه دروساً يمكن أن تفيده في حياته اليومية خلال هذه الفترة بشكل خاص. وأوضح قائلاً: «خطوات عجن الطعام وانتظاره حتى يختمر تستهلك وقتاً كبيراً إلى حد ما، وهذا الانتظار قد يساعد الأشخاص على تعلم الصبر، الأمر الذي قد يفيدهم خلال الأزمة الحالية».
وتتفق آراء كوتش مع ما جاء في إحدى الدراسات السابقة حول تأثير الخبز على الصحة العقلية، حيث أكدت الدراسة أن عملية الخبز ساعدت المشاركين على الشعور بوجود هدف وحافز، الأمر الذي قلل من شعورهم بالقلق.
وقالت إليزابيث مكاي، مؤلفة الدراسة والأستاذة المشاركة في العلاج المهني بجامعة إدنبرة نابير: «الخبز يزيد من اللياقة البدنية، كما أن تشكيل العجين بأشكال معينة يشعر الشخص بالبهجة، وتلقي ردود فعل إيجابية من الآخرين في النهاية يزيد من مستويات الثقة. وكل هذه الأمور تخفف من التوتر».
وأكدت إحدى السيدات الإيطاليات الأمر نفسه، قائلة إنه منذ بداية الحجر الصحي في البلاد، أصبح خَبْز الطعام هو هوايتها الأساسية التي تشعرها بالسعادة.
وأشارت السيدة التي تدعى جيسيكا كوراديني إلى أن الخبز «أنقذ عقلها وكسر ملل الحجر الصحي». وتابعت: «إن خَبْز الطعام بالنسبة لي علاج حقاً. إنه يجعلني أشعر بأنني على قيد الحياة ولدي تواصل مع نفسي ومع مهارتي. وفي الحقيقة، فإنني أستمتع بكون عملية الخبز عملية بطيئة، تتعارض مع الإيقاع السريع للحياة التي نعيشها».
يذكر أن فيروس كورونا تسبب في وفاة 88 ألف شخص وإصابة أكثر من مليون ونصف حالة حول العالم حتى صباح اليوم (الخميس).


مقالات ذات صلة

عدوى «كورونا» الشديدة قد تؤدي لالتهاب في «مركز التحكم» بالدماغ

صحتك طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)

عدوى «كورونا» الشديدة قد تؤدي لالتهاب في «مركز التحكم» بالدماغ

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى «كورونا» الشديدة يمكن أن تتسبب في التهاب في «مركز التحكم» في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو (أ.ف.ب)

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

كشف الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو أنه كاد يموت في عام 2020، إثر إصابته بفيروس «كورونا»، قائلاً إنه «لم يكن لديه نبض» عدة دقائق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس كورونا أدى إلى انخفاض مستمر في الذاكرة والإدراك (أ.ف.ب)

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

وجدت دراسة فريدة من نوعها أن فيروس كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك لعدد من الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)

العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

أفادت دراسة أميركية بأنّ العاملين من المنزل يشعرون بالضيق ويتوقون إلى ماضٍ متخيَّل لِما قبل انتشار وباء «كوفيد–19»، حيث كانوا يشعرون بالاستقرار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل دون إبر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أمس (الجمعة) على أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

معرض باريسي عن أساطير ما وراء الموت

هل يكون توقُّف النبض هو نهاية كل شيء؟ (دليل المعرض) 
هل يكون توقُّف النبض هو نهاية كل شيء؟ (دليل المعرض) 
TT

معرض باريسي عن أساطير ما وراء الموت

هل يكون توقُّف النبض هو نهاية كل شيء؟ (دليل المعرض) 
هل يكون توقُّف النبض هو نهاية كل شيء؟ (دليل المعرض) 

استضاف متحف «رصيف برانلي» في باريس معرضاً قبل 6 سنوات عن الجحيم والأشباح في الأساطير الآسيوية. آنذاك، حقّق نجاحاً كبيراً، وشجّع على تكرار التجربة من خلال معرض جديد للأعمال البدائية التي شغلت عقل الإنسان عبر العصور عما هو موجود بعد الموت. هل يكون توقُّف النبض هو نهاية كل شيء؟

يعود الفضل إلى الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك في تأسيس هذا المتحف الواقع في رصيف برانلي المطلّ على نهر السين، غير بعيد عن برج «إيفل». وكان شيراك من المولعين بالفنون البدائية للحضارات القديمة واقتنى نماذج منها. وحلم بتخصيص متحف للأعمال الفنّية الفطرية لشعوب وقبائل أفريقيا والشرق الأقصى وحضارات جنوب أميركا.

يعود الفضل إلى الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك في تأسيس المتحف (دليل المعرض)

عنوان المعرض الجديد، «الزومبي»، وهي مفردة قد نفهمها على أنها الإنسان المخيف غريب الأطوار. أما تعريفها في المعاجم فهي لفظة فرنسية مُحرَّفة عن لغة سكان هايتي، تُطلق على شخص وهميّ يفقد جميع أشكال الوعي وملامح الإنسانية، ويتصرّف بعنف تجاه الآخرين، ومنه تنتقل إليهم عدوى الشرّ.

المعرض صغير وشيّق؛ يبحث في تاريخ الأساطير وحفريات التربة والاكتشافات العلمية والثقافات الشعبية التقليدية، وكذلك في الصور التي قدّمتها السينما الهوليوودية للزومبي وللشخصيات الحيّة الميتة. إنه كائن يشبه التماثيل التي يصنعها سكان هايتي من الخشب والقماش وخيوط الصوف والإبر الحادة لطرد الأرواح الشريرة.

يدعو المعرض زائره إلى الغطس في الجذور الأنثروبولوجية للظاهرة الزومبية. فالزومبي الحقيقي ظهر في الثقافات الأفرو-كاريبية، نقلاً عن دمى طرد الشر (الفودو) الشائعة في هايتي. وكانت لتلك المناطق عقائد وأديان كثيرة انتشرت في جنوب الصحراء الأفريقية والساحل الغربي وبعض المناطق في وسط القارة وترافقت مع رحلات نقل العبيد إلى العالم الجديد وتحويلهم إلى المسيحية. بهذا، صار الصليب وأشكال القديسين حاضرة في «الفودو»، وغير ذلك من التمائم والتعاويذ.

الزومبي الحقيقي ظهر في الثقافات الأفرو-كاريبية (دليل المعرض)

عند وصول الرجل الأوروبي إلى تلك الجزر، تعرّف إلى سكانها «التاينوس» المتحدّرين من «الأراواك»، وهي القبيلة الأم التي انتشر أفرادها في كل جزر الأنتيل الكبرى. ونقل الأوروبيون إلى أولئك السكان أسرار السموم والنباتات العلاجية. وبذلك دخلت مفاهيم وطرائق جديدة لممارسات وتمائم طرد الشرّ وشفاء الأمراض، الأمر الذي حرّك التساؤلات حول الموت وما بعده. وهنا ظهرت في أعمال فنانين أوروبيين معاصرين لوحات تنقل خيالات مما آمن به أجداد الأفارقة الأميركيين من معتقدات وممارسات.

كل تلك الهواجس أنتجت أعمالاً يدوية بدائية وفنوناً تصويرية ومنحوتات ترمز للزومبي، وما ابتكره الإنسان لمواجهة النهاية الحتمية أو تأجيلها أو فتح نافذة على الأمل لما بعد ذبول الجسد. وهذه الأعمال هي ما يقدّمها المعرض الجديد الذي يستمر حتى السادس من فبراير (شباط) المقبل.