نائب تونسي يحذر من استغلال تنظيمات إرهابية الحجر الصحي {لزرع الفوضى}

TT

نائب تونسي يحذر من استغلال تنظيمات إرهابية الحجر الصحي {لزرع الفوضى}

حذر زهير المغزاوي، أمين حزب الشعب القومي العربي والنائب في البرلمان التونسي، من أن بعض المجموعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية قد تستغل انشغال قوات الأمن والجيش الوطني التونسي في فرض حظر التجول ليلاً، وإجراءات الحجر الصحي الشامل في البلاد نهاراً لمحاولة زرع الفوضى وإرباك البلاد، وشن هجمات إرهابية أو اغتيال شخصيات سياسية.
وقال أمين «الشعب القومي العربي»، الذي سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن وزارة الداخلية دعته رسمياً لإخباره بإيقاف متهمين بالإرهاب، أعدوا مخططاً لاغتياله، وأنها سوف تدعم فريق حمايته.
ولفت إلى أنه تحادث مع وزير الداخلية هاشم المشيشي، بعد جلسة رسمية مع مسؤولين أمنيين في الوزارة بخصوص التهديد الجديد الذي بات يستهدفه، خصوصاً بعد تحرك مجموعات إرهابية صغيرة مقرّبة من تنظيم «داعش» في جهات مختلفة من البلاد، وبعد أن كشفت التحقيقات مع بعض الموقوفين منهم أنهم خططوا لاستهداف شخصيات عمومية، ومن بينها زهير المغزاوي.
وأكد المغزاوي أنه أخذ هذه التهديدات مأخذ الجد لأنها ليست الأولى من نوعها الذي تستهدفه، موضحاً أنه سبق للسلطات الأمنية أن خصصت له قبل ستة أعوام مرافقين أمنيين دائمين لحمايته من سيناريو أي اعتداء، أو محاولة اغتيال.
وقد جاءت تلك الخطوة الأمنية بعد أن نجحت مجموعات إرهابية متشددة ما بين عامي 2013 و2015 في ارتكاب عدة عمليات اغتيال، وهجمات إرهابية، استهدفت عشرات العسكريين والأمنيين، والزعيمين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وقد تسببت تلك الاغتيالات والعمليات الإرهابية في أزمة سياسية كبيرة، واستقالة الحكومة التي كان يرأسها نائب رئيس حزب حركة النهضة علي العريض، وتعويضها بحكومة «تكنوقراط»، ترأسها وزير الصناعة السابق المهدي جمعة.
وكان محمد البراهمي وزهير المغزاوي، وعدد من رفاقهما القوميين، قد أسسوا أول حزب للقوميين العرب في تونس، بعد سقوط حكم الرئيس زين العابدين بن علي في يناير (كانون الثاني) 2011، برئاسة المغزاوي.
لكن البراهمي، الذي انتُخب في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 عضواً في البرلمان الانتقالي عن حزب الشعب انشق عام 2013 مع مجموعة من أنصاره، وأسسوا حزباً قومياً عربياً ثانياً سمي «حزب التيار الشعبي».
بعد اغتيال البراهمي وشكري بلعيد التحق المغزاوي ورفاقه بالتحالف اليساري القومي، الذي يتزعمه حمه الهمامي، «الجبهة الشعبية»، ثم انسحبوا منه لاحقاً. لكنهم حافظوا على علاقات مميزة معه، بما في ذلك انتقاد حزبي «النهضة» و«نداء تونس»، وأداء الحكومات المتعاقبة، التي شكلاها خلال الأعوام الخمسة الماضية، برئاسة الحبيب الصيد ثم يوسف الشاهد لاحقاً.
بعد انتخابات أكتوبر 2014 أصبح المغزاوي عضواً في البرلمان، وفاز مجدداً في انتخابات 2019، وقد تحالف نواب حزب الشعب، الذي يرأسه المغزاوي، مع نواب حزب التيار الديمقراطي اليساري بزعامة محمد عبو، لتأسيس كتلة برلمانية تُدعى «الكتلة الديمقراطية»، ضمت 42 عضواً، ولعبت دوراً حاسماً في تشكيل الحكومة الجديدة، التي يرأسها إلياس الفخفاخ، وفازت فيها بخمس حقائب، من بينها حقيبتان لحزب الشعب هما التجارة والتشغيل.
وتتزامن هذه التطورات مع تكثيف وزارتي الدفاع والداخلية عمليات مراقبة الحدود مع ليبيا والجزائر، مما مكّنها من إجهاض عمليات إرهابية، وإيقاف عدد من المشتبه فيهم.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.