سوريون يعترضون دورية روسية - تركية على الطريق بين حلب واللاذقية

قافلة عسكرية تركية على طريق «إم 4» الرابط بين حلب واللاذقية (أرشيفية - أ.ف.ب)
قافلة عسكرية تركية على طريق «إم 4» الرابط بين حلب واللاذقية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

سوريون يعترضون دورية روسية - تركية على الطريق بين حلب واللاذقية

قافلة عسكرية تركية على طريق «إم 4» الرابط بين حلب واللاذقية (أرشيفية - أ.ف.ب)
قافلة عسكرية تركية على طريق «إم 4» الرابط بين حلب واللاذقية (أرشيفية - أ.ف.ب)

منع معتصمون من أهالي إدلب وبعض عناصر الفصائل المسلحة، القوات التركية والسورية من استكمال دورية عسكرية مشتركة على طريق حلب – اللاذقية الدولي، أمس.
وقذف المعتصمون الرافضون للاتفاقات والتفاهمات التركية - الروسية الآليات الروسية بالحجارة عند اقترابها من بلدة النيرب قادمةً من قرية ترنبة، لتختصر مسارها وتعود أدراجها إلى مدينة سراقب شرق إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات من عناصر القوات الخاصة التركية تمركزوا على الطريق في أثناء سير الدورية، لكن لم تتمكن القوات المشاركة فيها من استكمالها.
وكانت الدوريات قد بدأت في 15 مارس (آذار) الماضي توقفاً لفترة، بسبب ما أرجعته وزارة الدفاع التركية إلى الظروف الجوية السيئة في المنطقة.
وفي الوقت ذاته، دخل رتل عسكري تركي مؤلف من 35 عربة محملة بالجنود وشاحنة محملة بمعدات لوجيستية عبر معبر كفرلوسين الحدودي.
وقامت القوات التركية بإنشاء نقطتين عسكريتين جديدتين في مدينة أريحا جنوب إدلب، ليرتفع عدد النقاط التركية في منطقة «خفض التصعيد» في شمال غربي سوريا التي تضم مناطق من إدلب وحلب وحماة واللاذقية إلى 58 نقطة.
وفي الوقت ذاته، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن القوات التركية أنشأت نقطة عسكرية ضخمة جنوب مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي وزوّدتها بالآليات العسكرية، كما قامت بالتعاون مع الفصائل السورية المسلحة الموالية لها بتحصين المواقع التي تسيطر عليها في القرى الواقعة على الخط الواصل بين بلدتي تل تمر وأبو راسين.
من ناحية أخرى، قصفت القوات التركية المتمركزة في مدينة مارع بالمدفعية الثقيلة مناطق خاضعة لسيطرة تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف حلب الشمالي، ما أسفر عن إصابة طفل من نازحي عفرين جراء القصف المدفعي.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المدفعية التركية استهدفت، مساء أول من أمس، قريتي عين دقنة وسموقية ضمن مناطق انتشار القوات الكردية شمال حلب، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».