السيسي متأكد من عبور مصر تحدي الفيروس

السيسي متأكد من عبور مصر تحدي الفيروس
TT

السيسي متأكد من عبور مصر تحدي الفيروس

السيسي متأكد من عبور مصر تحدي الفيروس

قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، إنه «متأكد من عبور (بلاده) لتحدي كورونا»، راهناً ذلك بـ«مزيد من الالتزام» بالإجراءات الوقائية والصحية اللازمة. وجاء تقدير السيسي، خلال مداخلة له على هامش جولة تفقد خلالها «استعدادات القوات المسلحة لمواجهة فيروس كورونا المستجد»، ونقل التلفزيون الرسمي للدولة، كلمة الرئيس الذي ارتدى وجميع الحاضرين من كبار المسؤولين وقيادات الجيش كمامات واقية من العدوى. وشرح السيسي لمواطنيه، أن «استراتيجية عمل السلطات بشأن مواجهة أزمة (كوفيد - 19) اعتمدت على عدم إفزاع الناس وإثارة هلعهم خصوصاً مع استمرار الأنباء من كل دول العالم بشأن الإصابات والقلق من الوفيات»، لكنه استدرك أن «الحرص على عدم زيادة المخاوف لا يعني تجاهل المخاطر، وأنه من الضروري بالنسبة للمصريين أن ينتبهوا أكثر ويبذلوا جهوداً أكبر لمواجهة هذا الفيروس».
وسجلت مصر، مساء أول من أمس، أكبر معدل إصابات بـ«كورونا المستجد» منذ رصد أول حالة، الشهر الماضي، وأعلنت «وزارة الصحة» عن تسجيل «149 إصابة جديدة، ليصل إجمالي الإصابات 1322 حالة من ضمنهم 259 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و85 حالة وفاة» حتى مساء الاثنين الماضي.
وذكّر السيسي مواطنيه بأنه «منذ بداية ظهور الفيروس في مصر وتأثيره واضح علينا، ولو كنا التزمنا لمدة أسبوعين منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، لكانت أعداد الإصابات والوفيات أقل».
ومع ذلك فإن السيسي طمأن بشأن الاستعدادات الطبية واللوجيسيتة لمواجهة الفيروس، ووجه «الأجهزة المختصة بالدولة، بتوزيع كمامات ولو بالمجان على المواطنين لزيادة الوقاية».
وبحسب بيانات أعلنتها القوات المسلحة المصرية، خلال جولة السيسي، فإنه قد جُهّزت 22 مستشفى عسكري بطاقة 4 آلاف سرير، فضلاً عن 4 مستشفيات ميدانية متنقلة بطاقة 502 سرير عزل، وإنتاج يومي يصل إلى 100 ألف قناع طبي واقي، مع احتياطي يصل إلى 5 ملايين قطعة، وألف بدلة واقية يومياً، مع استهداف إنتاج 50 ألف بدلة.
الرئيس المصري، تطرق أيضاً إلى الدعوات بفرض حظر كامل في البلاد، وقال إنه «لا يؤيد تعطيل العمل داخل الدولة، ووقف الحياة بشكل كامل»، ومضيفاً «نحن مستعدون لأي إجراء لكن لن نضيّع أولادنا أبداً».
وبشأن الاحتياطي الاستراتيجي للسلع المهمة للمواطنين، أفاد السيسي بأن «هناك مخزونا لا يقل عن 3 أشهر، فضلاً عن احتياطات أخرى لمجابهة الظروف غير المتوقعة»، مشدداً على التزام حكومة البلاد بالشفافية في ظل «أزمة كورونا التي يواجهها العالم كله ومصر ليست لها يد فيها، فلماذا ستخفي الحكومة الأرقام؟».
وفي حين أكد السيسي التزام الحكومة بدفع الرواتب لموظفيها كاملة والسعي لمزيد من إجراءات تخفيف زحام المصالح الرسمية، فإنه دعا القطاع الخاص لتحمل المسؤولية، واتخاذ الإجراءات كافة للتخفيف عن موظفيه حتى لا يتم المساس بدخول العاملين أو تسريحهم.
بدورها، أعلنت وزارة «القوى العاملة»، أمس، بدء صرف «منحة بقيمة 500 جنيه مصري (الدولار 15.7 جنيه مصري) لنحو 1.5 مليون شخص من العمالة غير المنظمة تم تسجيلهم أخيراً في بيانات الوزارة».
وعلى صعيد قريب الصلة، أعلنت وزارة الأوقاف، أمس، «تعليق كل الأنشطة الجماعية في رمضان، ومنها حظر إقامة الموائد في محيط المساجد أو ملحقاتها، فضلاً عن إقامة (ملتقى الفكر الإسلامي) بساحة مسجد الإمام الحسين، وكذلك أي ملتقيات عامة بأي مديرية من المديريات في الشهر الفضيل».
«الأوقاف» أكدت كذلك أنها وجهت مديريات الأوقاف بالمحافظات بأنه «لا مجال لإقامة الاعتكاف العام الحالي، وأن فتح المساجد لن يتم أساسا إلا في حالة عدم تسجيل أي حالات إيجابية جديدة».


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.