تقرير حكومي يتهم الانقلابيين بارتكاب 55 ألف انتهاك في الجوف

TT

تقرير حكومي يتهم الانقلابيين بارتكاب 55 ألف انتهاك في الجوف

اتهم تقرير حكومي يمني الميليشيات الحوثية بارتكاب 55 ألف انتهاك بحق السكان في محافظة الجوف، والنازحين إليها، منذ مطلع مارس (آذار) الماضي، تنوعت بين القتل والتهجير وتفجير المنازل والتجنيد والإخفاء القسري وتجنيد الأطفال.
وقال وكيل محافظة الجوف، عبد الله الحاشدي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مأرب أمس (الثلاثاء)، إن الميليشيات الحوثية ارتكبت أبشع الجرائم بحق أبناء الجوف، وفي مقدمها القتل والتهجير واقتحام وتفجير المنازل والتجنيد الإجباري للأطفال والاختطافات والإخفاء القسري وتعطيل المرافق العامة والمرافق الصحية، في ظل صمت وتغاضي المنظمات الدولية والمجتمع الدولي إزاء تلك الجرائم والانتهاكات.
وفي السياق نفسه، أوضح مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف، عبد الهادي العصار، أن التقرير الذي أصدره المكتب خلال تلك الفترة يظهر حجم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي بحق المواطنين، من النساء والأطفال والشيوخ، وكذلك ما تبعها من تدمير وتعطيل المؤسسات التعليمية والصحية والخدمية، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية ومعتقلات.
وأشار إلى أن الجماعة المدعومة من إيران ارتكبت 11 ألف حالة تهجير من مدينة الحزم (مركز محافظة الجوف) والمديريات المجاورة، وحرمت 31 ألف طالب من مواصلة تعليمهم، كما تسببت في توقف 5 آلاف معلم عن التدريس، وانقطاع مرتباتهم، فضلاً عن تسببها في نزوح 7 آلاف أسرة إلى محافظة مأرب.
وأكد عبد الهادي أن 126 أسرة يمنية تعثرت في الصحراء في أثناء النزوح من الجوف، في حين تعرضت 219 أسرة أخرى للسرقة والنهب من قبل خلايا وعناصر حوثية.
وأكد أن الانتهاكات شملت أيضاً حالات القتل والإصابة وضحايا الألغام والاختطاف التعسفي والإخفاء القسري، ونهب وسرقة المحلات التجارية والمنازل، وكذا حالات اقتحام المقرات العامة والخاصة، ونهب الممتلكات وإتلاف وتضرر المركبات، ومنع وصول احتياجات السكان.
كانت الجماعة المدعومة إيرانياً قد ضربت بكل المساعي الأممية لخفض التصعيد «عرض الحائط»، وشنت معارك مستمرة في محافظتي الجوف ومأرب، كما قامت بإطلاق صواريخ جديدة وطائرات مسيرة باتجاه المدن السعودية.
وفي الوقت الذي أدت فيه المعارك إلى مضاعفة معاناة المدنيين في هاتين المحافظتين، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا إلى مأرب منذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأوضحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن اليمن يشهد موجة جديدة من النزوح، بعد 5 سنوات من الصراع، لسكان فروا جراء القتال الأخير في الجوف ومأرب.
وأكدت المفوضية، في بيان سابق، أن أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، فروا إلى محافظة مأرب نزوحاً من الجوف المجاورة، مما جعل عدد النازحين في المدينة يرتفع إلى 750 ألف شخص، وهو عدد يفوق سكان المدينة الأصليين، البالغ عددهم نحو نصف مليون نسمة.
وبحسب البيان الأممي، فقد أحدث التدفق الأخير للنازحين مزيداً من الضغوط على الخدمات والمساعدات الإنسانية المنهكة، مما أدى إلى التسبب بظروف معيشية بائسة للأشخاص.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».