شبهات الفساد تحيط مجددا ببطولة كأس العالم في قطر

كأس العالم 2022 في قطر أصبح هدفاً لمزاعم فساد ورشى جديدة (رويترز)
كأس العالم 2022 في قطر أصبح هدفاً لمزاعم فساد ورشى جديدة (رويترز)
TT

شبهات الفساد تحيط مجددا ببطولة كأس العالم في قطر

كأس العالم 2022 في قطر أصبح هدفاً لمزاعم فساد ورشى جديدة (رويترز)
كأس العالم 2022 في قطر أصبح هدفاً لمزاعم فساد ورشى جديدة (رويترز)

أصبحت كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر هدفاً لمزاعم جديدة تتعلق بفساد الاتحاد الدولي (الفيفا) بعد أن أصدرت وزارة العدل الأميركية لائحة اتهام جديدة تشير إلى دفع رشى لمسؤولين باللعبة لضمان منح أصواتهم لنيل حقوق استضافة البطولة.
وقالت وكالة «رويترز» للأنباء إن شبهات وشائعات أحاطت لفترة طويلة بعملية تصويت اللجنة التنفيذية للفيفا عام 2010 لمنح حقوق تنظيم كأس العالم 2018 لروسيا وبطولة 2022 إلى قطر، لكن للمرة الأولى، وجّه مدّعون مزاعم مباشرة ورسمية.
ووفقاً لما ذكره المدعون، فإن بعض المندوبين الذين يعملون لصالح روسيا وقطر قدموا رشى لمسؤولين في اللجنة التنفيذية بالفيفا للتصويت على القرارات الحاسمة بشأن الدول المستضيفة للبطولة.
وقال «الفيفا»، في بيان، إنه يدعم كل التحقيقات «في مزاعم ارتكاب مخالفات جنائية». وأوضح متحدث باسم الفيفا: «لجنة القيم بالفيفا فرضت عقوبات بالفعل تشمل الإيقاف مدى الحياة ضد مسؤولين بكرة القدم مذكورين في القضية».
وأضاف: «يعي (الفيفا) حتى الآن أن أي مخالفة جنائية من قبل مسؤولين بكرة القدم تستوجب فرض عقوبات على مرتكبيها... وفي ظل استمرار القضايا الجنائية فنحن لسنا في موضع تعليق في الوقت الراهن».
ونفت اللجنة العليا للمشروعات والإرث في قطر، وهي المسؤولة عن تنظيم كأس العالم 2022. بشكل قاطع، في بيان، جميع المزاعم التي وردت في الملفات القضائية التي نشرها الادعاء الأميركي.
وقالت اللجنة: «رغم الاستمرار في توجيه اتهامات مزعومة لملف دولة قطر طوال السنوات الماضية، لم يتم حتى الآن تقديم أي دليل يثبت عدم نزاهة هذا الملف أو عدم توافقه مع جميع لوائح وقوانين (الفيفا) الصارمة والخاصة بملفات الترشح لاستضافة البطولة».
وأضافت: «تؤكد اللجنة أنها التزمت بجميع القوانين والنظم واللوائح الخاصة ذات الصلة بعملية تقديم ملفات بطولتي كأس العالم 2018 و2022، وستتعامل مع أي ادعاءات مزعومة وغير مستندة على دليل بأعلى مستوى من الصرامة والحزم».
ورغم تفاعل «الفيفا» مع تكهنات صحافية سابقة بشأن ملف قطر، بالتأكيد على أن تنظيم البطولة لن يتأثر، ستطرح المزاعم الأميركية مزيداً من علامات الاستفهام بشأن تنظيم البطولة المقررة بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2022.
وتشير لائحة الاتهام إلى 3 أعضاء من أميركا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للفيفا عام 2010، وهم البرازيلي ريكاردو تيشيرا، والراحل نيكولاس ليوز من باراغواي، وشخص آخر دون تحديد اسمه، حصلوا على رشى مقابل التصويت لقطر لاستضافة البطولة.
وجاء في اللائحة: «عُرضت على ريكاردو تيشيرا ونيكولاس ليوز ومتآمر آخر رشى، وتسلموا مدفوعات مقابل التصويت لصالح قطر لاستضافة كأس العالم».
ولم يتسن لـ«رويترز» الحصول على تعليق فوري من تيشيرا، وهو صهر رئيس «الفيفا» السابق جواو هافيلانغ، والرئيس السابق للاتحاد البرازيلي للعبة.
كما تزعم وزارة العدل الأميركية أن نائب رئيس «الفيفا» جاك وارنر حصل على 5 ملايين دولار من شركات وهمية للتصويت لروسيا لاستضافة كأس العالم 2018.
وواجه وارنر اتهامات بارتكاب عدة جرائم خلال التحقيقات الأميركية، وقاوم أمراً بتسليمه من مسقط رأسه ترينداد وتوباغو. وينفي وارنر، الذي لم يتسن الحصول على تعليق فوري منه، دائماً ارتكاب أي مخالفة.
وقال أليكسي سوروكين، المدير التنفيذي للجنة المحلية لكأس العالم 2018 في روسيا، لوكالة «إنترفاكس» للأنباء: «هذا رأي المحامين فقط... قلنا مراراً إن حملتنا كانت نزيهة».
وأضاف: «أجبنا على كل الأسئلة في الوقت المناسب خلال تحقيقات (الفيفا)، بجانب وسائل الإعلام، وقدمنا كل الوثائق المطلوبة، ولا يوجد شيء نضيفه، ولن نرد على محاولات تشويه ملفنا».
ورداً على عِلم الكرملين بلائحة الاتهام الأميركية، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: «نقرأ التقارير الصحافية ولا نفهم إلى ماذا تشير... نالت روسيا حقّ استضافة كأس العالم بشكل قانوني تماماً، ولا يتصل بأي رشى على الإطلاق، ونرفض ذلك، واستضافت روسيا أفضل نسخة لكأس العالم في التاريخ، ونفتخر بذلك».
وبرأ «الفيفا» في 2014، تحت رئاسة جوزيف بلاتر، ساحة روسيا وقطر من ارتكاب مخالفات في عملية التصويت بعد تحقيقٍ.
وعوقب بلاتر من «الفيفا» بالحرمان من مزاولة أي نشاط متعلق بكرة القدم، بجانب عدد كبير من المسؤولين، بعد تحقيق داخلي عقب اعتقال 7 مسؤولين من «الفيفا» بسبب اتهامات أميركية بالفساد في زوريخ، في مايو (أيار) 2015.
وعوقب وارنر وتيشيرا بالإيقاف مدى الحياة من «الفيفا»، بينما توفي ليوز العام الماضي خلال إقامته الجبرية بمنزله في باراغواي، حيث قاوم أمراً بتسليمه للولايات المتحدة لمواجهة اتهامات بالفساد.


مقالات ذات صلة

«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الخليج الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)

«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

أعلنت «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية إيقاف قاض وكاتب عدل وضباط وموظفين في جهات حكومية وخاصة بعد مباشرتها عدة قضايا جنائية خلال الفترة الماضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية حُكم على ليو يي بالسجن لمدة 11 عاماً وغرامة مالية 497 ألف دولار أميركي بتهمة تلقي الرشى (الاتحاد الصيني)

الصين تسجن مسؤولين سابقين آخرين في كرة القدم بتهمة الرشوة

سجنت الصين الأربعاء مسؤولَين سابقَين في كرة القدم بتهم تلقي الرشى، وفقا لبيانات صادرة عن محكمتين، وذلك في إطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بكين)
المشرق العربي الرئيس السوري السابق بشار الأسد وزوجته أسماء عام 2010 (أ.ف.ب)

كدّسا الملايين والسِّلَع الفاخرة... على ماذا أنفق بشار وأسماء الأسد ثروتهما المليارية؟

بسقوط النظام السوري، سقطت الستائر عن ثرواته المكدّسة وعن افتتان بشار وأسماء الأسد بالمقتنيات الباهظة، من منازل وسيارات وأثاث وملابس.

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية نتنياهو لدى وصوله إلى المحكمة في إطار محاكمته الطويلة بتهم فساد (أ.ب)

لأول مرة... نتنياهو يدلي بشهادته في محاكمته بالفساد

أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشهادته اليوم (الثلاثاء)، لأول مرة في محاكمته المستمرة منذ فترة طويلة في قضايا فساد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا الدبيبة يدفع عن حكومته اتهامات «الفساد»... ويلمِّح لسلطات شرق ليبيا

الدبيبة يدفع عن حكومته اتهامات «الفساد»... ويلمِّح لسلطات شرق ليبيا

قال عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة إن «(الإنفاق الموازي) غير الخاضع للرقابة يمثل ظاهرة مضرة لليبيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».