الأردن: مخاوف من هجمة جديدة للفيروس بعد اكتشاف بؤر جديدة

العاهل الأردني وولي العهد في جولتهما التفقدية (الديوان الملكي الأردني)
العاهل الأردني وولي العهد في جولتهما التفقدية (الديوان الملكي الأردني)
TT

الأردن: مخاوف من هجمة جديدة للفيروس بعد اكتشاف بؤر جديدة

العاهل الأردني وولي العهد في جولتهما التفقدية (الديوان الملكي الأردني)
العاهل الأردني وولي العهد في جولتهما التفقدية (الديوان الملكي الأردني)

كشفت السلطات الصحية الأردنية عن رصد بؤر جديدة لمصابين بمرض فيروس كورونا المستجد، في مناطق ذات كثافة سكانية عالية في العاصمة عمان، كما كشفت فرق التقصي الوبائي أن المصابين خالطوا أعداداً كبيرة في الأسواق قبل اكتشاف إصابتهم ودخولهم العزل الصحي، في الوقت الذي أعلنت فيه نيتها أخذ عينات عشوائية من مواطنين.
ومن بين مناطق الكثافة السكانية التي كشف عنها مدير خلية الأزمة في مركز الأزمات العميد مازن الفراية، مناطق في لواء ماركا شرق العاصمة، في وقت أعلن فيه مسؤول خلية كورونا في وزارة الصحة الدكتور نذير عبيدات أن بؤرة جديدة في ضاحية الرشيد شمال العاصمة تم اكتشافها، فيما تحدثت مصادر عن اكتشاف أعداد من المصابين في منطقة النصر إلى الشرق من العاصمة أيضاً.
وعلى نطاق واسع، انتشرت فيديوهات نقلها شهود عيان حول دخول فرق التقصي الوبائي إلى المنازل، للكشف عن الحالات والتأكد من حدود انتشار العدوى بين السكان.
وجاءت الأنباء عن اكتشاف بؤر جديدة للمرض في البلاد، بعد يوم واحد من اكتشاف بؤر في شمال المملكة في منطقتي الرمثا الحدودية، ومنطقة عجلون، في حين لا تزال محافظة إربد تخضع للعزل الكامل ولسيطرة القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)، ما أعاد إحياء المطالبات الشعبية بالتشدد في إجراءات الحظر، والتزام المواطنين بإرشادات الوقاية من المرض في الأماكن العامة.
وارتفع عدد الإصابات إلى 345 حالة، بعد ارتفاعها الأحد الماضي بواقع 22 حالة حتى الليل، فيما أعلن وزير الصحة سعد جابر، التوسع في أخذ عينات عشوائية لسكان الجنوب، للتأكد من مدى انتشار الفيروس، كإجراء احترازي.
وعادت أزمة تصاريح المرور من نقاط التفتيش إلى الواجهة، بعد حديث واسع عن تجاوزات في منحها، واتهام مسؤولين في منحها لغير المستحقين، فيما دخل احتجاز نقيب المعلمين الأردنيين ناصر النواصرة الذي كان في طريقه من منزله باتجاه النقابة على خط الأزمة.
وفي الوقت الذي دخلت فيه وساطات سياسية لفك احتجازه، أصدر النواصرة بياناً قال فيه: «لم أكن في نزهة، ولم أذهب للتسوق ولم أذهب لأشتري طعاماً لجرو كلب ولا لهرّتي، إنما ذهبت إلى البنك الإسلامي (الرئيسي) بتنسيق مع مجلس النقابة من أجل توقيع شيكات لعدد من موظفي النقابة لم يتسلموا رواتبهم». وأضاف بعد إعلانه الوصول إلى منزله في وقت مبكر من فجر الاثنين، أنه كان في طريقه لطرح مبادرة بالتعاون مع أحد البنوك لتخصيص مليون دينار للمعلمين في القطاع الخاص الذين لم يتسلموا رواتبهم من مدارسهم.
وعلى خلاف ما أعلنته الحكومة الأردنية في أنها ستقوم بتكرار قرار الحظر الشامل في البلاد، وجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الحكومة بدراسة إمكانية التدرج في استئناف عمل بعض القطاعات الإنتاجية، والاستفادة من الموارد المحلية عبر تصدير المنتجات الصناعية التي يزيد الطلب عليها خارجياً في الوقت الراهن، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
كما أكد الملك الأردني ضرورة إيجاد حلول مبتكرة توائم بين الأولوية الصحية والخطط الاقتصادية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».