إصابات «كوفيد ـ 19» تعاود الارتفاع في الصين... واليابان تعلن «الطوارئ» اليوم

صيني يضع كمامة أمام مجسم يخلّد ذكرى الثورة التي أطاحت الإمبراطور الأخير عام 1911 في مدينة ووهان أمس (رويترز)
صيني يضع كمامة أمام مجسم يخلّد ذكرى الثورة التي أطاحت الإمبراطور الأخير عام 1911 في مدينة ووهان أمس (رويترز)
TT

إصابات «كوفيد ـ 19» تعاود الارتفاع في الصين... واليابان تعلن «الطوارئ» اليوم

صيني يضع كمامة أمام مجسم يخلّد ذكرى الثورة التي أطاحت الإمبراطور الأخير عام 1911 في مدينة ووهان أمس (رويترز)
صيني يضع كمامة أمام مجسم يخلّد ذكرى الثورة التي أطاحت الإمبراطور الأخير عام 1911 في مدينة ووهان أمس (رويترز)

فيما سجّلت الصين، أمس (الاثنين)، ارتفاعاً في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس «كورونا» المستجد، أعلنت اليابان أنها ستفرض بدءاً من اليوم (الثلاثاء) حال الطوارئ في مناطق عدة يتفشى فيها الوباء بما في ذلك العاصمة طوكيو.
ففي بكين، أعلنت السلطات الصينية، أمس، تسجيل 39 حالة إصابة جديدة مؤكدة بـ«كورونا» يوم الأحد، في ارتفاع من 30 حالة يوم السبت، كما ارتفع عدد الحالات التي لم تظهر عليها أعراض.
وقالت لجنة الصحة الوطنية في بيان الاثنين إنه تم التعرف على 78 حالة جديدة لم تظهر عليها أعراض بنهاية يوم الأحد مقابل 47 حالة يوم السبت. وأوضحت وكالة «رويترز» أن أكثر ما بات يقلق الصين في الأسابيع الأخيرة هو ما يسمى بـ«الحالات الواردة من الخارج» والمرضى ممن أصيب بالفيروس ويمكنهم نقله لآخرين لكن لا تظهر عليهم أي أعراض. وكان من بين حالات الإصابة الجديدة حالة واحدة فقط منقولة محلياً في إقليم غوانغدونغ الجنوبي تراجعاً عن خمس حالات قبل يوم في نفس الإقليم. وكانت بقية الحالات الثماني والثلاثين لأشخاص عادوا للصين من الخارج بالمقارنة مع 25 يوم السبت.
وقالت السلطات المحلية في غوانغدونغ إن الحالة الجديدة المنقولة محليا كانت لشخص سافر من إقليم هوبي.
ويوجد الآن ببر الصين الرئيسي 81708 حالات إصابة بـ«كورونا» و3331 حالة وفاة.
وتراجعت حالات الإصابة اليومية بشكل كبير عن ذروة الوباء في فبراير (شباط) عندما كان يتم الإعلان عن مئات الحالات الجديدة يومياً. لكن ما زالت تظهر حالات إصابة جديدة يومياً.
اليابان
أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أمس (الاثنين)، أن حكومته تستعد لإعلان حال الطوارئ اعتباراً من اليوم الثلاثاء في مناطق عدة في البلاد ارتفعت فيها نسبة الإصابات بـ«كوفيد - 19»، وبينها طوكيو وأوساكا. وأعلن آبي في الوقت نفسه خطة ضخمة لدعم الاقتصاد بقيمة 108000 مليار ين (988 مليار دولار)، لمواجهة تداعيات الوباء. وقال: «نأمل إعلان حالة الطوارئ في وقت مبكر من يوم غد بعد الاستماع إلى آراء اللجنة الاستشارية». وأضاف «نعاين حالياً ارتفاعاً سريعاً في عدد الإصابات الجديدة، خصوصاً في المناطق السكنية على غرار طوكيو وأوساكا». وأوضح أنه «نظراً إلى أن المؤسسات الطبية تواجه وضعاً حرجاً، فقد تلقيت آراء مفادها أن على الحكومة الاستعداد لإعلان حالة الطوارئ».
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن إعلان حالة الطوارئ، وهو إجراء أقل بكثير من تدابير إقفال صارمة متخذة في أنحاء العالم، يسري على طوكيو وأوساكا وخمس محافظات أخرى، وفقاً لآبي.
وتصاعدت الضغوط على الحكومة لاتخاذ خطوات جديدة مع إعلان طوكيو 148 إصابة الأحد، و83 إصابة أخرى الاثنين.
وقال آبي إن هدف خطة الدعم هو تخفيف الأضرار التي لحقت بثالث أكبر اقتصاد في العالم. وأضاف «يساوي ذلك عشرين في المائة من الناتج الإجمالي المحلي، وهو مستوى غير مسبوق».
الهند
أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن أنوار شموع ومصابيح تقليدية أضاءت سماء الهند ليلة الأحد في عرض استمر تسع دقائق يرمز إلى المعركة القائمة ضد فيروس «كورونا». واستجاب كثر عبر المدن والبلدات الرئيسية في ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان (1.3 مليار نسمة)، لدعوة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لإطفاء الأضواء في التاسعة مساء بالتوقيت المحلي. وهتف سكان «اذهب (كورونا) اذهب» وصفقوا وأطلقوا الألعاب النارية والمفرقعات في مشاهد تذكر بـ«ديوالي»، مهرجان الأضواء الهندوسي.
وكتب مودي على «تويتر» باللغة السنسكريتية: «تحية لضوء المصباح الذي يجلب اليمن والصحة والازدهار، والذي يقضي على المشاعر السلبية».
وتخضع الهند لتدابير صارمة منذ 25 مارس (آذار)، منها وقف وسائل النقل العام وإغلاق المكاتب والمحلات التجارية باستثناء الخدمات الأساسية. لكن الإغلاق، بحسب ما لاحظت وكالة الصحافة الفرنسية، أضر بشدة بالعمال الريفيين النازحين وتركهم عاطلين عن العمل ما أدى إلى محاولة مئات الآلاف العودة إلى قراهم وكثير منهم كان سيراً على الأقدام.
ولم يتمكن كثر آخرون من العودة إلى منازلهم. لذلك، أقامت الحكومة عشرات الآلاف من المخيمات المؤقتة ومراكز تغذية لأكثر من سبعة ملايين شخص.
وقالت الحكومة إن العدد المؤكد للإصابات بفيروس «كورونا» المستجد في الهند تجاوز 3500 منها 83 حالة وفاة، لكن خبراء يقولون إنه يجب إجراء المزيد من الفحوص وعلى نطاق أوسع.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن السلطات الهندية أعلنت أمس إغلاق مستشفى بمدينة مومباي بعدما صارت بؤرة لتفشي لفيروس «كورونا». وتم اكتشاف إصابة 26 ممرضاً وثلاثة أطباء في المستشفى بالفيروس.
كوريا الجنوبية
وفي سيول، أفادت وكالة الأنباء الألماني) بأن بيانات إحصائية أظهرت، أمس (الاثنين)، عدم دخول أي صيني إلى كوريا الجنوبية أو مغادرتها في يوم 4 أبريل (نيسان). وذكرت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أن هذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها العدد اليومي للصينيين الداخلين إلى كوريا الجنوبية أو المغادرين منها الرقم «الصفر» منذ عام 1992 عندما أقامت كوريا الجنوبية والصين علاقاتهما الدبلوماسية. وترى الحكومة الكورية الجنوبية أن الانخفاض الحاد في عدد الصينيين الداخلين إلى كوريا الجنوبية أو المغادرين منها، يرجع إلى الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19» مثل قيود الدخول.

إندونيسيا
إلى ذلك، لجأت إندونيسيا إلى بيع سندات في إطار تدابير إغاثة مالية من أجل مواجهة أزمة «كورونا»، مع ارتفاع حالات الوفاة بالفيروس بها إلى أعلى مستوى في آسيا بعد الصين، بحسب الوكالة الألمانية. وتراجعت العملة الإندونيسية (الروبية) بنسبة 16 في المائة حتى الآن هذا العام، وهو التراجع الأكثر حدة بالنسبة للعملات الآسيوية الأخرى.
باكستان
وفي إسلام آباد، قال مسؤولون أمس إن السلطات الباكستانية وضعت الآلاف من رجال الدين في الحجر الصحي للاشتباه في إصابتهم بفيروس «كورونا»، بعد حضورهم فعاليات دينية الشهر الماضي. وكان أكثر من 100 ألف من أفراد جماعة التبليغ قد اجتمعوا في مارس الماضي بمقر الجماعة، وهو عبارة عن مجمع يضم عدداً من المساجد، وأماكن لعقد الندوات الإسلامية بالقرب من مدينة لاهور بشرق باكستان، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وقال عبد الوحيد المتحدث باسم الجماعة إن ما لا يقل عن 40 ألفاً من أفراد الجماعة زاروا المساجد في أنحاء البلاد على هيئة مجموعات تتألف من ثمانية أشخاص.
وقال مرتضي وهاب، وزير الإعلام بإقليم السند بجنوب البلاد، إن المئات من الذين حضروا الفعاليات سافروا بعد ذلك والتقوا بأشخاص ثبت الآن إصابتهم بالفيروس.

بنغلاديش
وفي دكا، أعلن مسؤولون في بنغلاديش وضع قيود على المصلين بالمساجد التي يبلغ عددها أكثر من 250 ألف مسجد في أنحاء البلاد، وذلك في ظل ارتفاع أعداد المصابين بفيروس «كورونا». وقالت وزارة الشؤون الدينية في بيان: «لن يسمح لأكثر من خمسة أشخاص بأداء الصلوات اليومية». وأضافت أنه سيتم السماح لعشرة أشخاص فقط بأداء الصلاة، وسجّلت بنغلاديش، التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من 160 مليون نسمة وأكثر من 90% منهم من المسلمين، 123 حالة إصابة بفيروس «كورونا» بينها 12 حالة وفاة.
أستراليا
أوردت وكالة «رويترز» أن السفينة السياحية المنكوبة «روبي برنسيس» التابعة لشركة «كارنيفال كورب»، وهي أكبر مصدر منفرد لعدوى فيروس «كورونا» في أستراليا، رست في جنوب سيدني أمس (الاثنين) للحصول على مساعدة لأفراد الطاقم المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل. ولا يزال على متن السفينة ما يزيد على ألف من أفراد الطاقم بعد إنزال الركاب منها في منتصف مارس دون فحوص. وتخضع السفينة حالياً لتحقيق جنائي بولاية نيو ساوث ويلز. وظهر ما لا يقل عن 360 حالة إصابة بـ«كوفيد - 19» بعضها بين ركاب السفينة وطاقمها، منها ست حالات وفاة على الأقل.
ويوجد في أستراليا ما يزيد على 5700 حالة إصابة مؤكدة بـ«كوفيد - 19»، وارتفع عدد الوفيات بسبب المرض إلى 40 حالة أمس الاثنين بعد تسجيل خمس وفيات جديدة.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.