تجارب قنابل الحرب الباردة تكشف عمر أسماك القرش

الباحث مارك ميكان يسبح بجوار سمكة من فصيلة قرش الحوت
الباحث مارك ميكان يسبح بجوار سمكة من فصيلة قرش الحوت
TT

تجارب قنابل الحرب الباردة تكشف عمر أسماك القرش

الباحث مارك ميكان يسبح بجوار سمكة من فصيلة قرش الحوت
الباحث مارك ميكان يسبح بجوار سمكة من فصيلة قرش الحوت

ربما لا تبدو هناك علاقة واضحة بين تحديد عمر أسماك القرش واختبارات القنبلة الذرية التي أجريت خلال الحرب الباردة، ولكن دراسة بحثية نشرت أمس في دورية علوم البحار «Frontiers in Marine Science»، كشفت هذه العلاقة.
وتفتقر أسماك القرش إلى الهياكل العظمية التي تسمى «بلورات التوازن الأذنية»، التي تستخدم لتقييم عمر الأسماك الأخرى، ولكن أحد أنواعها وهي «قرش الحوت»، يتميز في المقابل بعلامات مميزة في الفقرات تشبه إلى حد ما حلقات النمو في جذع الشجرة، والتي تستخدم لتحديد عمرها.
وكان من المعروف أنه كلما ازدادت أعداد هذه الحلقات ازداد تقدم الحيوان في العمر، ولكن لم يكن هناك اتفاق بين الدراسات حول المدى الزمني لظهورها، فبعضها ذهب إلى أنه يتم تشكيل حلقة جديدة كل عام، في حين تحدثت دراسات أخرى عن مدى يصل لستة أشهر.
ولحل هذا المشكلة، تحول فريق بحثي دولي يضم باحثين من المعهد الأسترالي لعلوم البحار في بيرث بغرب أستراليا، وجامعة روتجرز الأميركية، وجامعة آيسلندا، إلى النشاط الإشعاعي، وهو إرث سباق التسلح في الحرب الباردة.
وخلال الخمسينيات والستينيات، أجرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا وفرنسا والصين، تجارب على الأسلحة النووية، وانفجرت العديد من التفجيرات عدة كيلومترات في الهواء، وكان أحد النتائج القوية للانفجارات مضاعفة نظائر تسمى «الكربون 14» في الغلاف الجوي.
و«الكربون 14» عنصر مشع طبيعي، ومعدل انحلاله ثابت ويمكن قياسه بسهولة، مما يجعله مثالياً لتقديرات العمر لأي شيء يزيد عمره عن 300 عام، ويستخدمه علماء الآثار والمؤرخون في هذا الصدد، ولكن مع الانفجارات النووية حدثت زيادة في هذا العنصر الذي يعد من نواتجها الثانوية، وأصبح الهواء مشبعاً به وكذلك مياه المحيطات، وانتقل تدريجياً من خلال الطعام إلى كل شيء حي على هذا الكوكب، مما أدى إلى إنتاج علامة الكربون 14 المرتفعة في الكائنات.
ويقول مارك ميكان في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد الأسترالي لعلوم البحار بالتزامن مع نشر الدراسة: «هذا النظير المشع يتحلل بمعدل ثابت، مما يعني أن الكمية الموجودة في حلقات نمو الفقرات في نقطة زمنية واحدة، ستكون أكبر قليلاً من تلك الموجودة في حلقات مماثله تم تكوينها في وقت لاحق».


مقالات ذات صلة

من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما

يوميات الشرق وثائقي جديد عن المحيطات من إنتاج باراك أوباما وبصوته (نتفليكس)

من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما

يعرفه الجميع بوصفه الرئيس الأميركي الأسبق، لكنّ قلةً تعلم أن باراك أوباما دخل مجال الإنتاج التلفزيوني وبات يسجّل الوثائقيات بصوته، أحدث أعماله على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يطلق الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

أطلق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق روديغر كوخ في كبسولته تحت الماء (أ.ف.ب)

ألماني يعيش في كبسولة على عمق 11 متراً تحت الماء قبالة بنما

يعيش الألماني روديغر كوخ منذ شهرين داخل كبسولة على عمق 11 مترا في البحر الكاريبي قبالة سواحل بنما...

«الشرق الأوسط» (بنما)
يوميات الشرق السمكة المجدافية كما أعلن عنها معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة على شاطئ كاليفورنيا

جرف البحر سمكة نادرة تعيش في أعماق البحار، إلى أحد شواطئ جنوب كاليفورنيا، بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
الاقتصاد د. خالد أصفهاني الرئيس التنفيذي لـ«المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية» وعدد من الشخصيات عند انطلاق المؤتمر

دراسة مع «البنك الدولي» لتحديد القيمة الفعلية للشعاب المرجانية في السعودية

تقترب السعودية من معرفة القيمة الفعلية لمواردها الطبيعية من «الشعاب المرجانية» في البحر الأحمر.

سعيد الأبيض (جدة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.