حملات إلكترونية ترافق الجهود العربية لمكافحة «كوفيد ـ 19»

مسؤولون أطلّوا على مواطنيهم بمقاطع مصوّرة وبيانات تفاعلية شجّعت الالتزام بتدابير الوقاية

حملات إلكترونية ترافق الجهود العربية لمكافحة «كوفيد ـ 19»
TT

حملات إلكترونية ترافق الجهود العربية لمكافحة «كوفيد ـ 19»

حملات إلكترونية ترافق الجهود العربية لمكافحة «كوفيد ـ 19»

«#خليك_في_دارك_تحمي_بلادك، #كلنا_مسؤولون، #خليك_إيجابي، أوسام أغرقت وسائل التواصل الاجتماعي العربية في الأسابيع الأخيرة، ورافقت تدابير وقائية من وباء «كوفيد - 19» تدرّجت في صرامتها بين قيود جزئية على التنقل، وحظر تجول ليلي، وعزل كامل لأحياء ومدن. وفيما وجد الملايين أنفسهم في مواجهة عدو لا مرئي أربك أسلوب حياتهم، رافقت الجهات الرسمية مواطنيها بالتوعية والنصيحة والتوجيه عبر مختلف الوسائل، لعل أهمّها منصات التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها سكان المنطقة لتبادل المعلومات. وكان للمحتوى الرسمي الموثوق دور محوري في مواجهة الأخبار الزائفة التي وجدت في قلق الناس وتخوفهم من هذا الوباء الغامض أرضا خصبة للانتشار، كما في طمأنة المواطنين عبر تعريف الفيروس وأساليب الوقاية منه. وفيما يلي بعض الأمثلة العربية لدور وسائل التواصل الاجتماعي في دعم جهود احتواء «كوفيد - 19» والوقاية منه.

تدابير رسمية سعودية عززها التفاعل الفردي
جدة: عائشة جعفري
كثفت السعودية جهودها التوعوية، للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، وأبانت عبر منصات وزاراتها كيفية الوقاية من العدوى. وتنوعت طرق التوعية بفيديوهات مصورة، ورسائل موجهة من الحسابات الرسمية، والرسوم البيانية عبر بثها بواسطة الأوسام (الهاشتاغات) المتداولة، وذلك سواء بنشر طرق وقائية أو توجيه حلول للمستفيدين من خدماتها عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. وكرست وزارة الصحة حسابها الرسمي في بث رسائل عبر وزيرها توفيق الربيعة في فيديوهات مسجلة، يخاطب فيها الناس باتباع الإجراءات الاحترازية ضد الفيروس. كما أكدت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» على جميع المؤسسات المالية الخاضعة لإشرافها، المُساهمة في الحملة التوعوية للتعريف بالتدابير الوقائية للتعامل مع فيروس كورونا الجديد.
وظهر عدد من الوزراء كوزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، موجهاً رسالة عبر حسابة الرسمي مفادها: «إن جهودا كبيرة وإجراءات احترازية ووقائية استباقية اتخذتها قيادة وطننا الغالي أكدت من خلالها أن سلامة المواطن والمقيم تمثل الأولوية القصوى». بينما شاركت وزارة التجارة بدورها في ملاحقة تجاوزات المخالفين في أسعار المعقمات والكمامات، وأدت وزارة الإعلام دورها بمشاركة وزارة الصحة في متابعة المستجدات للمرض، وأعلنت النيابة العامة عن توجيه أمر بالقبض على مروجي الشائعات عن فيروس كورونا في هاشتاغ #كلنا_مسؤولون. فيما باشرت وزارة الموارد البشرية بإصدار الدليل الإرشادي للعمل عن بعد، بعد تعليق الدوامات لكافة القطاعات في الدولة، ونفذت وزارة التعليم العديد من الحملات منها #التعليم_عن_بعد تحسبا من تفشي كورونا داخل المنظومة التعليمية.
وسجلت السعودية استجابة بارزة من طرف السعوديين بإرشادات البقاء في المنازل والالتزام بالإجراءات الاحترازية. وجاءت حملات التوعية «النوعية» و«غير التقليدية» مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حثّت المواطنين على ملازمة منازلهم حفاظا على سلامتهم، وذلك كإجراء احترازي ضد فيروس كورونا الذي انتشر في معظم أنحاء العالم.
من جهة أخرى، استشعر مرتادو مواقع التواصل أهمية إظهار التكاتف وتسيير الحملات للحد من انتشار كورونا، ومع تواصل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الخليج والبلدان العربية، واضطرار السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية عديدة للحد من انتشار الوباء، أطلق سعوديون وسم #الحجر_المنزلي_واجب_وطني على «تويتر» بعد أن سجلت السعودية ارتفاعاً في عدد الإصابات.

«احمِ نفسك ووطنك»... يستهدف المصريين

 القاهرة: محمد نبيل حلمي

نفّذت مصر حملة إعلامية، تصاعدت تدريجياً عبر الوسائل المختلفة للتوعية بأساليب الوقاية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا. وسيطر هاشتاغ #احمي_نفسك_احمي_وطنك على شاشات القنوات المصرية المختلفة، وكان هذا هو الشعار الرسمي للحملة التي أطلقتها الحكومة المصرية، رابطة بين تفعيل أساليب الوقاية الذاتية، وضمان استقرار البلاد، كما صاحبته فقرات إعلانية للتوعية عبر التلفزيون.
منصات مختلفة مثل «فيسبوك»، وتويتر وإنستغرام، استخدمتها «وزارة الصحة المصرية» للتوعية، غير أن أنشطتها كانت الصفحة الرسمية الموثقة على «فيسبوك» (يقدر أعداد المصريين المستخدمين له بنحو 40 مليون شخص)، والتي بثت من خلالها فيديوهات قصيرة وصورا جذابة تتعلق بمواد التطهير والتعقيم، فضلاً عن مكافحة الإشاعات المتعلقة بتفشي المرض ومنها مثلاً أن الحيوانات الأليفة تساعد في نقل الفيروس، وهو ما نفته الصحة مستندة لـ«عدم وجود بيانات» تؤكد تلك المزاعم، فضلاً عن الرد بالصور على المعلومات المغلوطة بشأن أدوات التعقيم أو التوجيه للأدوات السليمة. وبدا لافتاً في الحملة المصرية، أن كل منشورات التوعية تضمنت رقم الهاتف المختصر المخصص من «الصحة» لتلقي المكالمات من المواطنين الذين يشتبهون في إصابتهم أو أي من أقاربهم، لتقديم الدعم وتوجيه المتصل طبياً أو طمأنته بشأن الأعراض المتشابهة مع الإنفلونزا.
وارتباطاً بدور المناعة القوية في مقاومة «كورونا المستجد»، فإن الفنانين والمطربين المصريين انخرطوا بدورهم في الحملة ولكن من زاوية تعزيز الإيجابية اللازمة لتهيئة المناعة. وعبر إنستغرام هذه المرة جاءت صورة المطربة أنغام مصحوبة بهاشتاغ #خليك_إيجابي، وتكرر الاتجاه نفسه لدى الممثل عمرو سعد الذي استخدم المنصة نفسها وكتب تحت صورة له: «الطاقة الإيجابية أكبر حماية».

دعوات في الإمارات إلى تغيير أسلوب الحياة

 دبي: «الشرق الأوسط»

دعا مسؤولون في الإمارات عبر مختلف الوسائط الإعلامية إلى ضرورة البقاء في المنزل، والتي تأتي ضمن جهود البلاد في الوقاية ومكافحة تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد، حيث شددوا عبر منشورات في مواقع التوصل الاجتماعي حملت أوساما مثل #معاً_سنهزم_كورونا و#خلك_في_البيت و#ملتزمون_يا_وطن على أن البلاد تملك القدرة على تجاوز هذه المرحلة، والخروج منها أقوى وأقدر على تخطي المحن والصعاب.
وجاءت رسالة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، إلى موظفي حكومة دبي كنموذج لمساعي البلاد في إيقاف انتشار عدوى الفيروس كورونا، حيث أكد أن قيادة البلاد حريصة على صحة الأفراد وسلامة العيش للجميع، وقال: رسالة لشعبنا بأن صحتهم هي الأهم، وبأن موارد الدولة كلها مسخرة لضمان سلامتهم، وبأن الجميع اليوم مسؤول عن الجميع، وبأن دولة الإمارات متحدة أمام التحديات، ومتحدة لتجاوز الأزمات، ومتحدة لحفظ المنجزات، حفظ الله شعبنا وأدام على مجتمعنا الصحة والسلامة والعافية».
وأضاف ولي عهد دبي أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أكد على أن الإمارات وفرت الإمكانات كافة لأخذ التدابير الوقائية لحماية المجتمع، لن تتوانى في اتخاذ ما يلزم لضمان صحة الناس، كلنا شركاء في مواجهة التحدي». وتابع «الدواء والغذاء خط أحمر، ولا تشيلون هم أبدا».
ولفت إلى ضرورة تغير أسلوب الحياة لفترة مؤقتة، وأشار «يتطلب منا إحداث تغيير جذري في أسلوب حياتنا اليومية لفترة مؤقتة، وكموظفين في حكومة دبي يقع على عاتقنا مساندة قيادتنا في هذه المرحلة، من خلال القيام بمسؤولياتنا على أكمل وجه، مع الالتزام التام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة». وشدد على أهمية البقاء في المنزل، وقال «لنتعهد في البقاء ببيوتنا قدر الإمكان، فهناك من لا ينام من أجل سلامتنا ومن أجل أن يعيش الوطن بأمن وسلامة، لا يجب الاستهانة بالتأثير الذي يمكن أن يحدثه كل فرد منا، والتزامنا هو أقوى سلاح للعبور معاً بسلام ولتعود الحياة جميلة كما كانت».

«واتساب» يتحوّل إلى منصة توعوية في الأردن

 عمان: محمد خير الرواشدة

كان لمنصات التواصل الاجتماعي أثر نافع لمسؤولين الأردنيين خلال إدارة أزمة انتشار كورونا المستجد، فجرى استثمارها لنشر الطمأنينة والتوعية بين جمهور الرأي العام. خصوصا أن رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز كان من النشطاء على تلك المواقع، وما زال يسجل متابعة واسعة. واستثمر مسؤولون أردنيون تلك المنصات، وبادر الإعلام الرسمي لتوجيه الأخبار أولاً بأول عبر تطبيق «الواتساب» واسع الانتشار في البلاد، عبر مندوبي وسائل الإعلام المحلي والعربي والأجنبي، في حين أن صفحات المواقع الاجتماعية للمؤسسات والوزارات بدأت بنشر الأخبار عبر وسائل مختلفة بهدف سرعة الوصول لجمهور الرأي العام.
ذهب الخطاب الرسمي طوعاً نحو استثمار انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وبدت التعليقات حتى على إعلان سريان قانون الدفاع المقيد للحركة والحريات في البلاد، الذي تلقاه جمهور المعلقين بثقة مريحة.عملياً، ساهم نشطاء التواصل الاجتماعي في بناء ثقة بالإجراءات الرسمية. فوجد المستخدمون أنفسهم أدوات ترويجية لمواد إعلانية نجومها وزراء من الفريق الحكومي؛ وزير الصحة سعد جابر، وهو جنرال عسكري سابق، قدم مواد مصورة تداولها المستخدمون، تحوي نصائح حول طرق مكافحة الوباء والحد من انتشاره.
وأمام رواج ذلك الفيديو التوعوي، قرر الوزير إعادة التجربة عبر استدعاء وزير الأوقاف محمد الخلايلة هذه المرة لتقديم «سكتش» تمثيلي برفقته يدعو لوقف السلام باليد والتقبيل، ما يعتبر من أكثر الأسباب المؤدية إلى انتقال العدوى من الأشخاص المصابين لغيرهم. تلك المحاولات الحكومية التي نجحت في الوصول لأيدي مستخدمي الهواتف الذكية، لم تقف عند هذا الحد ليقوم أيضاً رئيس الوزراء عمر الرزاز بنفسه بتسجيل رسالة صوتية خاصة بالتداول من خلال «واتساب» خاطب من خلالها المواطنين خاصة، وأولئك الذين كانوا يخضعون للحجر الصحي الاحترازي من القادمين إلى الأردن عبر المطارات والمعابر الحدودية.
رسالة الرزاز الصوتية عبر تطبيق «الواتساب» دعا من خلالها المواطنين أيضاً للاطمئنان، مشيراً إلى أن مخزون الأردن من السلع آمن، ولا يوجد أي نقص في الأغذية والأدوية والسلع.
وتفاعل الجهد الرسمي مع الجهود الشعبية، لتقفز إلى الواجهة مجموعة من الحملات الإلكترونية تدعم الحملات الوقائية الرسمية، وكانت بدايتها من خلال هاشتاغ أطلقه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يدعو إلى التزام البيوت هاشتاغ #رح_أقعد_بالبيت؛ باللهجة الأردنية، ليتفاعل من خلاله عشرات الآلاف من المستخدمين لنشر الوعي حول أهمية التزام البيوت وممارسة الحجر الذاتي «لحتى الأردن اتضلها بخير» كما روج المغردون.

«شد دارك»... شعار تونس ضد الفيروس

 تونس: المنجي السعيداني

باتت عبارة «شد دارك» (ابق في منزلك) من أهم العبارات المتداولة في تونس لمواجهة وباء كورونا المستجد، وتم تداولها بين أكثر من 7 ملايين من رواد صفحات التواصل الاجتماعي.
وعملت مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية والثقافية على نشر الوعي بأهمية هذه المرحلة وعدم الاستخفاف بهذا الوباء، بعد أن أظهرت سلوكيات بعض التونسيين في بداية تفشي الوباء أنهم لا يبالون بالمخاطر الحقيقية التي قد يخلفها فيروس كورونا.
وقد اعتقلت السلطات أكثر من ألف تونسي مخالف للقرارات الحكومية الاستثنائية. وفي السياق ذاته، أطلقت وزارة الصحة التونسية تطبيقا إعلاميا تحت اسم «ستوب كورونا»، غرضه جمع معلومات أكثر حول المصابين بالوباء. وما زالت السلطات الصحية تشكو من مخالفة عدد كبير من التونسيين لقرار حظر التجوال والحجر الصحي العام، فيما يفسر عدد منهم خروجه بحاجته الملحة للعمل لتوفير حاجيات عائلته.
وقدمت وسائل الإعلام التونسية بمختلف أصنافها حملات توعية، وحاولت التعريف بمراحل انتشار الوباء مع التأكيد على أن اللقاح غير متوفر، وهو ما يعني خطر الموت في حالة الإصابة.
وطغت عبارة «شد دارك» التي أطلقها راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة على نقاشات التونسيين، فيما دعا الأخير إلى ملازمة مقرات الإقامة والخروج منها في حالات الضرورة القصوى فقط. وقال إنها: «نصيحة من ذهب»، معتبرا أن مواجهة الفيروس لا تكون إلا بالتضامن والعقلانية والانضباط.

توبيخ فلسطيني «افتراضي» لمخالفي العزل

 رام الله: كفاح زبون

لم يتردد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه في القول لمواطنيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنه أصبح مهووسا بغسل يديه بالماء والصابون بعد ظهور فيروس كورونا في فلسطين، داعيا الجميع إلى التمسك بهذا الهوس كجزء من خط الدفاع الأول ضد الفيروس المستجد. أما وزيرة الصحة مي كيلة، فوجهت مناشدة مباشرة لأهالي بيت لحم من أجل التزام بيوتهم. وكتبت كيلة على صفحة الوزارة الرسمية وصفحتها الشخصية، «أناشدكم أيها المواطنون الكرام بالبقاء في بيوتكم دون التجوال بتاتا إلا لأسباب صحية أو طارئة، وذلك انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والمجتمعية والأخلاقية للقضاء على هذا المرض، والحد من انتشاره، وحماية أهلنا جميعاً».
وهذه النداءات من مسؤولين رفيعين كانت جزءا من حملات واسعة لا تحصى ولا تعد رسمية وتنظيمية وشعبية من أجل التزام الفلسطينيين بيوتهم. واشترك صحافيون وناشطون وشخصيات ومثقفون وفنانون ومسؤولون في حملات التوعية هذه التي تركزت على اتباع التعليمات الصحية والمكوث في المنازل. وخرج الفنان الفلسطيني محمد عساف لمخاطبة جمهوره، راجيا إياه «اتباع الإجراءات الوقائية حتى تمر هذه الأزمة على خير»، كما ظهر نجم «أراب أيدول» الفنان يعقوب شاهين في فيديو ثانٍ يطلب من الناس عدم مغادرة المنازل.
واعتمد الناطق باسم الحكومة، إبراهيم ملحم، ما يشبه عبارة في بداية كل حديث حول مستجدات كورونا، إذ يستهل مؤتمره الصحافي دائما بالقول: «ابقوا في بيوتكم ينشر لَكم ربّكم من رحمته، ويهيِئْ لكم من أمركم مرفقا». وقال ملحم أيضا لمستمعيه معترضا على عدم التزام البعض بالحجر المنزلي «من الحب ما نقل»، في إشارة إلى نقل الفيروسات.
من جهتها، استخدمت كيلة رسما توضيحيا طريفا يفكك أحرف «ك - و- ف - ي - د - 19» بقولها إنها يعني «كل واحد فيكم يلزم بيته 19 يوما». ولم يكن الأمن بعيدا عن الحملات، فقد نشرت الشرطة الفلسطينية مجموعة إرشادات ووضعت لاصقات كبيرة في الشوارع تحث فيها الفلسطينيين التزام بيوتهم لحماية وطنهم. وكتب اللواء عدنان الضميري، الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية على «فيسبوك» «يِبِعْدَكْ... ويِسِعْدَكْ. شعار الملتزمين».
أما لجان الطوارئ في بيت لحم، فوجهت رسالة باللغة العامية عبر «فيسبوك» مفادها: «عزيزي المفروض عليك حجر منزلي الآن: لمّا وزارة الصحة احترمت خصوصيتك وخصوصية مشاعرك وما أعلنت اسمك ولا شهّرت فيك...كان واجبك تردّ الجميل على الأقل بالالتزام بالحجر... مش الاستخفاف فيه وتتصرف وتروح وتيجي وعاادي الحياة... حجم الأنانية إلى حضرتك بتتصرف فيه... بكلّف الناس صحتها وصحة أحبابها... بكفي استهتار واستخفاف، خلينا قد المسؤولية عشان نقدر نعدي ونتخطّى المحنة... #خليك_بالبيت».

«بالوعي نواجه كورونا»... عنوان المرحلة في لبنان

 بيروت: «الشرق الأوسط»

لعبت وسائل الإعلام في لبنان وعلى رأسها المرئية منها رأس الحربة في حملات التوعية للحد من انتشار وباء كورونا، وهو ما لاقى تجاوبا لافتا على وسائل التواصل الاجتماعي. وفيما اعتمدت كل من قناة «إل بي سي» و«الجديد» و«أو تي في» شعار «#خليك_بالبيت» لحث اللبنانيين على البقاء بمنازلهم، استبقت قناة «إم تي في» قرار الحكومة بإعلان «التعبئة العامة» معتمدة شعار «الزموا منازلكم»، وقد سبقها إلى ذلك أيضا «جريدة النهار» التي أطلقت حملة تحت شعار «ما تستهتر».
ومع التجاوب اللافت من قبل اللبنانيين مع هذه الحملات، قام عدد من الإعلاميين والسياسيين والناشطين بتسجيل مقاطع فيديو مستخدمين هذه الشعارات نفسها تدعو المواطنين إلى البقاء بمنازلهم وعدم الخروج إلا عند الضرورة. كما عمد بعضهم إلى تقديم أفكار لكيفية قضاء يوميات «الحجر المنزلي» وتمضية الوقت مع العائلة والأولاد.
بدوره، أطلق الجيش اللبناني حملة خاصة به على موقعه وحساباته على وسائل التواصل مستخدما كذلك شعار خليك بالبيت، وتوجه خلالها إلى اللبنانيين عبر نصائح وإرشادات تساعدهم على حماية أنفسهم وعائلاتهم من «كورونا».
وكانت وزارة الصحة اللبنانية بدأت بإرسال رسائل نصية على هواتف اللبنانيين، مرفقة بهاشتاغ «بالوعي نواجه كورونا»، مناشدة المواطنين الالتزام بالتدابير التي أقرتها الحكومة خاصة لجهة البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا عند الضرورة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)