مدينة قرب دمشق تبادر إلى عزل نفسها

مدينة قرب دمشق تبادر إلى عزل نفسها
TT

مدينة قرب دمشق تبادر إلى عزل نفسها

مدينة قرب دمشق تبادر إلى عزل نفسها

في خطوة غير مسبوقة قامت مدينة صيدنايا بمنطقة القلمون بريف دمشق بالمبادرة إلى فرض عزل ذاتي للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد بعد اكتشاف قدوم أحد أبنائها من لبنان بطريقة غير شرعية، حيث أخضع نفسه للحجر المنزلي منذ عشرة أيام وامتنع عن الاختلاط بأهالي البلدة، فيما أعلن مجلس مدينة صيدنايا (30كم شمال غربي دمشق) والتي تعد من أعرق الحواضر المسيحية في منطقة القلمون بدء تنفيذ عدد من التدابير الوقائية لضمان سلامة المدينة وأهلها، وذلك بعد فرض محافظة ريف دمشق مجموعة من الإجراءات الاحترازية وعزل بلدة منين ومنطقة السيدة زينب التي تضم مقام السيدة زينب، وتعد أهم مركز استقطاب للقادمين من إيران والعراق ولبنان، إضافة إلى كونها مركز تجمع لعناصر الميليشيات الإيرانية والعراقية وعائلاتهم.
وقام مجلس مدينة صيدنايا بالتعاون مع الأهالي بإغلاق جميع مداخل المدينة مع إبقاء مدخل واحد مفتوحاً يؤدي إلى المشفى. وبالتوازي مع ذلك جرت حملة تعقيم شاملة داخل المدينة والأماكن العامة، وأقيم مركز للحجر الصحي يتسع للمئات في حال الضرورة في دير القديس توما. وفي إجراءات غير مسبوقة في سوريا عجزت عنها إجراءات الحكومة الاحترازية، تم تجهيز مدخل بلدة صيدنايا بنقطة طبية لفحص كافة القادمين مع فريق لتعقيم إطارات السيارات وجميع المواد التموينية الداخلة إلى صيدنايا. مع توزيع الكمامات على السكان مجاناً وتصنيع الكمامات محلياً داخل البلدة، وتوزيع معقمات قدمتها الجهات الداعمة على البيوت.
ولتعزيز حظر التجول تولت فرق متطوعين بإحضار الخضراوات والفواكه وبيعها في الأحياء بنفس أسعار الجملة، وخصصت مساعدات مادية وعينية لعمال النظافة لزيادة وتيرة عملهم. بالإضافة إلى قيام الأهالي في البلدة بجمع التبرعات من أبنائهم في الداخل والمغتربات لمساعدة من تعطل عمله وفقد مصدر رزقه جراء العزل.
رئيس المجلس المحلي لبلدة صيدنايا عبد الله سعادة أكد في تصريحات إعلامية أن «الإجراءات تمت بالتعاون ما بين فعاليات المدينة والمجتمع الأهلي والجمعيات الخيرية حيث كثّفت الجمعيات من نشاطها في توزيع المساعدات على المحتاجين ومشاركتها الفعّالة مع المجلس، خاصة ما يتعلق بالتعقيم والتنظيف».
مصادر محلية في صيدنايا قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الإجراءات التي اتخذت هي احترازية وبناء على رغبة الأهالي، وذلك لقرب البلدة من الحدود مع لبنان، ولكونها منطقة سياحة دينية يؤمها الزوار من خارج البلدة إضافة إلى مقاتلين إيرانيين ولبنانيين وعسكريين سوريين من المخالطين للإيرانيين، وأكدت المصادر المحلية أنه لم تسجل أية إصابة لغاية الآن، وأن هناك شخصاً واحداً فرض العزل على نفسه كونه جاء من خارج البلاد ودون ظهور أي أعراض عليه».
وأعلنت دمشق يوم أمس تسجيل 3 إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد ليرتفع عدد الإصابات المسجلة إلى 19 شخصاً، وذلك بعد فرض محافظة السويداء جنوب سوريا الحجر الصحي على 525 شخصاً في منازلهم، كانوا قد دخلوا إلى المحافظة بطرق غير شرعية، وفق ما قاله مدير صحة السويداء نزار مهنا، الذي دعا الأهالي إلى الإبلاغ عن القادمين من خارج سوريا عبر منافذ غير شرعية، لإجراء الفحوصات اللازمة حرصاً على سلامتهم.
وكانت وزارة الداخلية قد توعدت القادمين إلى البلاد بطريقة غير شرعية بالملاحقة والسجن، بعد إخضاعهم للحجر الصحي.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.