دول تغيّر موقفها من الكمامات... وتتسابق للحصول عليها

مختصون يشددون على ضرورة ارتدائها... وآخرون ينصحون بتصنيعها منزلياً

إمبراطور اليابان السابق وزوجته يرتديان قناعين في طوكيو أمس (أ.ب)
إمبراطور اليابان السابق وزوجته يرتديان قناعين في طوكيو أمس (أ.ب)
TT
20

دول تغيّر موقفها من الكمامات... وتتسابق للحصول عليها

إمبراطور اليابان السابق وزوجته يرتديان قناعين في طوكيو أمس (أ.ب)
إمبراطور اليابان السابق وزوجته يرتديان قناعين في طوكيو أمس (أ.ب)

شهدت الأيام الماضية سباقا محموما على الكمّامات الواقية، مع ارتفاع الطلب الشعبي عليها في عدد من دول العالم، بعدما كانت الأولوية للقطاع الصحي والعاملين الأساسيين بالدرجة الأولى.
وبعد الحديث عن عدم فائدة الأقنعة الواقية حين لا يكون من يضعها مصابا بفيروس كورونا المستجد، تغير الخطاب الرسمي في عدة دول هذا الأسبوع ما أثار التباسا لدى العموم. وجاء التحول الأبرز من الولايات المتحدة الجمعة، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن السلطات الصحية باتت تنصح الآن الأميركيين بوضع الأقنعة الواقية حين يخرجون من منازلهم.
في المقابل، لا تزال منظمة الصحة العالمية متمسكة بموقفها الأساسي خشية أن يعطي الاستخدام المعمم للكمامات والأقنعة الواقية «شعورا خاطئا بالأمان»، ويجعل الناس ينسون التدابير الأساسية التي لا غنى عنها للحماية من الفيروس، وهي التباعد الاجتماعي وغسل اليدين. لكن مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أقر الأربعاء بأنها لا تزال «تقيم الاستخدام المحتمل للقناع الواقي بطريقة أوسع نطاقا». وقال «إن الوباء في تطور، والأدلة وآراءنا أيضا».
ومنذ بدء انتشار الوباء، دأبت منظمة الصحة العالمية والعديد من الحكومات على القول إن الأقنعة يجب أن يستخدمها فقط المعالجون الطبيون والمرضى والأشخاص المحيطون بهم مباشرة، قائلين إنهم يستندون في هذا الرأي إلى معطيات علمية.
لكن بالنسبة إلى مؤيدي ارتداء القناع بشكل عام، فإن هذا الخطاب كان يهدف بشكل خاص لتجنب أن يسارع الناس للاستحواذ على الأقنعة المخصصة للطواقم الطبية والممرضين والممرضات ما يؤدي إلى تفاقم النقص القائم أساسا، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأثار التردد الغربي استغرابا في آسيا، حيث يستخدم القناع الواقي تقليديا. وقال رئيس المركز الصيني لضبط ومراقبة الأمراض غاو فو في 27 مارس (آذار) في مجلة «ساينس»، إن «الخطأ الكبير في الولايات المتحدة وأوروبا، برأيي، هو أن الناس لا يضعون الأقنعة الواقية».
وفي هذا السياق، تغير الخطاب الرسمي في كل دول العالم تقريبا خلال الأيام الماضية، في مواجهة سوء الفهم المتزايد لدى عموم الناس، وبرزت مواقف الأطباء المؤيدين لارتداء القناع. وتعزز الموقف الجديد من ارتداء الكمامات بظهور فرضية علمية جديدة، ترجّح انتقال فيروس كورونا المستجد عبر الهواء، أي من خلال جزئيات هوائية حيوية متولدة مباشرة من زفير الأشخاص المصابين. لكن هذه الفرضية لا تزال موضع تكهنات كثيرة ولم تثبت علميا بعد. وقد تحدث مدير معهد الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، العضو الأبرز في فريق عمل البيت الأبيض حول فيروس كورونا المستجد والذي يجتمع ساعة يومياً مع ترمب، لقناة «فوكس نيوز» عن معطيات تشير إلى أن «الفيروس يمكنه في الواقع الانتقال بين الأشخاص الذين يقومون بمجرد التحدث، وليس فقط حين يسعلون أو يعطسون».
وإذا ثبت ذلك، فإن طريقة الانتشار هذه يمكن أن تفسر معدلات العدوى العالية جدا للفيروس، الذي يمكن أن ينقله أيضا مرضى لا تظهر عليهم أي عوارض. واستنادا إلى هذا الاحتمال، أوصت السلطات الصحية الأميركية بارتداء الأقنعة.
وكان رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو استبق هذه التوصية، حين طلب الخميس من سكان الولاية أن يغطوا وجوههم حين يخرجون من منازلهم. وقال إن ذلك يمكن أن يتم عبر وضع «وشاح أو عصابات رأس أو شيء تصنعونه في البيت». ولتجنب التهافت على شراء الأقنعة الطبية، يجري تشجيع وضع هذه الكمامات المصنعة منزليا، أو من القماش في مختلف أنحاء العالم. ويؤكد العلماء الذين يشجعون على ذلك أنها تؤدي إلى تجنب إصابة آخرين إلى جانب حماية من يضعها.
وقال البروفسور كي شينغ المتخصص في الصحة العامة في جامعة برمنغهام (إنجلترا)، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الكثير من الناس يعتقدون أن وضع قناع يحميهم من الإصابة، لكنه بالواقع يتيح لهم خفض مصادر العدوى». وأوضح «هذا الأمر سيعطي نتائج إذا وضع كل الناس القناع، وفي بعض الحالات يكون القناع البسيط جدا كافيا لأن قطعة كماش فقط كفيلة بوقف الرذاذ» الذي يحتوي الفيروس الصادر عن مريض، مضيفا في معرض حديثه عن القناع «ليس مثاليا، لكنه أفضل من لا شيء».
في ألمانيا، شجع معهد روبرت كوخ، المؤسسة المرجعية للصحة العامة، المواطنين أول من أمس على ارتداء أقنعة مصنوعة منزليا في الأماكن العامة. وقال رئيس المعهد لوثار فيلير إنه «لا يوجد دليل علمي حتى الآن» على أنها تحد من انتشار الفيروس، لكن ذلك «يبدو معقولاً».
وشاطرته وجهة النظر هذه أكاديمية الطب في فرنسا، التي قالت بدورها إن وضع القناع يجب أن يكون إلزاميا حين يخرج الناس من منازلهم خلال إجراءات العزل، وحتى بعد انتهاء العمل بها.
الحكومة الفرنسية نفسها عمدت إلى تغيير موقفها عبر الإعلان عن صنع أقنعة «بديلة» غير تلك الطبية منها.
وقال المسؤول الثاني في وزارة الصحة البروفسور جيروم سالومون الجمعة: «نشجع الناس إذا رغبوا، بوضع هذه الأقنعة البديلة التي يجري إنتاجها».
أظهرت دراسة نشرت الجمعة في مجلة «نايتشر» أيضا أن وضع الأقنعة الواقية المخصصة للعمليات الجراحية يخفض كمية فيروس كورونا المستجد التي ينشرها مرضى في الهواء، وتم إجراء التجربة على فيروسات أخرى.
وقال الدكتور روبرت بيل من معهد فرنسيس كريك في لندن إن «هذه الدراسة تقدم مستوى عاليا من الأدلة لصالح ارتداء القناع»، مضيفا «يجب على مسؤولي القطاع الصحي أن يأخذوا علما بذلك على الفور».


مقالات ذات صلة

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
يوميات الشرق المرح سمة شخصية تعكس القدرة على التفاعل مع الحياة بروح مرحة ومتفائلة (جامعة ساسكس البريطانية)

الأشخاص المَرِحون أكثر صموداً في الأزمات

أفادت دراسة أميركية بأن الأشخاص الذين يتمتّعون بمستويات عالية من المرح كانوا أكثر قدرة على الصمود والتكيف، خصوصاً خلال جائحة كورونا مقارنةً بغيرهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

النساء أكثر عرضة للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد»

كشفت دراسة جديدة أن النساء معرضات لخطر أعلى بكثير للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد» مقارنة بالرجال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة القمر (إ.ب.أ)

هل أثرت جائحة «كوفيد» على القمر؟... دراسة تجيب

أفاد موقع «ساينس أليرت» بأن دراسة أُجريت عام 2024 خلصت إلى أن جائحة «كوفيد-19» التي تعرضنا لها أثرت على درجات الحرارة على القمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البابا فرنسيس: «صلُّوا من أجلي»

البابا فرنسيس أرشيفية (أ.ف.ب)
البابا فرنسيس أرشيفية (أ.ف.ب)
TT
20

البابا فرنسيس: «صلُّوا من أجلي»

البابا فرنسيس أرشيفية (أ.ف.ب)
البابا فرنسيس أرشيفية (أ.ف.ب)

دعا البابا فرنسيس الذي يرقد حالياً في مستشفى بروما، جرَّاء إصابته بالتهاب رئوي أثر على كلتا الرئتين، أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم الذين يبلغ عددهم 1.4 مليار شخص، إلى الصلاة من أجله؛ حيث يواصل تعافيه.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أعرب البابا البالغ من العمر 88 عاماً، في رسالة مكتوبة تم نشرها اليوم الأحد، عن امتنانه العميق للدعم الكبير الذي تلقاه.

كما وجه البابا شكره الخاص لأطبائه في مستشفى «جيميلي» في روما؛ حيث يتلقى العلاج منذ 10 أيام.

وقال فرنسيس: «أشكر بصدق الأطباء والعاملين الصحيين في هذا المستشفى، على ما يبدون من اهتمام بي».

وبسبب مرضه، لم يتمكن البابا فرنسيس، اليوم (الأحد)، من القيام بالصلاة التقليدية من نافذة القصر أمام آلاف المؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس. وأصبح هذا أمراً معتاداً في الأسابيع الأخيرة؛ حيث غاب أيضاً عن الصلاة الأسبوع الماضي.

ويعاني البابا من «مشكلات» في الجهاز التنفسي منذ فترة ما قبل أعياد الميلاد. وفي المستشفى، شخَّص الأطباء إصابته بالتهاب رئوي أثر على كلتا رئتيه، ووصفوا حالته بأنها «حرجة».

وفي مثل هذا العمر المتقدم، يعد الالتهاب الرئوي خطيراً للغاية.